top of page
Search
  • Writer's pictureDr. Arwa Aleryani

بلورة فكرة المشروع البحثي في الدراسات العليا


سنناقش في هذا المقالة والمقالة القادمة بإذن الله موضوعين، الأول عن كيفية بلورة فكرة رسالة الماجستير أو أطروحة الدكتوراه (أو بحث علمي منفرد) والثاني عن كيفية اتباع طريقة سليمة لتقليل وقت عملية البحث عن المصادر اللازمة لإنجاز العمل.

مقدمة

يقف الكثير من طلاب الماجستير وأحيانا طلاب الدكتوراه عاجزين عند اختيار موضوع البحث الرئيسي للتخصص. على الرغم من أن بعض هذه البرامج تبدأ بكورسات ومحاضرات يفترض أن تكون مناسبة للطالب للتعرف على ميوله واهتمامه البحثي. فإذا درس الطالب هذه المقررات بعقل حاضر ومتفتح وحرص على الاستماع للفضول العلمي المستحب والذي يدفع صاحبه على التساؤل والتفحص وراء كل ما قد يثير فضوله العلمي فأنه بلا شك سيحصل على فكرة البحث ربما قبل أن ينهي دراسة كافة مقرراته.

أما إذا كان الطالب حريصا فقط على اجتياز المقررات بأفضل الدرجات أو التقديرات ولم يول هذه المقررات أي تدقيق وتوسيع لمعارفه فأنه بلا شك سيجد نفسه عاجزا عن تحديد ما يفضل ان يبحث فيه في مشروعه البحثي النهائي للبرنامج.

وعلى أي حال دعونا نقف عند بعض الإرشادات التي اتفق عليها كبار الأساتذة والمتخصصين للمساعدة في بلورة فكرة الدراسة. تأخذك هذه المقالة إلى الخطوات الأولى لعملية البحث والاستكشاف، مما يساعدك على تضييق نطاق أفكارك وبناء أساس قوي لمشروعك البحثي. ولا تنسي ان هذا الموضوع الذي ستختاره قد يرافقك فترة طويلة ويمكن أن تعتبر مستقبلا خبير فيه لذا يفضل ان تختار الموضوع المناسب لاهتمامك وميولك والذي سيحدد إلى درجة كبيرة ملامح مستقبلك الأكاديمي.


تعد القدرة على تطوير موضوع دراسة جيدة مهارة مهمة ويمكن تعلمها من خلال التمرين على القراءة الجيدة وتنظيم الوقت ووضع خطة زمنية لكل نشاط من أنشطة كتابة الدراسة. قد يعين لك المشرف موضوعًا معينًا، ولكن غالبًا ما يطلب منك تحديد موضوع اهتمامك الخاص. وعند اتخاذك قرار بشأن الموضوع الذي حدده لك المشرف أو المطلوب منك، هناك بعض الأشياء التي يجب عليك العلم بها فمثلا اعلم أن اختيار موضوع جيد قد لا يكون سهلاً. إذ يجب أن يكون ضيقا ومركزا بما يكفي ليكون مثيرا للاهتمام، لكنه أيضا واسعا بما يكفي للعثور على المعلومات المناسبة. وقبل اختيار موضوعك، تأكد من أنك تعرف كيف سيبدو مشروعك النهائي.

استخدم الخطوات أدناه لإرشادك خلال عملية اختيار موضوع البحث عن موضوع الرسالة أو الأطروحة أو حتى بحث علمي ترغب بعمله، مع الوضع بالاعتبار حجم كل نشاط من هذه الأنشطة. سوف نطلق على هذا النشاط كلمة دراسة.


وتذكر ان تضع لكل خطوة وقت زمني محدد بدقة مع الأخذ بالاعتبار إعطاء كل نشاط وقت مناسب لأهميته. وهذا ما يجب ان تلتزم فيه خلال باقي مراحل دراستك حتى لا تعلق بمرحلة متوقعا انك تضيف وتحسن الدراسة على حساب الإنجاز النهائي، لذا الانتقال إلى المرحلة التالية ضروري ومن ثم يمكن العودة لإكمال ما نقص من الخطوة السابقة.

الخطوة 1: العصف الذهني للأفكار


العصف الذهني تقنية مهمة لتوليد الأفكار ومع ذلك ضع له وقت محدد حتى لا تأخذ مرحلة الاستكشاف من وقتك الكثير. يمكن أن تبدأ فكرة دراستك بموضوع واسع جدًا. إذ يمكن أن تبدأ التفكير في مجال عام أو مجال تهتم به – وغالبًا ما تكون فكرة جيدة أن تختار موضوعًا تعرفه قليلاً بالفعل. قم ببعض القراءة لتبدأ في تضييق نطاق موضوعك. ابحث عن أهم المجلات في مجال بحثك وتصفح بعض الإصدارات الحديثة، اختر الموضوع الذي يثير اهتمامك.

ويمكن استخدم الأسئلة التالية للمساعدة في توليد أفكار للموضوعات.

  • هل لديك رأي قوي في الجدال العلمي الحالي؟

  • هل قرأت أو شاهدت مؤخرا خبرًا يتعلق بمجالك الأكاديمي أثار اهتمامك؟

  • هل لديك فضول علمي عن مشكلة أو مصلحة تود معرفة المزيد عنها؟

  • هل لديك ورقة بحثية مستحقة أثناء الدراسة أجدت إنجازها وتود العمل عليها بشكل موسع؟

  • هل هناك موضوع ضمن مقررات البرنامج تهتم بمعرفة المزيد عنه؟

هذه المواضيع يمكن ان تعرف عنها أكثر من خلال البحث الأولي عن المقالات ونقاشات المختصين على وسائط الإعلام المختلفة وخاصة المواقع الاكاديمية. حاول قدر المستطاع أن تجد فائدة لمشروعك وتجعله مساهما في حل مشاكل حقيقية أو على الأقل يلفت النظر لفجوة أو مشكلة تستدعي الاهتمام والدراسة.

مثلا:

هل تلفت نظرك أخبار الصحة ومشاكل الرعاية الصحية ولكنه ليس تخصصك؟ فكر كيف تربط التكنولوجيا بالصحة وتدعم عمل المؤسسات الصحية للعمل بفاعلية أكبر، أو دعم ذوي الاحتياجات الخاصة بمزاولة استخدام التكنولوجيا. ولا تنسي هناك تخصص قائم بذاته عن المعلوماتية الصحية.

  • هل لفت نظرك الفقر والوضع الاجتماعي في بلدك؟ فكر كيف تقوم ببحث عن استخدام التكنولوجيا في تطوير الزراعة أو المشاريع الصغيرة أو العمل اونلاين وغيره.

  • هل يستهويك الجديد من التكنولوجيا؟ هذا مجال مثير وخطير، هنا سيطلب منك التعرف على الأبحاث الجديدة والمواضيع الساخنة وسيكون من الرائع ان تسهم فيها ومهما كان اسهامك صغيرا لكنه إضافة علمية جديدة.

عموما انظر إلى بعض مواقع الويب ومواقع البحث ذات التوجه لنفس الموضوع او موضوعات ذات علاقة للحصول على أفكار. أقرأ بكثرة عما لفت نظرك أكثر. ناقش نفسك حول أي قضية علمية أو اجتماعية واربطها بتخصصك من خلال طرح الأسئلة:

لماذا...؟ وماذا لو...؟ ولو افترضنا أن...؟ ما سيحدث لو...؟ هل هناك احتمال أن... ؟ ما سيحدث إذا...؟ وغيرها من التساؤلات التي قد تولد لديك أفكار جديدة مبتكرة. ويجب أن تميز المشكلة بدقة ولا تركز على حل أحد ظواهر المشكلة بينما تبقى المشكلة الاصلية موجودة.

اكتب أي كلمات أو مفاهيم أساسية قد تهمك. ثم تساءل هل يمكن استخدام هذه المصطلحات لتشكيل موضوع بحث أكثر تركيزًا؟ أثناء القراءة، دون ملاحظاتك وحاول تحديد المشكلات والأسئلة والمناقشات والتناقضات والفجوات. فهدفك هو التضييق من مجال اهتمام واسع النطاق إلى مجال أكثر تحديدا.


بالطبع أنت تعرف تماما أن المطلوب منك إضافة علمية جديدة وليس إعادة تدوير ما بحث فيه الباحثون مسبقا.


هذه التساؤلات والحوارات مع نفسك أو مع زملاء البحث أو مع المشرف تعتبر طريقا صحيحا لمعرفة الفكرة الجديدة التي ستكون قلب موضوعك. لا تتجنب الأسئلة التي قد تبدو خيالية أو غير عملية فيمكن أن تتبلور منها الفكرة الصحيحة. لا تستخسر الوقت في العصف الذهني لان الكثير منه سيضعك على الطريق الصحيح بدلا من إضاعة الوقت بالتنقل بين الطرقات وفروعها المختلفة من خلال اختيار موضوع ثم تغييره بعد وقت طويل من الاهتمام والدراسة فيه. وبكل الأحوال يجب الحرص على تحديد وقت محدد لكل نشاط من أنشطة كتابة الدراسة حتى تستطيع الالتزام بموعد تقديم خطة الدراسة وما يليها من التزامات. ويجب أيضا التأكد من مراعاة الجوانب العملية: مثل متطلبات برنامجك، ومقدار الوقت المتاح لك لإكمال الدراسة، ومدى صعوبة الوصول إلى المصادر والبيانات حول الموضوع. قبل الانتقال إلى المرحلة التالية.

الخطوة 2: اقرأ معلومات الأدبيات السابقة (Literature Studies)


بعد مرحلة توليد الأفكار، اقرأ مقالة موسوعية عامة عن أهم موضوعين أو ثلاثة مواضيع توصلت لها وحازت على اهتمامك. إقرأ ملخص واسع يمكنك من الحصول على نظرة عامة حول الموضوع ومعرفة كيفية ارتباط فكرتك بالمسائل الأوسع والأضيق وذات الصلة. كما أنه يوفر لك مصدرًا رائعًا للعثور على الكلمات المستخدمة بشكل شائع لوصف الموضوع. قد تكون هذه الكلمات الرئيسية مفيدة جدًا للبحث عن مصادر لاحقا. إذا لم تتمكن من العثور على مقال حول موضوعك، حاول استخدام مصطلحات أوسع لتوسيع نطاق البحث. استخدم الفهارس الدورية لمسح مقالات المجلات الأكاديمية أو المقالات العلمية في الصحف حول موضوعك. استخدم محركات البحث على الويب. يعتبر كل من Google في هذه المرحلة من أفضل محركات البحث للعثور على مواقع الويب حول هذا الموضوع في مرحلة بلورة فكرة الدراسة.

الخطوة الثالثة: ركز على موضوعك


الان يجب ان تكون توصلت لتحديد موضوع محدد. تأكد من أن الموضوع يمكن التحكم فيه وأن المادة العلمية المتطلبة لإنجازه متاحة. اجعله سهل الإدارة. سيكون من الصعب للغاية البحث عن موضوع واسعًا جدًا أو ضيقًا جدا. تذكر! إذا وجدت الكثير من الأبحاث العلمية قي نفس الموضوع الضيق الذي حددته فتأكد من حسن اختيارك؟ فلا ينصح بعمل دراسة مستهلكة تم البحث فيها بشكل مكثف ولا جديد متميز سوف ينتج عنها.

أثناء مناقشة موضوعك وقراءته، ابحث عن الجوانب التي لم يتم استكشافها جيدًا ومجالات الاهتمام أو الجدل العلمي. اجعل هدفك هو إيجاد فجوة يمكن لمشروعك البحثي سدها. قد تكون الفجوة حل معضلة معينة فتساهم دراستك في حلها.

وقد تفضل الجانب النظري والذي يركز على توسيع المعرفة والفهم بدلاً من المساهمة بشكل مباشر في التغيير. يمكنك تحديد فكرة الدراسة من خلال قراءة الأبحاث الحديثة والنظرية والمناقشات حول موضوعك لإيجاد فجوة فيما هو معروف عنه حاليًا وسيكون لك السبق العلمي في سد هذه الفجوة.


البحث ذات الطابع العملي

إذا كان توجهك أكثر للمواضيع العملية وتفضل البحث عن المشاكل التي تحتاج حل عملي، قم بقيادة موضوعك من خلال إيجاد الإجابات على مجموعة من استفساراتك مثلا:

  • ما هو أصل المشكلة؟

  • وما هي المشاكل التي سببتها؟ (ظواهر المشكلة).

  • على من تؤثر المشكلة؟

  • هل كانت مشكلة لفترة طويلة أم أنها مشكلة تم اكتشافها حديثًا؟

  • ما هو البحث الذي تم بالفعل؟ وما هي نتائجه؟

  • هل تم اقتراح أي حلول؟ ما هي؟

  • ما هي النقاشات الحالية حول المشكلة، وماذا تعتقد أنه مفقود منها؟

  • هل مازالت المشكلة موجودة؟

وأيضا ركز على الخصوصية والأهمية

  • ما هو المكان والزمان و / أو الأشخاص الذين ستركز عليهم؟

  • ما هي الجوانب التي ستتمكن من معالجتها؟ والتي لن تتمكن من معالجتها؟

  • ماذا ستكون العواقب إذا لم يتم حل المشكلة؟

  • من الذي سيستفيد من حل المشكلة (مثل جهة معينة أو بلد أو باحثين مستقبليين في المجال)؟

البحث ذات الطابع النظري

أما إذا كنت تفضل البحث النظري فركز استفساراتك على الجوانب النظرية، وقد تبحث عن:

  • ظاهرة أو سياق لم تتم دراسته عن كثب.

  • تناقض بين منظورين أو أكثر.

  • موقف أو علاقة غير مفهومة جيدًا.

  • سؤال مقلق لم يتم حله بعد.

غالبًا ما يكون للمشكلات النظرية ترتيبات عملية، لكنها لا تركز على حل مشكلة فورية في مكان معين (على الرغم من أنك قد تتبع نهج دراسة الحالة في البحث).

الخطوة الرابعة: ابحث واقرأ المزيد عن موضوعك


تهتم هذه الخطوة بتطوير موضوع الدراسة وتعتبر عمليا الخطوة الهامة للبدء بالاهتمام بموضوع محدد واضح لديك. استخدم الكلمات الرئيسية التي جمعتها للبحث في قواعد بيانات ومحركات البحث على الإنترنت. اعثر على مزيد من المعلومات لمساعدتك في الإجابة على سؤال البحث الخاص بك. ستحتاج إلى إجراء بعض البحث والقراءة قبل تحديد موضوعك النهائي. هل تمكنت من العثور على معلومات كافية للإجابة على سؤال البحث الخاص بك؟ تذكر أن اختيار موضوع هو جزء مهم ومعقد من عملية البحث.

إذا استقر اختيارك على موضوع ما ووجدته مناسبًا – تساءل! ما الذي ستبحثه الدراسة بالضبط، ولماذا هو مهم؟ ومن يهم؟

لمزيد من تركيز دراستك والغرض منها، عليك تحديد مشكلة البحث. قد تكون المشكلة مشكلة عملية - على سبيل المثال، ممارسة لا تعمل بشكل جيد، أو مجال اهتمام في أداء جهة ما في استخدام تقنية معينة، أو صعوبة تواجهها مجموعة معينة من الأشخاص في المجتمع لاستخدام تقنية معينة.

أو بدلاً من ذلك، قد تختار التحقيق في مشكلة نظرية - على سبيل المثال، ظاهرة أو علاقة غير مستكشفة، أو تناقض بين نماذج أو نظريات مختلفة، أو نقاش لم يتم حله بين العلماء.


لوضع المشكلة في سياقها وتحديد أهدافك، يمكنك كتابة "بيان المشكلةproblem statement ". يتضمن هذا تحديد من تؤثر فيه المشكلة؟، ولماذا يلزم البحث لحلها، وكيف سيساهم البحث في حلها؟ وبالطبع يجب أن تكون المشكلة مهمة وهناك جدوى من محاولة بحث طرق حلها.


مثال

فلنفترض أن اهتمامك هو "الذكاء الاصطناعي" وهو بالطبع مجال واسع، تتمثل إحدى طرق تضييق موضوع واسع مثل "الذكاء الاصطناعي" في الحد من حدود دراستك. بعض الطرق الشائعة لتقييد موضوع ما هي:

  • حسب المنطقة الجغرافية: فمثلا نعرف أن الذكاء الاصطناعي يعتبر موضوع واسع ولكن إذا قمت بتحديد نطاق جغرافي معين مثل بلدك فلا شك أن الموضوع سيصبح أكثر تقييدا. مثلا " تطور الذكاء الاصطناعي في مصر" أو استخدامات الذكاء الاصطناعي في الشرق الأوسط".

  • حسب الإطار الزمني: مثلا وبناءا على مثالنا السابق يمكن تحديد تطور الذكاء الاصطناعي خلال الخمس سنوات السابقة.

  • عن طريق الارتباط: يمكن ربط الموضوع الواسع لتضيقه وتركيزه عن طريق ربطه بعامل معين مثل كيف يوثر الذكاء الاصطناعي على ممارسات المؤسسات الصحية اليوم؟

  • حسب المجموعة السكانية: أي ربطه بمجموعة سكانية، مثلا ما هي فوائد الذكاء الاصطناعي في خدمة كبار السن؟ أو ذوي الاحتياجات الخاصة.

حاول أن تتجنب المواضيع المحدودة ضمن حدود ضيقة لأن الفائدة ستكون ضيقة وقد لا تعني الكثير (قد تناسب ورقة علمية وليس رسالة ماجستير أو أطروحة دكتوراه). وكذلك الموضوع الحديث جدًا، فقد لا تتوفر الكتب أو المقالات الأكاديمية عنه. كذلك المواضيع التي ترتبط بعدة تخصصات فأنت مقيد بوقت محدد أيضا. يجب أن تحرص أن يكون لدراستك فائدة ملموسة وتهم نطاق واسع ولكن في حالة الأبحاث والأوراق العلمية يمكن أن تهتم بنطاق ضيق لحل مشكلة محددة.

الخطوة الخامسة: قم بعمل قائمة بالكلمات الرئيسية المفيدة وحدد مشكلة الدراسة


تتبع الكلمات المستخدمة لوصف موضوعك. ابحث عن الكلمات التي تصف موضوعك بأفضل شكل وابحث عنها عند قراءة مقالات الموسوعة والخلفية والمعلومات العامة. ابحث عن مصطلحات ومرادفات ومفاهيم أساسية أوسع وأعمق للكلمات الرئيسية لتوسيع قدرات البحث لديك. قم بتدوين هذه الكلمات واستخدمها لاحقًا عند البحث عن مصادر لدراستك في قواعد البيانات المختلفة.

عندما تجد أن الموضوع بدأ يتضح وأصبح لديك قضية محددة تود البحث فيها، حاول أن تكتب فقرة فقط لتحديد هوية البحث القادم وهي فقرة تعريف مبدئي لموضوعك.


الخطوة السادسة: كن مرنًا


من الشائع جدا تعديل موضوعك أثناء عملية البحث. إذ لا يمكنك أبدًا التأكد مما قد تجده. فقد تجد الكثير وتحتاج إلى تضييق نطاق تركيزك، أو القليل جدًا وتحتاج إلى توسيع نطاق تركيزك. هذا إجراء طبيعي من قد يحدث أثناء عملية البحث، وقد لا ترغب في تغيير موضوعك، ولكن قد تقرر أن بعض الجوانب الأخرى للموضوع أكثر إثارة للاهتمام أو يمكن التحكم فيها أكثر. ضع في اعتبارك المدى الزمني المخصص للدراسة أو المشروع. كن على دراية بالوقت الذي ستحتاجه تعميق التغطية المطلوبة الجديدة بحيث لا تتأخر عن تاريخ التسليم (deadline). قد تساعدك هذه العوامل المهمة في تحديد مقدار وتوقيت تعديل موضوعك. أحذر من العمل دون خطة محددة للأنشطة المختلفة وحاول الالتزام بالتواريخ المحددة حتى لا ينسحب الوقت المخصص دون انجاز حقيقي. إذا كان لديك من المشرف تاريخ تسليم لأي نشاط ضع لنفسك تاريخ قبل هذا الموعد وحاول ان لا تتجاوزه إلا إذا استجد جديد فيمكن ان تستغل الهامش بين الموعد الذي حددته لنفسك والموعد الأصلي المحدد من قبل المشرف.

الخطوة السابعة: حدد موضوعك على أنه سؤال بحث مركّز


بعد ذلك، بناءً على بيان المشكلة، تحتاج إلى كتابة سؤال الدراسة قد يكون واحد أو أكثر. هذه الأسئلة تستهدف بالضبط ما تريد اكتشافه. قد يكون وصف مشكلة الدراسة أو مقارنتها أو تقييمها أو شرحها. يجب أن يطرح سؤال الدراسة بشكل قوي وأن يكون محددًا بدرجة كافية بحيث يمكنك الإجابة عليه بدقة باستخدام أساليب البحث النوعية أو الكمية المناسبة. يجب أن يكون أيضًا معقدًا بدرجة كافية بحيث يتطلب تحقيقًا وتحليلًا وحججًا معمقة. فالأسئلة التي يمكن الإجابة عليها بـ "نعم / لا" أو بالحقائق المتاحة بسهولة ليست معقدة بما يكفي لدراسة خاصة بالماجستير أو الدكتوراه أو ورقة علمية مميزة. في بعض أنواع الدراسات، قد تضطر في هذه المرحلة أيضًا إلى تطوير إطار عمل مفاهيمي وفرضيات قابلة للاختبار.

يجب أن تكون أسئلة الدراسة مكتوبة بطريقة تثير فضول المهتمين بالمجال وأن يكون فيها تساءل ذكي يوحي بأن الإجابة ستكون واعدة وتضيف للمعرفة الجديد.

ستبدأ غالبًا بكلمة، ستتطور موضوعك في جانب من شيء يتعلق بهذه الكلمة لتصبح أكثر تركيزا، ثم تبدأ في طرح أسئلة حول الموضوع.

  • فمثلا:

الأفكار = الذكاء الاصطناعي، الصحة. (إذن تركيزك الآن أصبح محدد بهاتين الكلمتين).

سؤال البحث = هل يمكن للذكاء الاصطناعي المساهمة في إيجاد حلول للمشاكل في الأنظمة الصحية. (مازال سؤال واسع فالمشاكل الصحية كثيرة)

سؤال البحث المركز = ما هو دور الذكاء الاصطناعي في تحسين الخدمات الصحية لذوي الاحتياجات الخاصة. أو ما هو دور الذكاء الاصطناعي في تحسين الخدمات الصحية لمرضى القلب. (هذا سؤال واضح ودقيق ومحدد وبنفس الوقت يمكن ان يكون محل اهتمام)

  • بالطبع هذا مجرد مثل، ومن المحتمل أن يكون قد تم العمل فيه بشكل لا يبقي لبحثك أي مجال للإضافة العلمية وستكتشف ذلك مع أول عملية بحث واطلاع واستكشاف للمراجع الأدبية، عندها يمكن أن تختار تقنية أخرى أو مرض أخر أو مقارنة بين أداء تقنيتين على نفس المرض أو تختار موضوع مختلف.

الخطوة الثامنة: صياغة بيان الدراسة (الرسالة/الأطروحة)


الآن يجب أن تكتب بيان الدراسة بشكل واضح ودقيق. قد يكون هذا هو الإجابة على سؤال الدراسة / أو طريقة لتوضيح الغرض من البحث الخاص بك. عادةً ما يكون بيان الدراسة عبارة عن جملة أو جملتين تنص على وجه التحديد على ما يجب الإجابة عليه أو إثباته. ويفترض تطوير الأطروحة بمعنى الإشارة إلى أن هناك أدلة كافية لدعم بيان الدراسة. على سبيل المثال، يمكن أن يكون بيان الدراسة:

"فتحت تطبيقات الذكاء الاصطناعي حقبة جديدة في مجال الرعاية الصحية لمرض القلب".


وقد لا يكون عنوان دراستك مطابقًا تمامًا لسؤال الدراسة أو بيان الدراسة، ولكن يجب أن ينقل العنوان بوضوح تركيز دراستك والغرض منها ومعناها. على سبيل المثال، يمكن أن يكون العنوان "الذكاء الاصطناعي: حقبة جديدة في عالم الرعاية الصحية".

تذكر أن تتبع أي تعليمات محددة من المشرف.

إذا كنت تتبع برنامج يطلب منك نشر أبحاث علمية ضمن دراستك فسيكون جيدا أن تبلور الفكرة إلى عدة أفكار جزئية متسلسلة ضمن الفكرة الرئيسية حتى تستطيع أن تنشر ورقة لكل فكرة وبذا ستحصل على رؤية وتغذية مرجعية لدراستك أكثر. قد تكون أسئلة الدراسة مجال لإعداد ورقة علمية للإجابة على كل سؤال.


  • فمثلا ووفقا لمثالنا السابق يمكن أن تعد ورقة دراسة مرجعية (Review Study) للتقنيات المستخدمة في مجال الرعاية الصحية، وورقة عن تحديات تطبيق التكنولوجيا على أنظمة الرعاية الصحية، وورقة يمكن أن تبلور فيها لب الدراسة وهو دور التكنولوجيا في مجال رعاية أمراض القلب.

الخلاصة

التفكير وبلورة موضوع الدراسة يبدأ واسع ويحتوي على مجال واسع ومن ثم يضيق بحصولك على بغيتك أو هدفك المحدد بدقة والتي تستطيع من خلاله تضيق الهدف للحصول مشكلة البحث. بعدها تأتي عملية عكسية حيث ستطور أسئلة البحث وتوسع أكثر

لتحديد وتصميم أدواتك التي ستستخدمها للإجابة على السؤال ومن ثم ستتوسع لوضع كل هذا في خطة الدراسة.

دكتورة أروى الأرياني

أستاذ مشارك - تكنولوجيا المعلومات

باحث علمي مستقل

قريبا المقالة القادمة: "كيف تقلل الوقت اللازم لعملية البحث عن مراجع"

أضغط هنا " Dr. Arwa Aleryani-Blog " لتسجيل متابعة، حتى يصلك الجديد من المدونة الأكاديمية.








472 views0 comments
bottom of page