top of page
Search
Writer's pictureDr. Arwa Aleryani

فن التحدث (3-2) فن تقديم العروض

Updated: Jul 20, 2023

مهارة التحدث أمام جمهور مهارة تأتي للبعض بشكل طبيعي دون الآخرين؛ لكن الكثير من الناس لا يتعلمونها على الرغم من أنها واحدة من أهم المهارات للنجاح الوظيفي والحياتي.

هناك عدة مناسبات قد تضطرنا إلى التحدث أمام الآخرين، وفي الغالب يستخدم المتحدثون عروض لشرح أفكارهم أو مقترحاتهم أو غيرها، مع العلم أن هناك مناسبات كثيرة تتطلب الحديث دون عروض وبعضها حتى دون ورق أو ملاحظات استذكار، وكل هذا يتطلب عدة أشياء منها فهم كل نوع وخصائصه، وفهم أن التحدث أمام الآخرين فن يجب التدرب عليه وإتقانه، وأخيراً الحماس والثقة.

وفتح لنا العصر الرقمي مجالات أوسع لتقديم محاضرات، المشاركة في اجتماعات، تقديم عروض عن بعد وعبر التطبيقات المختلفة على الانترنت، وهذا أيضا يستدعي اهتمامنا للتقنيات وكيفية التعامل معها واستغلال مميزاتها. يستغل المتحدثون ذوي الخبرة تقنيات لجعل الاستماع إليهم أكثر تشويقًا ومساعدتهم على جذب انتباه جمهورهم، ولكن يجب الحرص على توظيف التقنية المناسبة لنوع الحدث وموضوعه وجمهوره.

وحتى إذا كان التحدث أمام جمهور ليس ضمن اهتمامك أو مجال عملك، فأن معرفة هذه المهارة واستيعابها قد تجعلك متحدثاً أفضل في حالة حضورك اجتماع عمل، أو مشاركتك في مؤتمر أو ورشة عمل، أو مقابلة عمل أو وجود طلب لديك أو مقترح تود تبليغه لرئيسك في العمل، أو أستاذك، أو نقاش مع مجموعة زملاء عمل. كيف تطرح الموضوع؟ كيف تجذب الاهتمام؟ كيف تقنع المستمع (أو المستمعين)؟ كيف تسأل؟ كيف ترد على استفساراتهم؟ كلها مهارات نحتاجها في حياتنا بطريقة أو بأخرى.


أهم المناسبات للتحدث أمام الجمهور

هذه المناسبات يمكن أن تكون في أماكن عمل أو جامعات أو مؤتمرات ...الخ ،و قد تكون حضوريا أو افتراضيا؛ ومن أمثلتها:

  • مقابلة للحصول على عمل وتندرج ضمن الترويج الذاتي، حيث من المهم أن يكون لديك القدرة على التعبير عن نفسك بشكل دقيق وموجز وبنفس الوقت بثقة أمام اللجنة التي تقابلك. للاطلاع على المقالة اضغط هنا

  • تقديم عرض عام قد يكون علمي أو اجتماعي، ومنها أيضا عروض مناقشة رسالة ماجستير أو دكتوراه أو فقط تقديم عرض بهدف توضيح فكرة أو تثقيف في موضوع معين أو مقترح أو نتائج عمل معين، وهذا قد ينطبق على الموظفين، محللي النظم، محللي البيانات وأحيانا الطلبة.

  • التحدث أمام الآخرين لسرد تجربتك في الحياة؛ وهذا يتم أيضا إما حضوريا أو على وسائل التواصل الاجتماعي مثل اليوتيوب، وهذا ينطبق على الجميع.


العروض أونلاين

في وقتنا الحالي صار للعروض وجود وحيز كبيران، وخاصة في ظهور تطبيقات التواصل الاجتماعي، أصبحت المنصة الأفضل لكثير من المؤتمرات وورش العمل وكذلك لمدربي الدورات العلمية ومدربي التنمية الذاتية، وغيرها مما يتشارك فيه العالم في العصر الرقمي.

تقديم العروض اونلاين، لا يختلف كثير عن الحضور من ناحية المهارات والاستعدادات المطلوبة، يضاف لهذه المتطلبات؛ فهم التطبيق المستخدم، فهم كيفية إدارة الفعالية من حيث:

  1. توضيح من البداية بان الفعالية سيتم تسجيلها (إذا كان هذا ضروريا).

  2. التركيز على طلب الدخول أو جعله مفتوح أو استخدام مساعد لإدارة الدخول.

  3. الطلب من الحضور تصميت أنفسهم تجنبا لوصول ضجيج من الحاضرين.

  4. الطلب برفع اليد للتحدث أو الكتابة في خانة الدردشة.

  5. الانتباه للراغبين بالمداخلة أو سؤال.

أهم نصائح لتقديم عرض ناجح

  • الممارسة ، الممارسة ، الممارسة: التدريب ضروري للتحدث بشكل جيد ؛ سيساعدك ذلك على الالتزام بالحد الزمني المحدد لك، وسيسمح لك بتجربة تقنيات مختلفة في جو أقل توترا من العرض الفعلي؛ ستساعدك الممارسة أيضًا على معرفة موضوعك جيدًا، مما يجعل من السهل تذكره والبقاء ضمن إطاره وحدوده. تدرب على الوقوف والتحدث حتى تعتاد على إلقاء محاضرة قبل أن تضطر إلى إعطائها لجمهورك الفعلي، وبالطبع يكون التدريب مكثفاً في حالة العرض المُقدم لمناقشة رسائل الدكتوراه والماجستير.


  • التزم بالوقت: تحديد الوقت من حيث وقت البداية ووقت الانتهاء في اعلان الفعالية ضروري جدا، حتى يتمكن الراغبين بالحضور بتنظيم أوقاتهم على هذا الأساس. والوقت اللازم للعرض يختلف وفقا لنوعية الفعالية، أحيانا يحدد لك من الجهة القائمة بهذه الفعالية، وأحيانا يتوجب عليك تحديده بنفسك. وبشكل عام لا يحبذ الوقت الطويل لأي عرض، خاصة إذا لم يكن المداخلات والنقاشات ضمن المسموح فيه، أما في حالة السماح للمداخلات فيمكن ان تطول الفعالية وقتا أطول على ان لا تتجاوز الساعة والنصف، (عروض المناقشات العلمية لها خصائص ملزمة).


  • تحدث، لا تقرأ: لا تقرأ المكتوب على شرائح العرض، هذا ممل جدًا للمستمعين فهي معروضة أمامهم وبإمكانهم قراءتها. اللغة المنطوقة أقل رسمية وكلامية من اللغة المكتوبة، لذا فإن القراءة تجعلك تبدو جامداً وملتزماً بما هو مكتوب، وستضعف أي إحساس بالطاقة أو العفوية في أدائك وستفقدك القدرة على أي إضافة، كما أن القراءة تُجبرك على النظر إلى شرائح العرض بدلاً من التحدث إلى الجمهور.اجعل الشرائح خفيفة قليلة الكلمات حتى لا يتجه المستمعون للقراءة بشكل عفوي ويقطعون الصلة عن حديثك المنطوق. إذا كنت تقدم موضوعك دون شرائح عرض، فأيضا تجنب القراءة من الورق التي ستلزمك بالنظر إلى أسفل لقراءتها ،وتفقدك التواصل مع الجمهور، وبدلاً من ذلك، إذا كان لديك "نص" ، فحوّله إلى ملاحظات يمكنك التحدث منها، وإلقاء نظرة عليها من حين لآخر فقط. القراءة ستجعلك ملتزماً بالمكتوب دون أن يكون خطابك طبيعياً ومريحاً. وهذا هو المكان الذي يساعد فيه التدريب، فهو لا يُحسن مهاراتك في الأداء فحسب، بل يُمكّنك من تذكر ما تريد قوله بشكل أفضل.


  • كن على طبيعتك: حتى في الخطاب الرسمي والمناقشات الأكاديمية، اسمح لشخصيتك بالظهور. عندما تكون متوترًا من السهل أن تتشتت أفكارك ،وتصبح محرجًا أو متصلبا بعض الشيء، ولكن ابذل جهدًا للبقاء طبيعيًا عفويا حتى في عروض المناقشات الرسمية. ابتسم وتواصل بالعين فبهذه الطريقة ستنشئ علاقة ومصداقية أفضل وستعطي انطباعاً بالثقة والتمكن، وسوف يستمع جمهورك إليك أكثر إذا كان بإمكانهم رؤيتك على أنك حقيقي وعفوي،وقد يساعد ذلك على مواصلة الاستماع لك حتى لو كنت أقل تمكنا في المادة العلمية. ومرة أخرى التدريب قد يساعدك أن تكتسب ثقة وتصبح عفوياً أكثر.


  • استهدف خلق حالة ذهنية إيجابية وموقف واثق: حاول إظهار الثقة، حتى لو كنت لا تشعر بها، وهذه تحتاج إلى تدريب وحوار مع النفس ؛ ذكّر نفسك أنه يمكنك فعل ذلك، وأن الجمهور يريدك أن تنجح، تخيل نتيجة إيجابية ،استغل طاقتك العصبية وأخبر نفسك أنك متحمس - وأن لديك مواد شيقة وجذابة لمشاركتها مع الجمهور، اشحن نفسك بالثقة وبأهمية موضوعك. قف بشكل مستقيم، وانظر إلى المجموعة، وخذ نفسًا، وابتسم. ركز على ما ستقوله للجمهور بدلاً من تركيزك على توترك، سيساعدك هذا على نسيان توتر أعصابك والتركيز على موضوعك والمستمعين، حتى تتمكن من إشراكهم بشكل أفضل في خطابك.


  • استخدم الإشارات اللفظية: إعطاء إشارة لما سيأتي لاحقًا في حديثك يُعد طريقة فعّالة للحفاظ على اهتمام الجمهور وجذب انتباههم.استخدم الانتقالات لرسم "خريطة طريق" لعرضك التقديمي للجمهور. على سبيل المثال :

  1. "بعد قليل سأقدم بعض الأمثلة الشيقة ، ولكن أولاً ...".

  2. هناك أربع طرق لمنع هذا. ولكن دعونا نعرف ...".

  3. "الغريب أن النتائج...".

  4. " لن تصدقوا بأن الواقع أثبت....".

  5. ملاحظة : (البعض من ذلك قد لا يكون مناسباً لعروض المناقشات الأكاديمية)

  6. يمكنك أيضًا ربط الأفكار أو الأقسام من العرض التقديمي الخاص بك لمساعدة جمهورك على إتباع الهيكل العام:

  7. "كما ذكرت سابقًا، الطريقة الأولى كانت غير ناجحة ...".

  8. "الأربع نقاط السابقة وكانت ...".

  9. وبشكل عام هناك قاعدة خاصة بالعروض القصيرة تتمثل في (قل ما تريد قوله "المقدمة"، قل ما تريد قوله "الموضوع"، قل ما قلته "الملخص").

  • استخدم الأمثلة والرسوم التوضيحية والفكاهة: استخدام الأمثلة أو الرسوم التوضيحية أو الملاحظات الفكاهية لإثارة الاهتمام مهم جدا لجذب انتباه جمهورك والحصول على انتباههم وكسر الجمود وخلق علاقة جيدة بينك وبينهم، وبالطبع استخدامها دون إسراف حتى لا يفقد الموضوع الأصلي جديته مع تجنب إطلاق أي نكتة على أي فئة معينة، معتقد معين، دولة معينة، شخص معين،.. الخ. وبالطبع الأمثلة والرسومات التوضيحية والمخططات تناسب عروض المناقشات (الأكاديمية)، ولكن من غير المستحب إبداء الملاحظات أو الأمثلة الفكاهية في هذا النوع من العروض.


  • اطرح الأسئلة وادع للمشاركة: يساعدك طرح أسئلة على جمهورك خلال حديثك في جذب انتباههم واهتمامهم ، كما أنه يطور علاقة بينك وبين المجموعة. طرح الأسئلة يعني أنك تدعوهم للمشاركة وتجذبهم إلى عملية التفكير المتبادل. على سبيل المثال (وفقا لموضوع العرض):

  1. "من يستطيع تقدير عدد الأفراد المصابين بشكل دائم من جراء حوادث الطرق؟"إذا كان مضمون العرض عن حوادث السير.

  2. "هل يمكن لأي شخص أن يقترح بعض الاستخدامات لهذه التقنية؟"في حالة ما إذا كان العرض عن تقنية معينة.

  3. ومرة أخرى اطرح هذه الأسئلة وتبادل الردود مع الجمهور في العروض غير الخاضعة لقيود معينة، ويمكن طرح أسئلة فقط بهدف جذب الانتباه لنقاط معينة دون انتظار رد بل مواصلة للعرض ويكون السؤال فقط لجذب الانتباه،ويمكن أن تُستخدم في بعض من عروض المناقشات الأكاديمية.

  • انتبه للتواصل البصري ولغة الجسد: استهدف الاتصال المباشر بالعين لمدة 5 ثوانٍ مع عدد من الأشخاص،وإلقاء نظرة بين الحين والآخر على المجموعة بأكملها أثناء التحدث.التواصل البصري لا يؤسس رابطة فحسب، بل يمكن أن يساعدك في تسجيل تقدمك ،يمكن أن تشير الوجوه إلى الاهتمام أو الارتباك أو الملل، لذا يمكنك قياس ردود الفعل على ما يقال وتصحيح المسار. لغة الجسد مهمة أيضًا حيث يُفضل كثيرًا الوقوف أو المشي أو التحرك بإيماءة اليد المناسبة أو تعبيرات الوجه على الجلوس أو الوقوف دون حراك ورأسك لأسفل والقراءة من ورقة ، استخدم الوسائل أو الدعائم السمعية والبصرية لتحسينها إذا كان ذلك مناسبًا وضروريًا. وبالطبع يجب التنويه إلى أن عروض النقاشات الأكاديمية تلزم الباحث بالجلوس على مقعد (وقد يكون هناك استثناءات).


  • أهتم بنبرة ونغمة الصوت: واحرص على عدم التحدث بوتيرة مسرعة وبنفس الوقت تجنب التحدث بوتيرة بطيئة تسبب ملل جمهورك. كما أنه من المهم معرفة إن اختلاف نبرة الصوت وخاصة عند نقاط مهمة يمكن أن يُحفز انتباه الجمهور ويجعله مترقبا لما سيقال. بمعنى أن إحداث الاختلافات في طبقة الصوت فعّالة. على سبيل المثال ، يمكن رفع الصوت لإضافة التركيز على سؤال. ومع ذلك ، استخدمها بعناية حيث قد يؤدي الاستخدام المتكرر لدرجة الصوت العالية إلى إثارة غضب الجمهور. النغمة هي الجودة الصوتية التي تعبر عن المشاعر،يمكن أن تضفي الدفء والصدق على صوتك أو تكشف عن مدى شعورك تجاه موضوع ما ،وهذا يمكن أن يثير استجابة مماثلة من الجمهور. في العروض الأكاديمية، يجب تجنب اللهجة الانتقادية أو التقليل من عمل الآخرين. وبشكل عام تجنب السخرية أو الانتقاد الحاد من أي عمل أو منتج أو شخص . يجب أن يكون صوتك مرتفعًا بما يكفي ليستمع المستمعون في الصفوف الخلفية بشكل مريح ،يمكنك أيضًا تغيير مستوى الصوت لجعل حديثك أكثر حيوية، ولكن تجنب الصراخ.


  • تعلم من الإيجابيات: هناك طريقة رائعة لمعرفة ما يفعله المتحدثون الجيدون وهي مشاهدتهم يلقون الخطب، وملاحظة ما يصلح وما لا يصلح، واعتماد هذه الأمثلة في أسلوبك الخاص. لاحظ المحاضرين المثيرين للاهتمام بشكل خاص - احضر لهم لقاءات فعلية (إن أمكن) أو من خلال اليوتيوب وشاهد ما يفعلونه.


  • كن على علم بالتقنية: والقصد بالتقنية الأدوات والأجهزة المستخدمة في العرض، إذا لم تستخدمها من قبل فعليك التدريب عليها وعلى استخدامها بفعالية وعدم السماح لحدوث مشاكل فنية تؤثر على عرضك وتصيب الجمهور بالملل. تفقد مكان العرض وتأكد من جودة الإضاءة والصوت وموقعك وكفاية الكراسي للحضور،من المناسب معرفة بعض المعلومات عن الحضور هذا سيساعدك على التحدث بلغة تناسبهم وتجعلهم أكثر انسجاماً معك.


  • توقف لثوانٍ: غالبًا ما يخشى المتحدثون عديمو الخبرة التوقف؛ يعتقدون أنه فشل في الطلاقة ، لكن المتحدثين المتمرسين يستخدمون فترات التوقف لإحداث تأثير جيد على المستمعين. يمكن أن يُركّز التوقف المؤقت الانتباه على ما قيل أو ما سيقال، كما يمكن أن يسمح للجمهور بهضم المعلومات، أو يمكن استخدامه لإعدادهم لتغيير الأفكار. اجعل التوقف في النقاط المحتاجة للتفكير من قبل الجمهور حتى لا يظهر توقفك وكأنك فقدت موضوعك. فمثلا يمكن التوقف عند عرض نتيجة مهمة، أو عند طرح سؤال مهم، أو عند الانتهاء من سرد موقف معين،.. الخ.




الخلاصة


النجاح في تقديم عرض جيد يتم فقط من خلال فهم الموضوع جيدا وامتلاكه، الاستعداد والتدريب، اكتساب الثقة، ربط علاقة مع جمهورك، عندها سوف تدعم عرضك بكل مقومات النجاح.



دكتورة أروى يحيى الأرياني

أستاذ مشارك - تكنولوجيا المعلومات

باحث ومستشار أكاديمي


أضغط هنا "Dr. Arwa Aleryani-Blog " لتسجيل متابعة، حتى يصلك الجديد من المدونة الأكاديمية.




27 views0 comments

Comments


bottom of page