top of page
Search
  • Writer's pictureDr. Arwa Aleryani

المناقشة العلمية لرسائل الدراسات العليا

Updated: Apr 15

درجة الماجستير أو الدكتوراه تُعتبر استثمارًا حيويًا في المستقبل الأكاديمي والمهني، حيث تمنح الطلبة الفرصة للتطور الشخصي والمهني على مستوى متقدم في مجالات اهتمامهم. سنتطرق في هذه المقالة لأهم ما يستلزم معرفته عن مناقشة رسالة الماجستير أو الدكتوراه وكيفية الاستعداد لهذا اليوم الذي يعتبر يوما فارقا في حياة طلاب الماجستير والدكتوراه.

 

رسالة الماجستير


رسالة الماجستير (Thesis) هي عمل أكاديمي يُقدم من قبل الطلاب في المستوى الأكاديمي العالي (الماجستير)، وهي جزء أساسي من متطلبات الحصول على درجة الماجستير في التخصص المحدد. تُعرف أيضًا بالأطروحة أو الرسالة العلمية. عادةً، تهدف رسالة الماجستير إلى إظهار قدرات الطالب في فهم وتطبيق المفاهيم الأكاديمية في مجال معين، وإظهار القدرة على إجراء بحث مستقل ومنهجي. تختلف متطلبات رسالة الماجستير حسب الجامعة والبرنامج الدراسي، ولكنها يجب ان تحتوي على مساهمة أصلية حيث يُتوقع من الطالب تقديم بحث يُضيف قيمة أكاديمية جديدة في مجاله، مراجعة شاملة للأدبيات ويجب على الطالب أن يظهر فهمًا متعمقًا للأبحاث والدراسات السابقة ذات الصلة بموضوعه وأخيرا تحليل واستنتاجات حيث يجب على الطالب تحليل البيانات والنتائج بشكل منهجي ومقنن، واستخلاص استنتاجات موثوقة.

رسالة الماجستير غالبًا ما تكون أقل حجمًا من رسالة الدكتوراه، وتتراوح عادة بين 50 إلى 150 صفحة تقريبًا، وتختلف هذه الأرقام حسب المجال الدراسي ومتطلبات الجامعة. بعد الانتهاء من كتابة الرسالة، يتم تقديمها للجنة أكاديمية تقوم بتقييمها، وعادةً ما يتطلب من الطالب أيضًا أن يقدم دفاعًا شفويًا أمام هذه اللجنة لمناقشة البحث والنتائج.

 

رسالة الدكتوراه


رسالة الدكتوراه أو كما تسمى في بعض الجامعات أطروحة الدكتوراه (Dissertation) هي وثيقة أكاديمية كبيرة تقدمها الطلاب في المستوى العلمي الأعلى (الدكتوراه)، وهي جزء أساسي من متطلبات الحصول على درجة الدكتوراه. تُعرف رسالة الدكتوراه أيضًا بالأطروحة أو الأبحاث الأصلية. تتطلب هذه الرسالة من الطالب إظهار قدراته في إجراء بحث عميق ومنهجي في مجال محدد من المعرفة.

عادةً، تكون رسالة الدكتوراه تحتوي على مساهمة أصلية ومن قبيل البحث العلمي، وتتضمن مراجعة شاملة للأدبيات المتعلقة بالموضوع ومنهجية بحثية دقيقة. يتوقع من الطالب أن يظهر فهمًا عميقًا للموضوع، وأن يُظهر قدراته في تحليل البيانات واستنتاج النتائج بشكل مستقل. تتفاوت متطلبات رسالة الدكتوراه بين الجامعات والتخصصات، ولكن في العادة، يجب على الطالب تقديم رسالة طويلة تتراوح بين 100 إلى 300 صفحة أو أكثر، تحت إشراف عضو هيئة تدريس مختص. بعد الانتهاء من كتابة الرسالة، يلزم مناقشتها أمام لجنة من الأساتذة والباحثين المختصين للحصول على درجة الدكتوراه.

 

أعضاء اللجنة العلمية


لجنة مناقشة الرسائل العلمية (بما في ذلك رسائل الماجستير والدكتوراه) تتألف عادة من مجموعة من الأعضاء المتخصصين في المجال الذي يتناوله البحث، أهمية هذه اللجنة هي توفير تعدد وجهات النظر والخبرات في تقييم البحث العلمي ومحتوى الرسالة. يساهم تواجد أعضاء اللجنة في مناقشة الرسالة في تحقيق مستوى عالٍ من الجودة والمصداقية في البحث العلمي. وفي العادة، تتضمن هذه اللجنة الأعضاء التالية:

  • المشرف الرئيس (المشرف الأكاديمي): يكون هذا الشخص هو المشرف الأساسي للطالب والذي يوجهه خلال عملية البحث وكتابة الرسالة. يتحمل المشرف الرئيس مسؤولية توجيه الطالب وتقديم المشورة والدعم أثناء إعداد الرسالة.

  • أعضاء اللجنة الأكاديمية: يتم اختيار أعضاء لجنة المناقشة بناءً على تخصصاتهم وخبراتهم المتنوعة في المجال المعني بالرسالة. يكون من المعتاد أن يتم اختيار عدد من الأساتذة الجامعيين ذوي الخبرة في الموضوع المعين لتقديم آراءهم وتقييم البحث.

  • مراجع خارجيين: يتم في بعض الجامعات والبرامج دعوة مراجعين خارجيين لتقديم تقييم مستقل للرسالة قبل المناقشة العلنية. يعتمد هذا على متطلبات الجامعة والبرنامج.

  

 

أهمية الدراسات العليا


دراسة الماجستير أو الدكتوراه لها أهمية كبيرة في العديد من النواحي الأكاديمية والمهنية. إليك بعض الأهميات الرئيسية لدراسة هذه الدرجات العلمية:

  • تحسين المهارات الأكاديمية والمعرفة العميقة: يوفر الحصول على درجة الماجستير أو الدكتوراه فرصة للطلاب لتعميق معرفتهم وفهمهم في مجال محدد من الدراسات. يتعلم الطلاب كيفية إجراء البحث بشكل منهجي، وكيفية تحليل البيانات، وكيفية تطبيق المفاهيم الأكاديمية على مشكلات الواقع.

  • فرص مهنية أفضل: تعتبر درجة الماجستير أو الدكتوراه عادةً متطلبًا أساسيًا للوظائف الأكاديمية والبحثية المتقدمة. كما يمكن أن تفتح هذه الدرجات أبوابًا جديدة في مجالات العمل المختلفة، وتزيد من فرص الحصول على وظائف أكثر تحديًا وإشرافًا.

  • التخصص والاختصاص: يمكن لدراسة الماجستير أو الدكتوراه تمكين الطالب من التخصص في مجال محدد داخل تخصصه الرئيسي، مما يجعله خبيرًا في هذا المجال وقادرًا على إحداث تأثير أعمق.

  • التطوير الشخصي والمهارات القيادية: يمكن أن تساهم دراسة الماجستير أو الدكتوراه في تطوير مهارات الاتصال، ومهارات القيادة، ومهارات حل المشكلات، والقدرة على العمل المستقل، مما يجعل الطالب مؤهلاً لتحمل مسؤوليات وظيفية أعلى.

  • الإسهام في المعرفة والبحث العلمي: يمكن أن تقدم الأبحاث التي يجريها الطلاب في رسائلهم للماجستير أو الدكتوراه مساهمات قيمة في تطوير المعرفة العلمية وحل المشكلات في المجتمع.

  • الاعتراف الأكاديمي والمهني: تمثل درجة الماجستير أو الدكتوراه دليلاً على الكفاءة والتفوق الأكاديمي، مما يساعد على بناء سمعة موثوقة في المجتمع الأكاديمي والمهني.


المناقشة العلمية


المناقشة العلمية لرسائل الدكتوراه والماجستير هي جزء أساسي من عملية الحصول على درجة الدكتوراه أو الماجستير، وتمثل فرصة للطالب لتقديم بحثه أمام لجنة من الأساتذة والباحثين المختصين لمناقشته وتقييمه. تعتبر هذه المناقشة فرصة لاختبار فهم الطالب للموضوع، وقدرته على مناقشة النتائج والاستنتاجات بشكل منطقي ومقنن. المناقشة العلمية عادةً تتم بشكل شفهي وتكون علنية، وتشمل عرض البحث حيث يقوم الطالب بتقديم عرض لرسالته أمام اللجنة، يشرح فيه المشكلة التي تمت دراستها، والأهداف التي حققها، والمنهجية المستخدمة في البحث ومن ثم مناقشة النتائج والتحليل ويتم طرح الأسئلة حول البيانات والنتائج المحصلة، ويتوقع من الطالب تفسيرها وشرحها بشكل مفصل ومنطقي. قد تتضمن هذه المناقشة استفسارات حول كيفية اختيار الأساليب والأدوات المستخدمة. بعد المناقشة، يتمكن الطالب عادةً من الاستماع إلى توصيات اللجنة بخصوص الرسالة والنتائج، ومن ثم يتم اتخاذ القرار بمنح درجة الماجستير أو الدكتوراه بناءً على أداء الطالب خلال المناقشة وجودة الرسالة والبحث.

 

نصائح للتجهيز للمناقشة


  • التحضير الجيد: قم بالتحضير بشكل جيد قبل المناقشة من خلال تأديتها أمام الأهل أو الأصدقاء للتدرب على التحكم بالحركات الإرادية والانفعالية وكذلك التدريب على قياس الوقت، اطلع على أطروحتك وملخصاتك بعناية.

  • تنسيق العرض التقديمي: قم بعمل عرض تقديمي واضح ومنظم حول بحثك. يجب أن يكون العرض قادرًا على توضيح الأهداف والنتائج الرئيسية بشكل فعال. أبق شرائح العرض غير مزدحمة وتجنب القراءة المباشرة منها.

  • الاستماع الفعّال: أنصت بعناية لأسئلة أعضاء لجنة المناقشة وتأكد من فهمها جيدًا قبل الإجابة عليها. لا تتردد في طلب توضيح إذا لزم الأمر.

  • التعامل مع الملاحظات: أحرص على تقدير ملاحظات أعضاء لجنة المناقشة وقم بتوضيح ما يلزم بشأنها ولكن لا تصر على رأيك ولا تجادلهم وعدهم بأخذها بالاعتبار عند تعديل النسخة الأخيرة من الأطروحة.

  • التعامل مع الضغط النفسي: توقع أن تكون المناقشة تحديًا وعملًا شاقًا. حاول التحكم في الضغط النفسي والبقاء هادئًا ومركزًا. أظهر دائما إيمانك بالبحث وبما توصلت له حتى تستطيع ان تدافع عن أطروحتك بشكل جيد.

  • الاستعداد للأسئلة الصعبة: قد يتم طرح أسئلة تحديدية أو صعبة. تفادى الذعر وحاول الرد بثقة وبشكل منطقي. ويمكن الاعتراف بشكل إيجابي بأن هذه النقاط الموجودة في الأسئلة سيتم دراستها وأضافتها للنسخة النهائية من الأطروحة، إذا كانت ضمن إطار الأطروحة.

  • التجهيز للأسئلة المتوقعة: كن مستعدًا للإجابة عن أسئلة حول محتوى أبحاثك ومنهجيتك. قم بكتابة الأسئلة المتوقعة من وجهة نظرك أو من الأصدقاء الذين حضروا جلسات التدريب وجهز لهم الإجابات المناسبة، وتجنب عند الإجابة الخروج من إطار الأطروحة.

  • التفاعل بإيجابية: استخدم التعليقات والملاحظات التي تتلقاها بشكل بناءً لتحسين أبحاثك. كن مستعدًا للتعلم من هذه التجارب والتحسين في المستقبل.

  • الاحترام والاحترافية: تعامل مع أعضاء لجنة المناقشة بالاحترام والاحترافية. كن مستعدًا لتقديم الشكر لهم على جهودهم وتوجيهاتهم.

  • الاستمتاع بالتجربة: حاول أن تستمتع بعملية المناقشة والتفاعل مع الخبراء في مجالك. هذه فرصة لتبادل الأفكار وتعزيز مسارك الأكاديمي.

  • الانتباه للوقت: احرص على إدارة وقت المناقشة بشكل جيد. تجنب الإطالة في العرض أو في الإجابات وحاول الاحتفاظ بالمناقشة داخل الإطار الزمني المحدد حتى لا تضطر للمرور بشكل سريع على الشرائح التي تحتوي على أهم مخرجات بحثك (التحليل، الخلاصة،..).

  • التفاؤل والثقة: آمن بنفسك وبأبحاثك. كن متفائلًا وثق بقدرتك على إظهار قيمة أبحاثك وتقديم مساهمة مهمة في مجالك.

 

الأخطاء التي عليك تجنبها


أثناء مناقشة أطروحة الدكتوراه، قد يقع الطالب في بعض الأخطاء التي قد تؤثر على سير المناقشة وتقييم الأطروحة. إليك بعض الأخطاء الشائعة التي يجب تجنبها:

  • عدم إدراك المحتوى بشكل كامل: قد يحدث أن يكون الطالب غير ملم بالمحتوى الكامل لأطروحته أو يفتقد فهمًا عميقًا للجوانب الرئيسية التي يتم مناقشتها. يجب على الطالب أن يكون قادرًا على شرح جميع جوانب أبحاثه بوضوح وتفصيل. وهذا قد يحدث إذا لم يراجع الطالب بحثه بحرص وتروي أو وجود وقت طويل من الانتهاء من البحث والمناقشة أو مع الأسف يكون الطالب قد حصل على مساعدة غير قانونية.

  • عدم التحضير الجيد للأسئلة المتوقعة: قد ينسى الطالب تحضير إجابات محتملة لأسئلة تتعلق بمنهجية البحث، أو تفسير النتائج، أو النقاط القوية والضعيفة في الدراسة. من المهم توقع الأسئلة المحتملة والاستعداد للرد عليها بشكل متكامل.

  • الردود غير الواضحة أو المتواضعة: قد يقع الطالب في خطأ عدم تقديم إجابات واضحة أو يبدو متواضعًا جدًا في تقديم الإجابات أو متشكك، مما قد يؤدي إلى انطباع بأنه غير مستعد لمناقشة أطروحته بشكل كامل.

  • عدم الاستماع بشكل جيد لأسئلة اللجنة: يجب على الطالب الاستماع جيدًا إلى أسئلة أعضاء اللجنة وفهمها بشكل صحيح قبل الرد عليها. قد يتسرع الطالب في الإجابة دون فهم السؤال بشكل كامل.

  • عدم الاستعداد للنقد والانتقادات: من المهم أن يكون الطالب مستعدًا للنقد البناءة من أعضاء اللجنة، وعدم الاستفزاز أو الرد بشكل عاطفي على الانتقادات أو الغضب أو المجادلة المطولة

  • التقديم المبالغ فيه أو الإفراط في التفاصيل التقنية: يجب على الطالب أن يحاول تقديم الأبحاث بشكل موجز وواضح دون الوقوع في التعقيد أو الإفراط في التفاصيل التقنية الصغيرة.

  • تجاوز الوقت: عدم التحكم بالوقت والاسترسال الممل مما يضفي نوع من الملل لدى اعضاء اللجنة.

  • عدم التفاعل مع أعضاء اللجنة بشكل مناسب: يجب على الطالب أن يكون مستعدًا للتفاعل مع أعضاء اللجنة بشكل مهني ومناسب، والاستماع إلى تعليقاتهم وتوجيهاتهم بشكل جيد والابتعاد عن الثقة الزائدة أو الغرور.


أهم الأسئلة المتوقعة


بما أنك ستقدم عرضًا حول مشكلتك أو القضية التي درستها، وتناولت المنهجية والنتائج والتحليل، فمن المتوقع أن تتلقى أسئلة محددة تتعلق بنقاط معينة في بحثك للاستفسار أكثر عنها وفقا لموضوع بحثك ولكن بشكل عام  يمكن أن تكون الأسئلة المحتملة كالتالي:


  1. ما الذي دفعك لاختيار هذه المشكلة أو القضية في بحثك؟

  2. هل استند بحثك إلى أبحاث سابقة أم أن بحثك يقدم جديدًا في هذا المجال؟

  3. لماذا أخترت هذه المنهجية بالذات؟

  4. ما أهمية بحثك العلمي؟

  5. ما هي نقاط القوة والضعف في بحثك؟

  6. ما هي مصادرك للتحقق من المعلومات؟

  7. ما هي الإضافات الجديدة التي أدخلتها والتي تتطلع لنشرها كمعلومات علمية جديدة؟

  8. ما الدروس التي تعلمتها من تجربة إعداد رسالة الدكتوراه؟

  9. ما العقبات التي واجهتها أثناء البحث؟

  10. كيف يمكن أن تسهم نتائج بحثك في توجيه الأبحاث المستقبلية؟

  11. ما هي التوصيات التي تقدمها بناءً على بحثك؟

 

الخلاصة


على الرغم من أهمية الدراسات العليا في تعزيز التطور المهني والمساهمة في البحث الأصيل، إلا إن قرار دراسة الماجستير أو الدكتوراه يجب أن يكون قرارًا مدروسًا بعناية. في مجال التدريس الجامعي، تُعتبر الدراسات العليا ضرورية للتقدم في الدرجات العلمية، بما في ذلك الترقيات لرتبة أستاذ مشارك والحصول على درجة الأستاذية. وخارج المجال الأكاديمي، يجب على الفرد أن يكون على دراية بأهدافه في الحياة وما إذا كانت الدراسات العليا هي الوسيلة المثلى أم تلك التدريبات والدورات العملية. تعتمد الخيارات على مجال عمل الفرد، حيث يمكن لدراسة الماجستير أن تُسهم في التطور المهني وتمكّن من التعمق في المعرفة، مما يشكل حافزًا لكثير من الأشخاص لتحقيق أهدافهم المهنية. أما دراسة الدكتوراه، فتعتمد على متطلبات الوظيفة والمستوى المطلوب للتقدم الوظيفي.

 

 

 

دكتورة أروى يحيى الأرياني

أستاذ مشارك - تكنولوجيا المعلومات

باحث ومستشار أكاديمي

 

 

 " لتسجيل متابعة، حتى يصلك الجديد من المدونة الأكاديمية أضغط هنا  Dr. Arwa Aleryani-Blog".


 



 

 

 


27 views0 comments
bottom of page