يعاني كثير من طلاب الدراسات العليا أو الباحثين في بداية انخراطهم بالبحث العلمي من مشكلتين أساسيتين (ايجاد المصادر والاستفادة منها) تتلخص بثلاثة أسئلة:
من أين اختار المراجع أو المصادر التي احتاجها في الدراسة؟
كيف اقلص وقت البحث عنها واعطي وقت أكثر لإعداد الدراسة نفسها؟
كيف استفيد من هذه المصادر؟
في هذه المقالة سنحاول التوضيح أو الإجابة على هذه الأسئلة مع التطرق لكيفية تنظيم المصادر التي حصلت عليها. مع العلم بأننا سنستخدم كلمة مشروع أو دراسة للإشارة إلى بحثك حتى لا تختلط هذه الكلمة (البحث) مع كلمة البحث بمعنى Search وهو محور هذه المقالة. وبكل الأحوال تذكر أنك محتاج أن تقوم بعملية البحث عن مصادر من خلال ثلاث دورات:
الدورة الأولى البحث عن فكرة الدراسة وبلورة مقترح الدراسة والذي ستحصل من خلاله على الموافقة على موضوع الدراسة.
الدورة الثانية عندما تقوم بالدراسة نفسها وتحتاج لمصادر كثيرة لعمل الدراسة.
الدورة الثالثة التي قد تحتاج لها عند الوصول للنسخة المبدئية لإكمال ما نقص من معلومات لإكمال الدراسة بشكل نهائي.
سنبدأ بتوضيح كيف يفترض ان تكون دراستك حتى تعرف أي المصادر مناسبة لها وإذا وجدت ان هذه الأفكار قد تزيد من وقت عملية البحث فتأكد أنها وخاصة عندما تتعود عليها وتصبح طريقة تفكيرك ستساعدك ليس فقط على تقليص الوقت ولكن على كتابة دراسة (رسالة/أطروحة) جيدة تحظى بتقدير المهتمين بالمجال.
كيف يفترض ان تكون دراستك البحثية؟
جاء الفيلسوف اللامع، أرسطو بثلاثة أشياء مختلفة يحتاجها الناس لتحقيق التوازن أثناء إنشاء الحجج المكتوبة أو الشفوية:
الروح Ethos - قدرة المؤلف (الباحث) على ترسيخ المصداقية. الروح هو النداء الذي يركز على المؤلف. إنه يشير إلى شخصية الباحث، بما في ذلك مصداقيته وجدارته بالثقة. يجب أن تٌقتع الدراسة القارئ بأن المؤلف هو سلطة ويستحق الاهتمام.
العاطفة Pathos - قدرة المؤلف (الباحث) على جذب العقل الخيالي. مناشدة العاطفة هي طريقة لإقناع القراء بالحجة من خلال خلق استجابة عاطفية لنداء حماسي أو قصة مقنعة. يشير Pathos إلى المشاعر التي يشعر بها القارئ أثناء قراءة للدراسة. يجب أن يسعى المؤلف إلى إثارة ردود فعل عاطفية محددة في كتاباته. ونعم، هناك مجال للعواطف في مقالات البحث العلمي.
الشعارات Logos - قدرة المؤلف (الباحث) على جذب العقل. الشعارات (مناشدة المنطق) هي النداء البلاغي الذي يركز على الحجة التي يقدمها المؤلف. إنه مناشدة للعقلانية، تشير إلى الوضوح والتكامل المنطقي للحجة. لذلك، فإن الشعارات متجذرة بشكل أساسي في التفكير الذي يجمع عناصر مختلفة من حجج البحث معًا. هل ترتبط النتائج منطقيًا بدعم الاستنتاج الذي يتم التوصل إليه؟ هل توجد أخطاء في استدلال المؤلف (أي مغالطات منطقية) تقوض المنطق المقدم في البحث؟ سوف تقوض المغالطات المنطقية القوة الإقناعية للدراسة.
تحتاج في دراستك العلمية أن تحافظ على توازن هذه الأشياء، لأن الدراسة العلمية لا تنجح فقط الكثير من مصداقية الباحث بينما هي عاطفية للغاية وغير مقنعة بل لابد أن تكون مدعومة بالمنطق وفي نفس الوقت يجب ألا تكون محفوفة بالحجج المنطقية إلى درجة خلق الملل وافتقاد الحوافز لقراءتها.
يجب ان توازن بين هذه الدعائم، فيجب أن يكون الهدف هو وضع ورقتك بشكل مباشر في تلك المساحة الصغيرة في المنتصف - حيث تتقاطع جميع الدوائر الثلاث (الروح، العاطفة، الشعارات) . وتذكر بأن المقصود بالقارئ هو شخص مهتم أو قد يهتم بموضوع دراستك شريطة ان يجد فيها ما يدعوه لقراءتها. فأنت تريد أن تكون ورقتك مرتبطة بالقيم والأخلاق وإعطاء الاخرين حقوقهم عند الاقتباس منهم وأيضا ترغب أن تكون لورقتك نداء يستدعي الانتباه ويجذب الحماس لقراءتها والأهم ان يكون لورقتك مصداقية وان تدعمها بالمنطق والحجج العلمية والحقائق. لذا أحرص على توازنها وهذا أيضا ما يجب ان تكون عليه الأبحاث (المصادر) التي تجمعها لدراستك
وبشكل أكثر وضوحا نقول، يعد البحث القوي جزءًا لا يتجزأ ليس فقط من تطوير ودعم أفكار ورقتك البحثية ولكن أيضًا لتطوير اتصالك مع أولئك الذين سيقيمون ورقتك البحثية والذين سيقرونها عندما تنشر وكلهم بالغالب من نفس المجال ولديهم نفس الاهتمام البحثي الخاص بورقتك.
كيف يفترض ان تكون مراجعك او مصادرك
سترغب في المرجع الذي يمكن أن يساعدك في كل مرحلة بحيث تكون دراستك البحثية صادقة وممتعة ومنطقية. وهذا ما يجب ان تهدف إليه عند إجراء عملية البحث عن مراجع لدراستك العلمية. كما اعتمدنا الثلاث أفكار كهدف لدراستك فأننا نهدف إلى ايجادها أيضا في المصادر التي تهم دراستك العلمية حتى تعزز هذه الأفكار من جودة الدراسة. إليك الآن كيفية تشكيل البحث الجيد لأفكارك والورقة التي تنشئها حول هذه الأفكار:
بالنسبة لــ Ethos، سيساعدك المصدر على فهم موضوعك تمامًا، مما يمنحك مصداقية مع قراءك.ولذا ابحث في المرجع التالي: هل الأفكار والمفاهيم والبيانات في هذا المرجع سهلة الترجمة لدراستي أم أنها تتطلب الكثير من المعرفة التقنية؟ كيف تعزز هذه المعلومات وجهة نظري؟ إذا لم يكن الأمر كذلك، كيف يمكنني الاعتراف بأهميته لموضوعي دون التخلي عن حجتي أو هدفي؟
بالنسبة لــ Pathos ، سيساعدك المصدر على فهم الفروق الدقيقة في هدف دراستك، والتي يمكنك استخدامها لصياغة جاذبية عاطفية أقوى لجذب الآخرين لقراءة بحثك. ولذا ابحث في المرجع التالي: كيف يمكنني الاستفادة من المعلومات في هذا المرجع لاستخدامها في ورقتي الخاصة؟ إذا استخدمت هذا المرجع، فهل أخاطر بتقويض قدرتي على إقناع القراء من خلال العاطفة؟ كيف يمكنني استخدام الاستعارة للمساعدة في شرح الجوانب التقنية البحتة وإفهامها لقراءي؟
بالنسبة لــ Logos، سيساعدك المصدر على فهم البيانات التي تدعم هدفك، والتي يمكنك استخدامها لتدعيم حجتك الرئيسية. لذا ابحث في المرجع التالي: هل يمكنني تلخيص النقاط الرئيسية في هذه المرجع لاستخدامها في دراستي، أم أن المصدر يشمل مساحة كبيرة جدًا من البيانات؟ كيف يمكنني تكييف البيانات والأرقام الموجودة في هذا المرجع بشكل فعال، مما يسمح لي بإثبات وجهة نظري وعدم إزعاج القارئ بمواضيع أبعد من هدف مشروعي البحثي؟ كيف يكون هذا المرجع موثوقا؟ - من أي مؤسسة / مؤسسات أتى، وهل خضع لمراجعة النظراء، وهل هو حديث وذات صلة؟
إذا كان بإمكانك الإجابة بسهولة على الأسئلة أعلاه عندها استخدم هذا المرجع، تابع الأسئلة على بقية المراجع. هناك الكثير من المراجع، ولا داعي لإضاعة الوقت في شيء واحد إذا كان بإمكانك العثور على شيء أبسط وأكثر فعالية في مكان آخر.
أساسيات عملية البحث عن مراجع
عملية البحث عن مراجع عملية معقدة، لكن لا يجب أن تكون مضيعة للوقت. في هذا المقال، سنعرض لك بعض الطرق البسيطة لإتقان عملية البحث وتوفير الوقت. أحد مشاكل الطلاب/الباحثين تبدو في فشلهم في قضاء الوقت في تطوير الأجزاء الصحيحة من عاداتهم الكتابية ومنها عملية البحث.
فالأماكن الثلاثة التي يجب أن تقضي فيها معظم وقت الكتابة كطالب أو باحث هي:
الكتابة المسبقة والمسودة الأولى.
الحصول على الأبحاث (المراجع).
المسودة النهائية والكتابة.
أما البحث عن مراجع فسنوضح لك هنا كيفية العثور على أفضل طريقة بحث بسرعة وفعالية بحيث تتمكن من انجاز مشروعك البحثي بوقت مناسب من خلال الإجابة عن سؤال أين ابحث عن المراجع؟ وكيف ابحث عنها؟ ثم كيف استفيد منها؟
أين وكيف ابحث عن المراجع؟
منذ عدة سنوات مضت، أجرى الباحثين الأبحاث بالذهاب إلى المكتبة، وتمشيط فهرس البطاقات، والتصفح بين أكوام الكتب، وتدوين الملاحظات، ثم كتابة ورقة وعليهم الذهاب للمكتبة مرارًا وتكرارًا.
في العصر الرقمي، يجب أن يكون عملية البحث عن المراجع عملا سهلاً (خاصة بالمقارنة بالماضي)، ولكن - في كثير من الأحيان - لا يفهم الطلاب كيفية استخدام الأدوات المتاحة لهم. لذلك يتخذون المسار الأطول.
وقبل أن نبدأ بشرح كيف نقلص وقت البحث عن مصادر يجب أن تقوم بتحديد خطة زمنية لمشروعك البحثي وضمن هذه الخطة الزمنية تحديد مدة محددة للبحث عن المصادر يجب عليك الالتزام بها قدر المستطاع.
على سبيل المثال، عندما يتعين عليك عمل بحث للحصول على المراجع المطلوبة، فمن المحتمل أن تتوجه مباشرة إلى Google وتكتب موضوعك في شريط البحث، أليس كذلك؟
ستعمل بعد ذلك من خلال الصفحة الأولى من الروابط، ومعظمها متشابه إلى حد كبير، أو غير أكاديمي، أو غير ملائم لورقتك البحثية، على أخذ المعلومات من هذه المواقع، وتقحمها في ورقتك - وأحيانًا مع عدم الانتباه إلى تنسيق الاقتباس – وتستطيع تسليم العمل قبل موعد التسليم المحدد بيوم واحد. ولكنك ستُفاجأ، عندما لا تحصل على تقدير أستاذك على تلك الورقة إذا كنت طالب. أو عدم قبول الورقة إذا كنت باحث.
وهنا يجب أن تتوقف! هناك العديد من الطرق البسيطة الأخرى لإكمال الأهداف وحصولك على التقدير الذي تبحث عنه لورقتك العلمية.
لذا ابدأ كالتالي
ويكيبيديا: عندما تبدأ في طريق البحث، يجب أن تبدأ باستخدام ويكيبيديا. إنها أداة جميلة عند استخدامها بشكل صحيح. فيما يلي بعض الطرق الآمنة المؤكدة لاستخدام ويكيبيديا في كتاباتك الأكاديمية:
الحصول على فهم راسخ للموضوع ككل.
الحصول على وجهة نظر حديثة أو متطورة حول موضوع طويل النقاش.
الحصول على مقالات وموارد أكاديمية محددة يتم الاستشهاد بها في موقع wiki الخاص بموضوعك.
وهذا يعني أنه ليس شرط وضعه كمرجع إذا لم تأخذ منه معلومات معينة ولكنه سيساعدك على عمل مسح لمجال دراستك ويمكنك أيضا -كما قلنا -الاستفادة من المصادر التي اعتمد عليها والتي توجد في نهاية الموضوع.
الباحث العلمي Google Scholar : بعدها يمكن لك الذهاب إلى الباحث العلمي Google Scholar. يجب ألا تجري بحثًا عن ورقة بحثية على Google العادي. يجب أن تبحث على الباحث العلمي Google Scholar. لأنه يمشط محرك البحث على الإنترنت بحثًا عن مواد علمية وذات مصداقية - سهلة وبسيطة.
هناك بعض الأشياء التي تحتاج إلى تذكرها أثناء استخدام الباحث العلمي Google Scholar، أو أي أداة بحث أخرى في هذا الشأن: قم دائمًا بتعديل طريقة بحثك: حتى مع خوارزمية البحث المركزة في الباحث العلمي Google Scholar ، لا يزال هناك الآلاف، بل الملايين، من المقالات التي يتم استعراضها. تعرف على الأدوات التي تضيق نطاق البحث واستخدمها في كل مرة. سنوضح لك كيف أدناه.
أسئلة عملية البحث
يجب أن يتم التركيز على 5 تساؤلات:
من؟: من قام بعمل بحث ضمن نطاق بحثي؟
وماذا؟: وماذا وجد؟ ما هي نتائج بحثه؟
ومتى؟: متى قام بهذا البحث؟ هل من فترة طويلة بحيث يمكن أن تصبح النتائج -حاليا- غير صحيحة؟
وأين؟: أين أنجز البحث؟ وما هو نطاق البحث؟
وكيف؟: كيف طور المنهجية التي اتبعها؟
اتبع تلك القواعد وستصبح جاهزا، لعملية البحث.
كيف أختصر وقت البحث إلى النصف؟ وكيف أبقى منظمًا أثناء عملية البحث عن مراجع؟
التنظيم مهم جدا لتقليص وقت وجهد عملية البحث، ومن الجيد أن تلزم نفسك به وعدم اعتباره مضيعة للوقت لأنه هو من سيختصر لك عملية الرجوع للأبحاث التي سبق واستخدمتها.
من أجل التوضيح، دعنا نفترض بأنك تكتب ورقة حول تحديات استخدام انترنت الاشياء في مؤسسات التعليم العالي في الدول النامية.
يجب عليك اتباع قاعدة بسيطة واحدة: أثناء إجراء البحث، لا تشتت انتباهك! اجمع فقط المقالات التي تحتاجها.
توجه إلى الباحث العلمي من Google واكتب "Internet of Thing" –(كمثال) ما مقدار الأبحاث الذي ستظهر لك؟ ربما بالألف او المليون كما هو مبين بالصور ادناه
الان وقت تنقيح عملية البحث من خلال البحث المتقدم Advanced search : من خلال الخطوط الثلاث تحت بعضها تحصل على القائمة التالية ومنها تختار Advanced search كما هو موضوع في الصورة أدناه.
من خلال البحث المتقدم يمكن تحديد خصائص أكثر ملاءمة لبحثك مثل إضافة كلمة educational institutes وكلمة developing countries لتقليص عدد الأبحاث وتجنب غير المناسب لدراستك. كما يمكن تحديد مثلا عبارة ظاهرة ذات علاقة بالبحث كما هي مثلا " The challenges of IoT " . كما يمكن تحديد السنوات للحصول على الأبحاث الحديثة مثلا من العام 2015. ويمكن أن تنقيح عملية البحث بتحديد ظهور كلمة Internet of Thing بالعنوان. يمكن أيضا عمل تنقيح مبدئي بوضع أسم الكاتب إذا كنت مهتم بتتبع أبحاث كاتب معين وغيرها من التنقيحات.
وهكذا ستحصل على مجموعة أصغر من الأبحاث كما هو واضح من الصورة أدناه التي قد لا تفيد بحثك كلها ولكنك قلصت العدد وحصلت على مصادر أقرب لدراستك.
لديك الان عدد أقل من الأبحاث بعد هذا التنقيح ولكنه ما مازال كبيرا!! لا داعي للقلق لست بحاجة لقراءتها كلها يمكن ان تتبع هذه الآلية:
يمكن أن تبدأ بالأبحاث ذات العناوين الأقرب لهدف دراستك فإذا قرأت الملخص بدقة ووجدته مناسبا أومن المحتمل أن تحتاج له قم بعمل مسح سريع (قراءة سريعة) للبحث فإذا وجدت أنه فعلا ملائم قم بنقله لملف Folder خاص بمراجع الدراسة ولنسميه للتوضيح " Research references " وقم بإعادة حفظ المرجع باسم الباحث ليسهل الرجوع إليه.
ثم ولتنظيم عملك يمكن كتابة المرجع كما سيظهر بقائمة المراجع في دراستك إذا استخدمته والرابط (ان وجد) ثم انسخ الملخص للتذكير بالبحث في وثيقة word وهكذا حتى يتجمع لديك عدد جيد ومنطقي من الأبحاث للبدء بالقراءة والبحث. وتكون هذه الوثيقة (Word) المرجع لك للتذكر بالمصادر التي حصلت عليها.
وعند البدء بفحص هذه المقالات يفضل عمل ملف آخر داخل هذا ملف " Research references " لنقل المصادر التي قمت باستخدامها فعلا بعد قراءتها بشكل متأني ولتسميه "used”.
مع الوضع بالاعتبار أنك قد قمت بعمل ملف Folder خاص بمشروعك البحثي واعطيته عنوان (اسم الدراسة) ويحتوي على الملفات السابقة وسيتم وضع كل ما يخص الدراسة فيه.
مصدر أخر يمكنك ان تحصل منه على مراجعك وهو مراجع (قائمة المراجع) الخاصة بالمصدر الأقرب والمميز لدراستك عن طريق نظرة سريعة على القائمة إذ يمكنك ان تحصل على مصادر جيدة وبالطبع من خلال عنوان المصدر يمكن لك البحث عنه بالباحث العلمي وايجاده وضمه لخطوات تنظيم المراجع الخاصة بدراستك.
وهناك محركات بحث كثيرة وجيدة مثل Springer, ieee, Word scientific فهي تقدم لك مصادر أكاديمية ممتازة ويمكن لك استخدامها في حالة احتياجك لدورة جديدة في عملية البحث لأنها بالغالب ستعطيك مصادر متشابهة لما لديك.
كيف تستفيد من المراجع
يجب أن تكون لديك معرفة عن عدد المصادر التي تحتاج لها – على الأقل - في المرحلة الأولى وهذا العدد يعتمد على نوع دراستك (هل هي ورقة علمية ضمن دراستك مطلوب منك نشرها أو هي الدراسة ككل؟ هل هي دراسة Systematic Review والتي لها أسس معينة وعدد محدد من المصادر. وفي كل الأحوال عندما يتجمع لديك عدد مناسب من المصادر توقف عن عملية البحث. فإذا احتجت فيما بعد للبحث ستكون الرؤية واضحة أي ماذا تحتاج؟ وما الذي ينقص دراستك؟
الان ستبدأ بالكتابة وبالطبع ليس موضوعنا هنا أساسيات البحث العلمي وهيكل البحث العلمي الذي يجب عليك ان تتبعه، ولكن اهتمامنا هنا يقتصر فقط عن كيفية الاستفادة من هذه المراجع. قد يفضل البعض عمل وثيقة وورد word لكل جزء من أجزاء البحث العلمي مثلا:
(Literature studies, Research methodology, Results and analysis, Discussion and conclusion, and then Introduction)
وبهذه الطريقة تستطيع ان تطور كل جزء بأي وقت من أوقات الكتابة بتأني وعندما تقتنع فيه على الأقل مبدئيا يمكن تجميع العمل بوثيقة واحدة وقراءتها ومراجعتها بشكل متكامل. وبالطبع ستضع هذه الوثائق (word) الخاصة بكل جزء في ملف Forder الدراسة. لا تستهين بهذا التنظيم لأنه هو من سيقلص لك وقت اجراء الدراسة وعدم تضييع الوقت بالبحث عن مصادر لا تتذكر أين وضعتها.
وإذا كنت من الذين يعملون على عدة نسخ من الدراسة نفسها أو يتم تبادلها مع المشرف أو الباحثين المشتركين بالدراسة فيجب مباشرة إعادة حفظ النسخة بتاريخ اليوم. كما ينصح بالاحتفاظ بأخر نسخة متفق عليها بملف Folder الدراسة وترك الباقي خارجها حتى لا تكتشف أنك عملت جهدا كبيرا على نسخة قديمة.
كيف استفيد من المصادر؟
التلخيص وإعادة الصياغة والاقتباس
وهي كلمات معروفة ولكن دعونا نمر على تعريفها بدقة أكثر لتناسب البحث العلمي.
التلخيص: هو نظرة شاملة على جزء من مادة المصدر يتم تلخيصها بأسلوبك الخاص وبشكل مختصر متجنبا الحشو الذي لا يهم بحثك. وبالطبع ستضع المرجع نهاية التلخيص للإشارة أن هذه المعلومات هي من هذا المرجع.
إعادة الصياغة: هي أخذ جزء من مادة المصدر ووضعها بكلماتك الخاصة متجنبا استخدام نفس الكلمات وعوضا عنها استخدم المرادفات. وكلاهما يجب أن يتضمن الاستشهاد بالمصدر الأصلي. ومع ذلك إذا لم تكن الإنجليزية لديك قوية بما فيه الكفاية يمكنك ان تستعين ببرامج تساعدك على إعادة الصياغة وغيرها مما قد تحتاج له في تطوير وتحسين دراستك العلمية وقد سبق أن تكلمنا عنه في مقالة أدوات الباحث العلمي على الانترنت
الاقتباس: أي الاستعانة بالمصادر والمراجع التي يستفيد منها الباحث لتحقيق أغراض بحثه، كما أنه يعتبر بمثابة استشهاد بأفكار وآراء الآخرين، المتعلقة بموضوع البحث. ويتم الاقتباس عند اخذ الجملة كما هي ووضعها بين "علامة التنصيص" مع وضع المصدر. وغالبا يستخدم الاقتباس لعبارات مميزة او لتوضيح مفهوم محدد. ومن بين هذه الطرق الثلاث لدمج مادة المصدر، يعتبر الاقتباس هو الأسهل ويجب استخدامه باعتدال.
عندما تقطع شوطا في الكتابة ويصبح لديك مادة مكتوبة وبدأ طريقك يتضح بشكل جيد، يمكن ان تعيد البحث عن المصادر وهذه المرة سوف تضيف معايير تنقيح جديدة وفقا للمعلومات التي تبين لك أنها ضرورية أو تحتاج لدعم أكثر.
ملاحظة مهمة
من الضروري ان تكتب المصادر باسم المؤلف أمام الكتابة الملخصة أو التي اعدت صياغتها أو تم اقتباسها، وبصرف النظر عما إذا كان مطلوب منك عند ارسال الدراسة وضع أرقام أو عدم وضعها، فأن وضع الترقيم وفقا لظهور المصدر في دراستك جنبا إلى جنب مع اسم المؤلف ٌيبقي المصدر معروفا لديك فيما إذا احتجت لعمل تعديل وفقا للملاحظات التي قد تصلك من محكمين بحثك أو من المشرف إذا كنت طالب. قد يتم حذف أسماء المؤلفين في المصادر (إذا كان هذا هو المطلوب بالتنسيق الأخير للدراسة) والاحتفاظ فقط بالأرقام في اخر مرحلة للبحث وعند الارسال الأخير بعد تطبيق الملاحظات على دراستك.
لا تنسي فحص بحثك للتأكد من أنه خالي من الانتحال دون قصد من خلال أي من برامج الفحص قبل أول إرسال للدراسة.
دكتورة أروى الأرياني
أستاذ مشارك - تكنولوجيا المعلومات
باحث علمي مستقل
المقالة السابقة: " بلورة فكرة المشروع البحثي في الدراسات العليا"
أضغط هنا " Dr. Arwa Aleryani-Blog " لتسجيل متابعة، حتى يصلك الجديد من المدونة الأكاديمية.
Comments