الميتافيرس (Metaverse) هو مفهوم يشير إلى عالم افتراضي متكامل ومتعدد الأبعاد، حيث يمكن للأفراد التفاعل مع بعضهم البعض ومع بيئتهم الرقمية عبر الإنترنت بطريقة تفاعلية ثلاثية الأبعاد. يتميز هذا العالم بأنه يمتد ليشمل واقعًا مدمجًا يجمع بين الواقع الافتراضي (VR) والواقع المعزز (AR)، مما يسمح للمستخدمين بالتنقل بين العالمين الرقمي والحقيقي بسلاسة، وباستخدام تكنولوجيا تتيح تجارب غامرة وحقيقية.
أهم ملامح الميتافيرس
تجارب تفاعلية غامرة: يوفر الميتافيرس تجربة واقع افتراضي تجعل المستخدمين يشعرون بأنهم جزء من العالم الرقمي. يتم ذلك عبر سماعات الرأس وأجهزة التحكم، مما يجعلهم قادرين على التفاعل مع بيئة العالم الافتراضي وأشخاص آخرين كما لو كانوا في العالم الحقيقي.
التواجد الاجتماعي: يمكن للأشخاص الالتقاء والتفاعل اجتماعيًا في الميتافيرس من خلال صورهم الافتراضية أو شخصياتهم، مما يوفر لهم بيئة تجمع بين العمل والترفيه.
اقتصاد افتراضي: يُمكن للمستخدمين شراء وبيع ممتلكات افتراضية مثل الملابس الرقمية، الأراضي، والأدوات، وحتى العملات الرقمية، مما يسهم في إنشاء اقتصاد رقمي مستقل.
التكامل مع التكنولوجيا: يُمكن أن يتكامل الميتافيرس مع الذكاء الاصطناعي، الإنترنت، وإنترنت الأشياء (IoT) لخلق تجارب واقعية، وقد يستخدم أيضاً تقنيات مثل العملات الرقمية وسلسلة الكتل (البلوكتشين) لحفظ المعاملات الرقمية.
استخدامات الميتافيرس في التعليم
الميتافيرس يحمل إمكانيات كبيرة لتحسين التعليم وتقديم تجارب تعليمية جديدة وغامرة تتجاوز حدود الفصول الدراسية التقليدية. أهم الطرق التي يتم فيها استخدام الميتافيرس في التعليم:
الفصول الدراسية الافتراضية ثلاثية الأبعاد: يمكن للطلاب حضور دروس افتراضية في بيئات ثلاثية الأبعاد، مما يسمح لهم بالشعور وكأنهم في فصل حقيقي. يمكن للطلاب والمعلمين التواصل عبر شخصياتهم الافتراضية (avatars)، ما يوفر تجربة تعليمية تفاعلية تشبه اللقاءات الواقعية.
التجارب المعملية الافتراضية : يوفر الميتافيرس فرصاً لإجراء تجارب علمية ومعملية في بيئات آمنة. يمكن للطلاب العمل مع المواد الكيميائية، ومحاكاة الظواهر الطبيعية، والتفاعل مع التجهيزات المختبرية بشكل افتراضي، مما يقلل من المخاطر والتكاليف المرتبطة بالمعامل الحقيقية.
رحلات ميدانية افتراضية: يمكن للطلاب القيام برحلات ميدانية إلى مواقع تاريخية، معالم جغرافية، أو حتى إلى الفضاء، كل ذلك ضمن الميتافيرس. هذه الرحلات تقدم تجربة تعليمية غنية وتتيح للطلاب اكتساب المعرفة من خلال استكشاف المواقع الافتراضية.
التعليم التجريبي والتفاعلي: يمكن استخدام الميتافيرس لتقديم تعليم تجريبي حيث يتفاعل الطلاب مع المحتوى مباشرةً. على سبيل المثال، في علوم الأحياء، يمكنهم دراسة جسم الإنسان ثلاثي الأبعاد، أو في الهندسة، يمكنهم تصميم نماذج هندسية معقدة وفحصها بشكل عملي.
التعلم التعاوني والعمل الجماعي: يُمكن للطلاب التعاون مع زملائهم في مشاريع مشتركة في بيئة افتراضية. يمكنهم الاجتماع والعمل معًا في فرق، مشاركة الأفكار، وحل المشكلات في الوقت الفعلي، مما يعزز مهارات العمل الجماعي والتفاعل الاجتماعي.
تخصيص وتكييف التعلم: بفضل تقنيات الذكاء الاصطناعي، يمكن للميتافيرس أن يقدم تجارب تعليمية مخصصة لكل طالب بناءً على مستواه التعليمي، واحتياجاته، واهتماماته، مما يسهم في زيادة فعالية التعلم وتسهيل فهم المواد.
تدريب المهارات العملية: الميتافيرس يقدم بيئات تدريب آمنة للمهارات العملية. فمثلاً، يمكن تدريب الطلاب في التمريض أو الطب على إجراءات طبية في بيئة افتراضية، مما يمنحهم الخبرة العملية دون تعريضهم لمخاطر حقيقية.
ما الفرق بين الميتافيرس والواقع المعزز؟
الفرق بين الميتافيرس والواقع المعزز يكمن في نطاق التطبيق وتجربة المستخدم، رغم أن كلاهما يعتمد على تقنيات رقمية متقدمة لتوفير تفاعلات غامرة.
الميتافيرس (Metaverse)
تعريف: الميتافيرس هو عالم افتراضي متكامل ثلاثي الأبعاد يمكن للأشخاص الانخراط فيه كمجتمع رقمي متصل. هو بيئة رقمية شاملة تعتمد على تكنولوجيا الواقع الافتراضي (VR) والواقع المعزز (AR) وتقنيات أخرى، لخلق فضاء تفاعلي غني حيث يمكن للناس التواصل، العمل، اللعب، والتعلم.
التجربة: في الميتافيرس، يكون المستخدم جزءًا من عالم افتراضي كامل، يتواجد فيه من خلال شخصية افتراضية (Avatar). يتيح الميتافيرس التفاعل مع بيئات وأشخاص افتراضيين في فضاء ثلاثي الأبعاد.
التطبيقات: يستخدم الميتافيرس لإنشاء عوالم افتراضية واسعة، مثل المدن الافتراضية، الفصول الدراسية، مراكز التسوق، ومساحات العمل. الهدف هو توفير بيئة شاملة تجمع بين مختلف جوانب الحياة الرقمية.
الواقع المعزز (Augmented Reality - AR)
تعريف: الواقع المعزز هو تقنية تدمج العناصر الرقمية مثل النصوص، الصور، والأجسام ثلاثية الأبعاد مع العالم الواقعي في الوقت الفعلي. يضيف AR طبقة معلومات أو رسوم توضيحية فوق ما يراه المستخدم في بيئته الفعلية.
التجربة: في تجربة الواقع المعزز، يبقى المستخدم في العالم الحقيقي مع رؤية عناصر افتراضية فوق الأشياء المادية. يتم العرض عادةً من خلال الهواتف الذكية أو النظارات الذكية.
التطبيقات: يستخدم الواقع المعزز في عدة مجالات، مثل تطبيقات التعليم (كعرض شرح فوق الكتب أو التجارب العلمية)، التسوق (محاولة تجربة الأثاث في المنزل افتراضيًا)، الألعاب (مثل لعبة Pokémon Go)، والإرشادات العملية (كعرض تعليمات إصلاح الأجهزة مباشرةً فوقها).
الخلاصة
تتقدم التكنولوجيا باستمرار، وما علينا سوى الاستفادة مما يناسبنا منها. ولتحقيق ذلك، يجب أن نتعرف على هذه التطورات والاختراعات، نفهم ما هي، وما تتميز به وما عيوبها. فإن وجدنا ما يناسبنا، نتعلم كيفية استخدامه. اليوم، أصبح الجهل بهذه التقنيات يضع المرء في خانة الأمية الرقمية، لذا من الضروري الاطلاع عليها وتنمية قدراتنا لتقبل وفهم ما هو قادم، والذي غالبًا ما يبنى على الأساسيات الحالية.
دكتورة أروى يحيى الأرياني
أستاذ مشارك - تكنولوجيا المعلومات
باحث ومستشار أكاديمي
لتسجيل متابعة، حتى يصلك الجديد من المدونة الأكاديمية أضغط هنا Dr. Arwa Aleryani-Blog
Comments