top of page
Search
  • Writer's pictureDr. Arwa Aleryani

فن التحدث (3-3) كيف تصبح متحدثاً ناجحاً أمام الجمهور

مهارة التحدث أمام جمهور مهارة تأتي للبعض بشكل طبيعي دون الآخرين ؛لكن الكثير من الناس لا يتعلمونها على الرغم من أنها واحدة من أهم المهارات للنجاح الوظيفي. في العصر الرقمي يستغل المتحدثون ذوي الخبرة تقنيات لجعل الاستماع إليهم أكثر تشويقًا ومساعدتهم على جذب انتباه جمهورهم، ولكن يجب الحرص على توظيف التقنية المناسبة لنوع الحدث وموضوعه وجمهوره. كما فتح لنا العصر الرقمي أيضا مجالات تقديم محاضرات، المشاركة في اجتماعات، تقديم عروض عن بعد وعبر التطبيقات المختلفة على الانترنت، وهذا أيضا يستدعي اهتمامنا للتقنيات وكيفية التعامل معها واستغلال مميزاتها.

وحتى إذا كان التحدث أمام جمهور ليس ضمن اهتمامك أو مجال عملك، فأن معرفة هذه المهارة واستيعابها قد تجعلك متحدثاً أفضل في حالة حضورك لاجتماع عمل، أو مشاركتك في مؤتمر أو ورشة عمل، أو مقابلة عمل أو وجود طلب لديك أو مقترح تود تبليغه لرئيسك في العمل، أو أستاذك، أو مجموعة زملاء عمل. كيف تطرح الموضوع؟ كيف تجذب الاهتمام؟ كيف تقنع المستمع (أو المستمعين)؟ كيف تسأل؟ كيف ترد على استفساراتهم؟ كلها مهارات نحتاجها في حياتنا بطريقة أو بأخرى.


أهم المناسبات للتحدث أمام الجمهور


هذه المناسبات يمكن أن تكون في أماكن عمل أو جامعات أو مؤتمرات ...الخ ،و قد تكون حضوريا أو افتراضيا؛ ومن أمثلتها:

  • مقابلة للحصول على عمل وتندرج ضمن الترويج الذاتي، حيث من المهم أن يكون لديك القدرة على التعبير عن نفسك بشكل دقيق وموجز وبنفس الوقت بثقة أمام اللجنة التي تقابلك.للاطلاع على المقالة اضغط هنا

  • تقديم عرض عام قد يكون علمي أو اجتماعي ،ومنها أيضا عروض مناقشة رسالة ماجستير أو دكتوراه أو فقط تقديم عرض بهدف توضيح فكرة أو مقترح أو نتائج عمل معين، وهذا قد ينطبق على الموظفين، محللي النظم، محللي البيانات وأحيانا الطلبة.للاطلاع على المقالة اضغط هنا

  • التحدث أمام الآخرين لسرد تجربتك في الحياة؛ وهذا يتم أيضا إما حضوريا أو على وسائل التواصل الاجتماعي مثل اليوتيوب.

التحدث الحر أمام جمهور يمكن أن يكون ضمن فعاليات متاحة لهذا الغرض ويمكن أن يكون ضمن برامج تلفزيونية تهدف لعرض تجارب حياتية مميزة أو تجارب التغلب على التحديات ومنها تحديات الإعاقة وغيرها. في هذه المقالة سنتحدث بشكل عام عن كيفية النجاح في التحدث الحر أمام الجمهور أياً كانت الفعالية مع إعطاء بعض المعلومات عن TEDxبصفته الأشهر في هذا النوع من الخطابات.


ما هو TEDx؟


هي الفعاليات التي تتم بعد أخذ ترخيص من TED، وتهدف هذه الفعاليات إلى اكتشاف ونشر الأفكار التي تثير الخيال وتبني الإمكانيات وتحفز التأثير على الأخرين. هدف TEDx مكرس للفضول وإثارة العقل والتساؤل والسعي وراء المعرفة، يشارك في هذه الفعاليات أشخاص من كل تخصص وثقافة ممن يسعون إلى فهم أعمق للعالم والتواصل مع الآخرين. محادثة TEDx هي واجهة عرض أو منصة للمتحدثين الذين يقدمون أفكارًا رائعة وجيدة التشكيل في أقل من 18 دقيقة. لماذا أقل من 18 دقيقة؟ لأنه الوقت المناسب للاحتفاظ بمتابعة الجمهور وشد انتباههم، مما يقلل من فرصة شرود تفكير الجمهور في أمور أخرى. إذا كنت مهتماً بهذه الفعالية وتريد التحدث في أي مكان أو على وجه التحديد في مرحلة معينة من TEDx، فاكتشف مكان وزمان حدث TEDx التالي بالقرب منك . تحدث العديد من فعاليات TEDx كل يوم في جميع أنحاء العالم في حوالي 150 دولة ، ويمكنك التقدم للمشاركة في أي منها. اختر موضوعك وقم بإعداد أفضل ما لديك لعرضه.


ما هي أهم المواضيع ؟

فكرة أو اختراع لم يسمع عنه الجمهور بعد، تجربة غنية، نجاح في تجاوز تحدٍ معين، أفكار خلاقة إبداعية، مناصرة قضية اجتماعية...الخ.


أهم النصائح لإنجاح خطابك للجمهور وتوصيل رسالتك بفعالية


أختر موضوعك: تهدف هذه الفعاليات التي يتحدث فيها كثير من الأشخاص إلى إيصال فكرة، قصة حياتية زاخرة، قضية رأي عام ...وغيرها من الموضوعات التي يجب أن تحصل على قدر كبير من الشغف من المتحدث أولا، عليك الإيمان أن هذا الخطاب يستحق أن يقال ويستحق أن يُسمع والأهم يستحق أن يجذب اهتمام الحضور إلى درجة كبيرة؛ عليك العلم أن هناك متحدثين عديدين يمكن أن يكونوا قد تحدثوا عن نفس فكرتك، اطلع عليها من خلال الانترنت واستخدم العصف الذهني لتجديد وفلترة فكرتك وتأطيرها بإطار جديد لافت مبدع. فلنفترض أن موضوعك هو "العمل الحر هو عمل المستقبل" عليك بلورة موضوعك ودعمه بتجربتك الشخصية (ستكون هي نقطة التجديد عما يمكن أن يكون قد طُرح سابقا) ويمكن دعمه بالمخططات الإحصائية وعليك إظهار شغف وحماس للموضوع وكل هذا يتم خلال 18 دقيقة.


شارك أفكارك مع شخص لديه اتصال مع هذه الفعالية يمكن لمتحدث TEDx آخر أو متحدث في الفعالية التي اخترتها، أو منظم سابق، أو منسق متحدث في حدث ما أن يكون داعم رائع لك. يعد هذا أيضًا وقتًا جيدًا للتحدث مع مدرب خطّابة. للاستفادة في صقل هذه المهارة، إن أمكن. في نفس الوقت لا تدع أي شخص يُسقط فكرتك أو يقلل منها إذا كنت أنت متحمساً لها، ولكن اسأل عن أشياء مثل، "هل لديك أي نصائح عامة لي؟" يمكنك تعلُم الكثير من الأشخاص الذين مروا بهذه العملية.


انشئ مقطع فيديو مدته 1-2 دقيقة لفكرتك الرئيسية: ستطلب بعض فعاليات TEDx المحلية عمل فيديو، ولكنه بكل الأحوال تمرين رائع في معرفة مدى معرفتك بفكرتك حقًا. هل لديك رؤية واضحة؟ هل لديك تسلسل أفكار واضح؟ هل هناك ما يكفي للحديث عنه لمدة 12-18 دقيقة؟ قد يكون من المفاجئ عدد المرات التي قد تحتاج فيها إلى إعادة التسجيل للحصول على مقطع فيديو قصير بشكل صحيح، ولكنك في هذه العملية ستعمل من خلال فكرتك وتحرر كلماتك من أجل الوضوح. كل هذا مفيد لك لمواصلة دفع فكرتك أيضًا، وسماع نفسك قبل أن يستمع لك الآخرون.


قم بالتحضير والتدريب لمدة 6-8 أشهر قبل الحدث المباشر: تختار العديد من الفعاليات المتحدثين قبل ستة أشهر؛ فعملية الاختيار تستغرق وقتًا لأن العديد من الفعاليات المحلية تمر بجولات 2-4 من اختيار المتحدثين. يجب عليك التقدم إلى أي فعالية مناسبة لك حيث يكون لديك اتصال شخصي وشبكة تعارف أوسع وهذا سيعمل على زيادة فرصك في الحصول على دعوة. وتذكر لكل حدث متطلباته الخاصة:

  • البعض يريد فقط الأشخاص الذين رشحهم الآخرون.

  • والبعض يسأل عن مقاطع الفيديو.

  • ويطلب البعض الخطوط العريضة لحديثك.

ابدأ في تقوية مهارات الحفظ لديك: يتم تقديم محادثات هذه الفعاليات مثل TEDx وغيرها من الذاكرة. لا يتعلق الأمر فقط بكل هذه الكلمات أو الحصول عليها بالترتيب الصحيح ، بل يتعلق بمعرفة المكان الذي ستقف فيه على المسرح، والكلمات التي ستؤكد عليها، والأقسام التي تتطلب إيماءات اليد، وغير ذلك الكثير. ابدأ في التدرب على حفظ أقسام نصية من كتاب لتجعل عقلك يتدرب على تذكر أجزاء من النص. سيكون هذا مفيدٌ حقًا عندما تتحدث.


ابدأ في تقوية مهارات الخطابة والإلقاء: الإلقاء مهم جدا؛ وكذلك نبرة الصوت ومتى تُرفع ومتى تُخفض - ممكن أن يساعدك المدرب على ذلك - وإذا لم تتمكن من توظيف مدرب؛ يمكنك الاستعانة بمشاهدة الفعاليات السابقة ومناقشتها مع أصدقاء وهذا يمكن أن يحسن من أدائك.


اعرف جمهورك: ضع في اعتبارك من ستخاطب عند إعداد خطابك، هل سيكون الجمهور أساسًا من المهتمين بموضوعك؟ ماذا يريدون سماعه؟ ستساعدك معرفة مع من تتحدث على تكييف الحديث وستساعد في الحفاظ على تفاعل الجمهور- عندما نقول من الجمهور نقصد الخصائص العامة مثل هل الجمهور محلي؟ عالمي؟ ضمن نطاق محدد؟


اعدد محتوى موضوعك: لا تعتمد على محتوى جاهز، ولا تحفظ موضوعك بشكل جامد؛ عليك بناء موضوعك بشكل عاطفي؛ لإشراك المستمعين بشكل أفضل، قم ببناء خطابك من مكان يحفز الاهتمام ويثير الفضول. الحديث عن الحقائق والأرقام والتحدث إلى الجمهور لا يكون فعالًا إذا لم يكونوا مهتمين بما تقوله. شغفك بموضوعك يمكن أن يجذب الناس إليه؛ الحديث دون أي حماس للموضوع يمكن أن يستنفد الطاقة في القاعة ويُفقد الصلة مع الجمهور. تحدث من أجل الإقناع، وليس فقط للإعلام، تحدث من أجل التحفيز؛ وليس من أجل الانتهاء.


كن أنت: قد يحاول بعض المتحدثين أن يبدو وكأنهم أشخاص معجبٌ بهم (مشهورون) بدلاً من أن يكونوا على طبيعتهم، ولكن مفتاح النجاح أن تكون أنت بطبيعتك؛ وتستخدم لغتك وتعبر عن شغفك، وهذا هو المفتاح لتوصيل رسالتك إلى الجمهور. عندما تشاهد العديد من المتحدثين الرائعين ستلاحظ اختلاف أنماطهم عند إلقاء خطاب. قد يكون من الصعب رؤية هؤلاء الأشخاص يقدمون أفضل ما لديهم على المسرح، ستعرف أن كل شخص لديه أسلوب، لذلك فقط ابحث عن أسلوبك. كيف ومتى تستخدم صوتك، جسدك وروح الدعابة ووضعية وقفاتك تجعلك فريدًا وقويًا.


عزز خطابك: لا يتعلم الناس فقط من خلال الاستماع - فالناس المختلفون يتعلمون بطرق مختلفة: استخدم الأدوات المرئية مثل:

  • الشرائح :- عدد قليل جدا منها لمساندة فكرة معينة في خطابك.

  • فيديو قصير:- أيضا يدعم نقطة محددة في موضوعك.

  • صور معبرة.

  • وأحيانا مجسمات أو نماذج تحضرها معك.

اسرد القصص: يمكن أن تكون القصص وسيلة فعالة بشكل خاص للتواصل مع الجمهور. يمكن أن تكون القصة عن نفسك - خاصة -إذا كنت تستخدم الفكاهة. نصيحة مهمة يجب وضعها في الاعتبار حول عروض الوسائط المتعددة وهي لا تدع التكنولوجيا تحجب ما تحاول قوله، استخدم قليل من الشرائح، قليل من الفيديوهات، قليل من القصص وتحدث بالباقي .استخدام الوسائط المختلفة في حديثك يخلق الطاقة والحيوية ويجعله أكثر ديناميكية وجاذبية؛ ولكن لا تجعلها تحتل خطابك وتبعدك عن جمهورك. يمكنك استخدام استطلاعات الرأي التلقائية للهواتف الذكية لجذب جمهورك كالبدء بمقطع فيديو ثم استخدام صور قوية لاحقًا في حديثك أو يمكنك البدء بسؤال شيق واستخدام ملاحظات الجمهور كبيانات مع برامج الاقتراع مثل Poll Everywhere.


نقطة الانطلاق: أبدا بسرد حقيقة مثيرة للاهتمام لجذب انتباه الجمهور على الفور، أو سؤال أو صورة ملفتة للنظر تدعو للتفكير أو فيديو قصير يجعل الجمهور متسائلا ومترقبا؛ نقطة الانطلاق مهمة فإذا فقدت جذب انتباه الجمهور في اللحظة الأولى ستحتاج لجهد أكبر لاستعادة انتباههم.


اكسب جمهورك: قد يكون الهدف من خطابك سرد تجربتك الشخصية ونوع التحديات التي جابهتها والتي بالتأكيد ستكون محل تحفيز لمن يواجهون هذه التحديات، وقد يكون خطابك طرحاً لقضية تحتاج للدعم والتأييد، أو مناصرة لفئة معينة ...بكل الأحوال أنت محتاج أن تحصل على أعجاب، تأييد، مناصرة، تعاطف الجمهور، وهذا لن يتم إلا إذا انتقيت كلماتك جيدا، ودعمتها بإثباتات (وفقا لنوع الخطاب)، وكسبت اقتناع الجمهور.


تدرب على لغة الجسد: وقد يكون هذا أفضل مع مدرب والذي قد يساعدك في التعبير القوي عن لغة الجسد؛ وبنفس الوقت تجنُب الحركات التي قد يفسرها الآخرون -خاصة القادرون على معرفة لغة الجسد- بعدم وجود ثقة أو قناعة أو وجود قلق. ومرة أخرى إذا يصعب توظيف مدرب فأن الفيديوهات المماثلة ومقالات عن لغة الجسد قد تكون مفيدة خاصة إذا ناقشتها مع أصدقاء.


اطلب من أصدقائك الاستماع إلى خطابك: لإلقاء خطاب ستحتاج إلى التدرب كثيرًا. بالتأكيد، إنه حدث مهم ويحتاج إلى جهد كبير ويستحق نجاح رائع. يُعد التمرين أمام الأصدقاء والعائلة أمرًا رائعًا لأنهم سيرونك كشخص ويلاحظون نقاط قوتك وضعفك. اطلب منهم الاستماع وإعطاءك ملاحظات.


تعرّف على التجهيزات: قم بإجراء جولة في المكان الذي ستتحدث فيه إن أمكن، خاصة إذا كنت ستتحدث أمام جمهور كبير؛ اختبر النظام التقني أثناء تشغيل التدريب لاستكشاف المشكلات المحتملة مسبقًا. على سبيل المثال قد لا يعمل الصوت بشكل صحيح مع الفيديو الخاص بك قد يتم إعداد الشرائح الخاصة بك خلفك مما يعني أنه سيتعين عليك إدارة رأسك بين الحين والآخر لمعرفة مكانك في حديثك.


لا تُحاضر طوال الوقت: ضع في اعتبارك أن الأشخاص ليس لديهم فترات اهتمام طويلة. إذا كنت بحاجة إلى استكشاف موضوع بعمق، فاستخدم الدعابة أو مقطع فيديو جذاب أو وسائط أخرى لتقديم جوانب مختلفة من الموضوع. يمكنك أيضًا فصل الحديث الطويل عن طريق طرح أسئلة على الجمهور.


الخلاصة


قد تقرا هذه المقالة وربما العنوان فقط، واضعا في بالك أنها لا تعنيك، فأنت لست متحدثا ولا تنوي الاشتراك بهذا النوع من الفعاليات؛ ولكن لو توقفت قليلاً وسألت نفسك "لما لا؟" إن المشاركة في الأنشطة والفعاليات التي تخاطب الجمهور تعزز الثقة بالنفس إلى درجة كبيرة. هل لديك تجربة حياتية مميزة؟! هل لديك أفكار إبداعية تود مشاركتها مع العالم؟! هل تود دعم ومناصرة قضية اجتماعية أو اقتصادية؟! هل تود أن تتحدي نفسك وتكسر التردد والخوف من مواجهة الجمهور؟! إذن لما لا تعُد نفسك لهذه التجربة؟! يمكن أن تبدأ بمشاركات محدودة وتهيئة نفسك ليوم مميز تقف فيه أمام جمهور كبير وتتحدث، ستكون تجربة رائعة وعلامة فارقة في حياتك؛ وبكل الأحوال إجادة مهارة الخطابة والتحدث للجمهور تُكسبك مهارات تفيدك في مجال العمل والحياة الاجتماعية، كما ان تنوع التجارب في الحياة تخلق شخصية واثقة وتوسع افق تفكيرك وسقف طموحك.


المصادر






دكتورة أروى يحيى الأرياني

أستاذ مشارك - تكنولوجيا المعلومات

باحث ومستشار أكاديمي

أضغط هنا "Dr. Arwa Aleryani-Blog " لتسجيل متابعة، حتى يصلك الجديد من المدونة الأكاديمية.




41 views0 comments

Comments


bottom of page