top of page
Search

ذوي الاحتياجات الخاصة: مسؤوليتنا المجتمعية والإنسانية

  • Writer: Dr. Arwa Aleryani
    Dr. Arwa Aleryani
  • May 28
  • 4 min read

ذوي الاحتياجات الخاصة هم أفراد يعيشون معنا ويشاركوننا الحياة، لكنهم يواجهون تحديات جسدية أو عقلية أو حسية أو سلوكية تجعلهم بحاجة إلى دعم خاص لتحقيق التفاعل الكامل مع محيطهم. إن الاعتراف بحقوقهم، وفهم احتياجاتهم، ودعمهم هو انعكاس لمدى تطور وتحضر المجتمعات.


أنواع الإعاقة

تتعدد أنواع الإعاقة وتشمل:

  • الإعاقة الجسدية:  تشمل المشكلات الحركية الناتجة عن إصابات أو أمراض مثل الشلل أو بتر الأطراف.

  • الإعاقة السمعية:  فقدان كلي أو جزئي للسمع، وقد تتطلب استخدام أجهزة سمعية أو لغة الإشارة.

  • الإعاقة البصرية:  ضعف أو فقدان البصر كليًا، ويحتاج الشخص إلى وسائل مساعدة خاصة مثل العصا البيضاء أو الكتابة بطريقة برايل.

  • الإعاقة العقلية:  تتعلق بقدرات الإدراك والتعلم، وتشمل متلازمة داون والتأخر الذهني.

  • اضطرابات التوحد واضطرابات التواصل: تؤثر على قدرة الشخص في التفاعل الاجتماعي والتواصل.

  • الإعاقة النفسية والسلوكية:  مثل الاكتئاب الشديد أو اضطرابات القلق التي تؤثر على الأداء اليومي.


توعية المجتمع: خطوة نحو الاندماج

تتطلب توعية المجتمع بذوي الاحتياجات الخاصة جهودًا مستمرة تشمل:

  • إقامة حملات إعلامية عبر وسائل التواصل ووسائل الإعلام التقليدية لتصحيح المفاهيم الخاطئة.

  • إدراج مفاهيم الدمج والاختلاف في المناهج الدراسية منذ المراحل المبكرة.

  • تنظيم ورش عمل وندوات للمؤسسات التعليمية والعامة لتعزيز ثقافة التقبل والدعم.

  • تشجيع وسائل الإعلام على تقديم نماذج إيجابية من ذوي الإعاقات الناجحين.


توعية المجتمع: دور الأسرة

تلعب الأسرة دورًا أساسيًا في دعم ذوي الاحتياجات الخاصة، وذلك من خلال:

  • تقديم الدعم النفسي والمعنوي دون تمييز أو تقليل من قدراتهم.

  • الاهتمام بالتأهيل والتدريب المناسبين لحالة الطفل.

  • الاندماج في مجموعات دعم أسرية لتبادل الخبرات والمعرفة.

  • تعليم الطفل الاعتماد على النفس قدر الإمكان لزيادة ثقته بنفسه.

 


توعية المجتمع: دور مؤسسات الدولة

للمجتمع بمؤسساته الحكومية والخاصة دور محوري في احتواء ودعم هذه الفئة، من خلال:

  • توفير بنية تحتية صديقة للإعاقة مثل الممرات والمصاعد الخاصة.

  • إتاحة فرص التعليم والعمل العادل وفقًا لقدراتهم ومهاراتهم.

  • دعم المبادرات والمشاريع الريادية التي يقودها أو يشارك فيها ذوو الاحتياجات الخاصة.

  • سن التشريعات التي تحمي حقوقهم وتكفل عدم التمييز ضدهم.

 

قصص نجاح

هذه القصص تبرز التحدي والإصرار الذي يتمتع به ذوو الاحتياجات الخاصة في العالم العربي، وتُظهر أن الإعاقة ليست عائقًا أمام تحقيق النجاح والتميز.

داليا فريفر – لبنان

إعلامية لبنانية فقدت بصرها في سن 18 عامًا بسبب تليّف في شبكية العين. رغم ذلك، واصلت مسيرتها التعليمية وتخصصت في علم النفس العيادي. دخلت مجال الإعلام، وسجلت رقمًا قياسيًا في موسوعة "غينيس" عام 2017 من خلال تقديم أطول بث مباشر استضافت خلاله 91 شخصية خلال 24 ساعة متواصلة عبر "تلفزيون لبنان"

 

سائدة جاد الله – فلسطين

أصيبت بشلل نصفي في سن 12 عامًا نتيجة جرثومة أصابت جسدها. رغم التحديات، أصبحت أول طالبة من ذوي الاحتياجات الخاصة تدرس في المدارس الاعتيادية بالقدس والضفة الغربية. عملت لأكثر من 20 عامًا في مؤسسة الأميرة بسمة بالقدس، وفازت بجائزة مسابقة التميز الدولي على مستوى فلسطين لعام 2016


عبدالعزيز الشماسي – السعودية

كفيف سعودي تخرج من قسم اللغة الإنجليزية بجامعة الملك عبدالعزيز. أصبح مهندس برمجيات ومدربًا معتمدًا في البرمجة، وناشطًا في مجال تقنيات الوصول الشامل. يُعد مثالًا على التحدي والإصرار في مواجهة الإعاقة .

 

الذكاء الاصطناعي ودوره في مساعدة ذو الاحتياجات الخاصة

التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي يمكن أن يلعبا دورًا ثوريًا في تمكين ودعم ذوي الاحتياجات الخاصة، من خلال حلول ذكية تُساعدهم على التغلب على التحديات اليومية وتحسين جودة حياتهم. إليك أبرز المجالات التي يمكن استغلال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي فيها:

الذكاء الاصطناعي لتحسين التواصل

  • لذوي الإعاقة السمعية والبصرية تطبيقات الترجمة الفورية للغة الإشارة إلى نصوص أو صوت، مثل Google Live Transcribe. ، أدوات تعتمد على الرؤية الحاسوبية لتحويل النصوص المكتوبة إلى صوت منطوق أو لغة برايل.

  • لذوي اضطرابات النطق أو التوحد تطبيقات تواصل بديلة مثل TouchChat وProloquo2Go، تعتمد على صور وكلمات مبسطة، أدوات ذكاء اصطناعي تولّد جمل مفهومة انطلاقًا من إشارات أو مدخلات بسيطة من المستخدم.


تقنيات التنقل والمساعدة اليومية

  • الكراسي المتحركة الذكية  مزودة بأجهزة استشعار وGPS وتُوجه بالأوامر الصوتية أو حتى بتتبع حركة العين.

  • العصا الذكية للمكفوفين  تستخدم مستشعرات ومساعدات صوتية لتحديد العوائق والتنقل الآمن.

  • الروبوتات المساعدة تقدم خدمات الرعاية، مثل تقديم الأدوية أو المساعدة على تناول الطعام.


التعليم الدامج المدعوم بالتكنولوجيا

  • أنظمة تعليمية تكيفية تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتحليل أداء المتعلم وتقديم محتوى يناسب مستوى قدراته.

  • الواقع الافتراضي والمعزز  لتعليم المهارات الحياتية أو التدريب على المواقف الاجتماعية في بيئة آمنة.

  • منصات دراسية مخصصة تدعم قارئات الشاشة، وخيارات تنسيق النصوص لذوي صعوبات التعلم.


دعم الدمج في سوق العمل

  • برامج ذكاء اصطناعي لتحليل قدرات الفرد وتقديم وظائف مناسبة.

  • برمجيات قراءة الشاشة وتحويل النص إلى صوت لتمكين المكفوفين من استخدام الحاسوب.

  • أدوات تنظيم الوقت والانتباه لذوي اضطرابات فرط الحركة/التركيز.


المساعدة النفسية والاجتماعية

  • روبوتات ذكية تقدم دعمًا عاطفيًا عبر محادثات موجهة.

  • تطبيقات لتتبع الحالة النفسية وتقديم نصائح حسب حالة المستخدم.

  • منصات تواصل ذكية تُسهل إنشاء شبكات دعم اجتماعية بين ذوي الإعاقة وأسرهم.



الخلاصة

ذوي الاحتياجات الخاصة ليسوا عبئًا على المجتمع، بل مصدر إلهام وقوة عند توفير الفرص والدعم المناسب. إن بناء مجتمع شامل ومتكافئ يتطلب وعياً جماعيًا والتزامًا حقيقيًا من الأسرة، والمدرسة، والمؤسسات، والفرد على حد سواء. فمجتمع يحتضن جميع أفراده، هو مجتمع أكثر إنسانية وعدلاً وازدهارًا. التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي يمكن أن يقدّما لذوي الاحتياجات الخاصة استقلالية أكبر، وتعليمًا أفضل، وفرصًا أوفر للاندماج المجتمعي والاقتصادي. لكن الأهم من تطوير الحلول هو ضمان سهولة الوصول إليها وتبنيها داخل المجتمعات، خاصة في العالم العربي.

 

دكتورة أروى يحيى الأرياني

أستاذ مشارك - تكنولوجيا المعلومات

باحث ومستشار أكاديمي

 

 " لتسجيل متابعة، حتى يصلك الجديد من المدونة الأكاديمية أضغط هنا  Dr. Arwa Aleryani-Blog

 



 

 

روابط قصص النجاح






 
 
 

Comments


  • Black Facebook Icon
  • Black LinkedIn Icon
  • Black Twitter Icon

© 2019 by Arwa. Y Aleryani PhD

bottom of page