top of page
Search
Writer's pictureDr. Arwa Aleryani

كيف تحسن مسارك المهني والوظيفي ؟


قد تكون خريج/ة جديد/ة ، أو موظف/ة من سنوات، كلنا - دون استثناء- محتاجون لوقت مستقطع مع أنفسنا، يمكن لنا أن نضع فيه أهدافا جديدة نسعى لتحقيقها ،أو تحديث أهدافنا السابقة لمواكبة الجديد وتجديد مسارنا المهني والحياتي .

لا يمكن أن تطور نفسك مهنيا ووظيفيا إذا اتبعت نفس الأساليب والطرق التي لم توصلك –سابقا - إلى أي هدف ، أو تلك التي عفي عليها الزمن ، فتكرار الأساليب التقليدية والتي لم تعد تناسب العصر الحالي يجعلك تتعثر في الحصول على وظيفة ، وقد تتساءل عن السبب دون أن تتنبه إلى أن الحياة تتجدد بوتيرة عالية ،ولم تعد تستوعب الأساليب التقليدية.


كيف تبدأ مسارك المهني ؟


في هذا العالم سريع الوتيرة من الصعب العثور على وظيفة والاحتفاظ بها لفترة طويلة ؛ مصطلح "الأمان الوظيفي" لم يعد ينطبق على وقتنا الحالي تقريبًا مع ارتفاع مستوى التغيير من حولنا، لذا من المهم أن تتعلم كيفية تحديد وبناء حياتك المهنية بطريقة تساعدك على الازدهار في الأوقات الاقتصادية المضطربة والمتغيرة بشكل مستمر.

يجب أن نستوعب أهمية التكنولوجيا في حياتنا أياً كان مجالنا أو عملنا، ويجب أن نعرف كيف ستغير التكنولوجيا العالم وكيف يمكن أن تتأثر المسارات المهنية المحتملة التي تستكشفها ،وبالطبع لا يعني هذا أن مجالات العمل أصبحت مركزة على مجالات وتخصصات التكنولوجيا فقط ،أو أنه يتعين عليك أن تصبح تقنيًا أو ممتهنًا لأيٍ من المهن الأخرى ذات الصلة؛ فأنت لا تحتاج إلا إلى "الثقافة التكنولوجية"التي أصبحت ملازمة لكافة الوظائف المعروفة، والتي ستخدم تطورك المهني ، وتساعدك على التحرك ضمن أدوات المستقبل.


كل شيء يبدأ مع الهدف


هناك هدف لوجودنا ، وما لم نجد هذا الهدف ونتابعه، ستستمر الحياة كسلسلة لا نهاية لها من النضالات والسعي غير المثمر. وحتى تكتشف هدفك، يجب أن تجد إجابات للأسئلة التالية : ما الذي تجيده بشكل طبيعي؟ ما هو شغفك؟ ما الذي يمنحك أعظم فرح / سعادة؟ فقط عندما تجد إجابات لهذه الأسئلة يمكنك أن تبدأ حقًا في السعي للحصول على وظيفة تستطيع أن تتطور من خلالها وتطورها أيضا وليس فقط أن تقوم بها بشكل جيد.


هل لديك رؤية واضحة ؟


في حين أن الهدف هو سبب وجودك، وهو الذي حدد ما يجب أن تنجزه في هذه الحياة، فإن الرؤية هي صورة لمستقبلك. أفضل طريقة للتنبؤ بمستقبلك هي "تصوره". ما هي الصورة الكبيرة بالنسبة لك؟ هل يمكنك تخيل ما سيكون عليه مستقبلك بعد 10 أو 15 أو 20 عامًا من الآن؟ إن وجود صورة واضحة لمستقبلك يمنح حياتك مزيدًا من التوجيه والتحفيز؛ ويساعدك على توجيه جميع مواردك لبناء مهنة تتماشى مع هدفك ورؤيتك .


حدد أهدافك المهنية


الأهداف هي الوسيلة التي تحول رؤيتنا إلى واقع. بمجرد أن تعرف هدفك وتتشكل لديك صورة واضحة عن مستقبلك، فقد حان الوقت لاتخاذ الخطوات لتحقيقه . ولكي تكون أهدافك فعالة ؛ يجب أن تكون "محددة" و"قابلة للقياس" و"يمكن تحقيقها" و"واقعية" وأخيرا "محددة الوقت". يمكن أن تكون الأهداف بالشكل التالي:

  • الحصول على تدريب في استخدام تطبيقات الحاسوب (إذا لم يكن لديك معرفة بها بعد).

  • الحصول على دورة في مهارة استخدام الانترنت (البحث بطرق فعالة والاشتراك بالمواقع المهمة وعمل حسابات فيها ....)

  • الحصول على شهادة تخصصية تأهيلية لمدة لا تزيد عن عام واحد من الآن (بعد الشهادة الجامعية مثلا).

  • قراءة كتابًا واحدًا متعلقًا بمجال العمل مرة كل شهر.

  • الانضمام إلى مجموعتين علميتين على الأقل في الفيسبوك في مجال اهتمامك.

  • حضور فعالية إلى فعاليتين في الشهر في مجال اهتمامك ؛ لتجديد معلوماتك وخلق شبكة تعارف مع المتخصصين والزملاء.

  • عمل حساب في LinkedIn ووضع نبذة جيدة عنك،ومتابعة الأشخاص في مجال اهتمامك من خلاله .


التقدم للوظيفة


التقدم لوظيفة في عصرنا الحالي قد تغير من عدة نواحي؛ من حيث مكان الوظيفة (فقد تكون في مقر الشركة أو اونلاين من خلال موقع الشركة وبذا يمكن أن تكون في أي مكان جغرافي في العالم)، ومن حيث طريقة العمل (قد تكون ملزما بدوام كامل في ساعات محددة حتى وان كانت أونلاين ، وقد يكون عمل حر ، ويقصد به إعطائك عمل مع تحديد تاريخ تسليمه ؛ وبذا فوقت عملك حر وليس هناك دوام إلزامي)، وقد تكون أنت مقدم العمل (عن طريق الاشتراك بأحد المنصات الرقمية للإعلان عن عملك وانتظار الطلب عليه).


ولكن مبدئيا نفترض بأنك متقدم لوظيفة بالطريقة التقليدية ؛ ولأنك تجد أن المتطلبات تنطبق عليك، فعليك التجهيز من خلال عدة خطوات :

  • أقرأ نص إعلان الوظيفة جيدا ،واستوعب متطلبات ومسؤوليات الوظيفة.

  • تعرف على المؤسسة أو الشركة التي أعلنت عن الوظيفة وكون فكرة متكاملة عن طبيعة عملها - وبالطبع يتم هذا من خلال موقع الشركة على النت.

  • قم بإعداد سيرة ذاتية وفقا للتوجه العصري والذي لم يعد يفضل السيرة الذاتية المطولة . هناك الكثير من النماذج على الانترنت.

  • وبكل الأحوال أبرز من إمكانياتك ومهاراتك ما يخدم المتطلبات للوظيفة دون مبالغة ، وتجنب طرح البيانات الشخصية التي لا تهم متطلبات الوظيفة.

  • يمكنك الاطلاع على كيفية كتابة السيرة الذاتية في هذا الموقع

  • كما أن هناك قوالب متنوعة يمكن أن تجدها هنا Create My Resume

  • ضع اسماء بعض المعرفين لك ، واحرص على إعلامهم بذلك واستئذانهم قبل وضع أسمائهم على السيرة الذاتية.

  • تجنب ذكر ما هو غير موجود لديك من مؤهلات أو مهارات ؛ فالمصداقية تعتبر مهمة جدا.

  • قم بإعداد رسالة تغطية تحدد فيها سبب رغبتك في هذه الوظيفة ولما قد تكون أفضل المرشحين (كيف ستخدم هدف المؤسسة)، وبكل الأحوال تجنب وضع أي عبارات توحي بالغرور. أيضا هناك نماذج يمكن أن تستفيد منها لصياغة رسالة التغطية، ومنها :

  • درب نفسك على الردود على الأسئلة المتوقعة . يمكنك أن تطلع على الأسئلة المتوقعة والأكثر شيوعا من خلال هذا المقال :

  • تجنب في المقابلة أن تظهر عيوب المؤسسة (بغرض إظهار بعض ما لديك من الحلول) لأن هذا لن يكون مقبولا لديهم.

  • احرص على الذهاب للمقابلة بوقت مناسب (قبل الموعد المحدد بربع ساعة على الأقل).

  • رتب ملف شهاداتك وغيرها من الوثائق بشكل مناسب ؛ لتقديمه إذا طلب منك ذلك أثناء المقابلة.

  • احرص على أن تظهر بمظهر مناسب ،وكن واثقا من نفسك حتى تنعكس هذه الثقة على الآخرين.


تطوير المهارات والمعرفة والخبرة والكفاءة


يحتوي كل مسار وظيفي على مجموعة من عوامل النجاح الحاسمة التي تميز الأفراد عالية المستوى عن باقي المجموعة ، يعد تحديد هذه العوامل أمرًا حاسمًا لنجاحك في بناء مسار حياتك المهنية ، يجب أن تكون واضحًا تمامًا فيما يتعلق بوظيفتك / منصبك ثم تصنيف نفسك في كل منها وفقًا لذلك. على سبيل المثال :

إذا كان عملك إداريا : فإن عوامل النجاح الحاسمة في الإدارة هي المهارات السبعة التالية: التخطيط والتنظيم والتوظيف والتفويض والإشراف والقياس وإعداد التقارير . يمكنك معرفة هذه العوامل عن طريق القراءة والاطلاع على المواضيع في هذه المهارات ، ويمكنك سؤال الأشخاص الناجحين في المجال الذي اخترته في حياتك المهنية ... هدفك هو تحديد ما تحتاج لتطويره والتخطيط لتطوير هذه الكفاءة (من خلال التدريب، والقراءة، والتواصل، والإرشاد، إلخ)، وهكذا بالنسبة لبقية الأعمال.


الحصول على إرشادات المهنيين


قال إسحاق نيوتن "إذا كنت قد رأيت المزيد، فذلك يتم بالوقوف على أكتاف العمالقة". هذه العبارة تحمل معنى واضح وهو (استفد من تجارب الآخرين) فلا يوجد مكان تريد الذهاب إليه ولم يذهب إليه الناس من قبل ، التعلم من تجربة السابقين في المجال يمنحك نفوذًا ويوفر لك الكثير من الوقت والموارد إذا كنت متواضعًا بما يكفي لتتعلم من أولئك الذين سبقوك ؛ ابذل جهدًا للبحث عن موجهين فهذا من شأنه أن يدعمك في مسار حياتك المهنية ، فالموجهون يساعدونك على منع الأخطاء المكلفة ومساعدتك على النمو بسرعة من خلال منعك من إعادة اختراع العجلة التي تم اختراعها من قبل . ومن المثير للاهتمام، أن الأفراد الذين لديهم وظائف ناجحة يبحثون دائما عن فرص لنقل ثروتهم من المعرفة والخبرة إلى الجيل القادم . وتذكر ! ليس الفشل هو ما لم تتمكن من عمله، بل هو توقفك عن المحاولة، فأن من لا يخطئ هو من لا يعمل شيء.


بناء شبكة علاقات مهنية


نحن خلقنا للعلاقات ( الأهل، الأصدقاء، الزملاء والمعارف ..) بغض النظر عن مدى ذكائك فلن تكون قادرًا على خلق إمكاناتك كاملة بدون دعم ومساعدة الآخرين ؛ قال أحد أصحاب الخبرة ذات مرة : "بعد خمس سنوات من الآن أنت نفس الشخص باستثناء الأشخاص الذين قابلتهم والكتب التي قرأتها". وهذا يعني أن عليك حسن اختيار من تجالسهم وحسن اختيار الكتب التي تقرأها، بالمختصر حسّن ما يدخل عقلك ؛ لذا عليك بذل الجهد للتواصل مع الأشخاص الايجابيين الذين يشاركونك المسار الوظيفي ، وهذا سيساعدك كثيرًا في رحلتك المهنية . نحتاج جميعًا إلى الدعم والمساعدة والأفكار التي يمكن أن تساعد في تسهيل رحلتنا إلى حيث نتجه ؛ و بناء شبكة علاقاتك وتنميتها من شأنه أن يفتح لك الكثير من الفرص التي ربما لن تصادفها بنفسك أبدًا .


تعلم كل ما يتعلق بمسار حياتك المهنية


أخيرًا، اجعل من المعتاد تجهيز كل المعلومات المتعلقة بحياتك المهنية. ادرس عن أكثر الأشخاص نجاحًا في مجال عملك محليًا وعالميًا. اكتشف ما الذي يجعلها شخصيات ناجحة وطبق الدروس على حياتك الخاصة ؛ تعرف على أحدث الاتجاهات في مجال عملك؟ احصل على معلومات حول التحديات والفرص في مجال عملك ؛ درايتك الواسعة بمجال عملك يميزك عن الآخرين ،وهذا سيساعدك في النهاية على بناء المصداقية ويمنحك صوتًا قويًا في مجال نفوذك ؛ وبكل الأحوال الثقة بالنفس ودعم الثقة بالمعارف والخبرات هو أساس النجاح .


نمِ هواياتك واهتمامك ووسع حدود معرفتك


إن بناء المسار الوظيفي لا يعني أن لا تقم بعمل شيء غير هذا البناء، فالشخصية المتوازنة هي التي تعطي للجوانب الأخرى الاهتمام والعناية. مارس الرياضة فهي مهمة للجسم والعقل ، احضر الفعاليات المتنوعة والاجتماعية والتي تقع ضمن اهتماماتك الاجتماعية ، فأن تنوع المعرفة ينعكس إيجابيا على حياتك وبالتالي على مسارك الوظيفي ،كما تعتبر القراءة والاطلاع (كتب أو مقالات على الانترنت) مصدر متجدد للمعرفة وصقل الشخصية ؛ ويفترض أن لا تنحصر هذه القراءات فيما هو في مجالك، ولكن يجب أن تتنوع لتشمل جوانب الحياة والجديد فيها ؛ وحتى الروايات والقصص المشهورة يمكن أن تكون مصدراً للاطلاع على تجارب البشر في بقاع العالم المختلفة وفي أزمان متنوعة.

إذا كان لديك هواية بعيدة تماما عن مسارك الوظيفي، فلا تنسها في خضم مسيرة حياتك وأعطها من الوقت ما تحتاجه ؛ تنمية الموهبة يعطي للشخصية متنفس من ضغوط العمل والحياة، ومهما كانت الهواية بعيدة عن مجال عملك فان هناك مجموعات تنتمي لهذه الهواية يمكن لك الانضمام لهم ومشاركتهم هذه الهواية خلال الأوقات المناسبة .


تجديد المسار الوظيفي


إذا كنت موظفا منذ سنوات وتحولت الوظيفة إلى روتين ثقيل، توقف قليلا! واستكشف الفرص الجديدة والمهارات العصرية والتي يمكن أن تضخ طاقة جديدة لوظيفتك (إن أمكن) ، أما إذا كان هذا الحل غير مجدي فقرر أن تغير اتجاهك وتبحث عن التجديد في وظيفة أخرى في نفس مجالك أو مجال مقارب ،أو قرر تغيير اتجاهك جذريا ؛ والتحق بدورات موجهة نحو مجال محبب لديك ؛ وغيّر مسارك بالبحث عن وظيفة تناسب التأهيل الجديد الذي حصلت عليه ، قد يكون التغيير أن تفتح عملك الخاص ، أوقد تنتقل مع الكثير الذين انتقلوا إلى منصات العمل الحر .

يمكنك أن تستفيد في رحلة تغيير مسارك الوظيفي بالاطلاع على المقال على هذه المدونة ؛والذي يحتوي على فرص التغيير من خلال الدورات أو المشاريع الخاصة أو غيرها .



دكتورة أروى يحيى الأرياني

أستاذ مشارك - تكنولوجيا المعلومات

باحث ومستشار أكاديمي

أضغط هنا "Dr. Arwa Aleryani-Blog " لتسجيل متابعة، حتى يصلك الجديد من المدونة الأكاديمية.










80 views0 comments

Kommentare


bottom of page