يقول مارتن شيدلباور - الأستاذ الإكلينيكي المشارك ومدير برامج علوم البيانات والمعلومات - بجامعة نورث إيسترن: "في أبسط العبارات، تُعد البيانات وسيلة حتى النهاية لمحللي الأعمال والنظم، في حين أنها هي النهاية لمحللي البيانات". ينظر محللو الأعمال إلى حل المشكلة من منظور الأعمال، بينما ينظر محللو النظم إلى حل المشكلة من منظور تقني ويتعامل محللو البيانات من منظور البيانات؛ لذا تعتبر البيانات أساس عمل الجميع وبيئة الأعمال مكان عمل الجميع.
مهام محلل الأعمال
محلل الأعمال هو الشخص الذي يعمل على دعم المؤسسة وتطوير أعمالها ؛ ومن مهامه:
تحليل وتقييم العمليات التجارية الحالية للشركة؛ وتحديد مجالات التحسين.
البحث عن التطورات الجديدة في مجال تكنولوجيا المعلومات لجعل الأنظمة أكثر حداثة.
عرض الأفكار والنتائج في الاجتماعات.
عرض مبادرات حسب متطلبات العمل واحتياجاته.
تطوير المشاريع ومراقبة أداءها.
التعاون مع المستخدمين وأصحاب المصلحة لتلبية متطلباتهم.
العمل بشكل وثيق مع الإدارة العليا والشركاء والعملاء والفنيين.
الأدوات والخبرات التقنية التي يستخدمها محلل الأعمال
يحتاج محلل الأعمال لكثير من الأدوات والخبرات مثل: إدارة المتطلبات ( Requirements management) - إدارة المشروع ( Project management) - تخطيط موارد المؤسسة ( Enterprise resource planning (ERP)) - النمذجة / التخطيط ( Modeling / Diagramming) - التخطيط الشبكي (Wireframing) - التعاون / الاتصال ( Collaboration / Communication) - إدارة علاقات العملاء ( Customer relationship management (CRM) - استخراج وتحويل وتحميل (Extract, Load, Transform (ELT) ) - استخراج وتحميل وتحويل ( Extract, Transform, Load (ETL)) - التسويق الداخلي ( Inbound marketing) - عرض مرئي للمعلومات ( Data visualization).
مهام محلل النظم
محلل النظم يعمل على نظام المؤسسة من حيث التطوير والتحديث وحل المشاكل الفنية للنظام الحاسوبي؛ ومن مهامه:
تحليل أنظمة تكنولوجيا المعلومات الحالية ونماذج الأعمال الخاصة بالعملاء.
فهم دورات حياة تطوير البرمجيات.
ترجمة متطلبات العميل إلى ملخصات مشروع محددة للغاية.
تحديد الخيارات للحلول المحتملة وتقييمها من حيث الملائمة الفنية والتجارية على حدٍ سواء.
إجراء تحليل المتطلبات وإعداد مقترحات محددة للأنظمة المعدلة أو البديلة أو الجديدة.
إنتاج تقارير جدوى المشروع والتكاليف.
استنباط متطلبات العملاء وأصحاب المصلحة.
العمل بشكل وثيق مع المبرمجين والمطورين والمختبرين ومجموعة متنوعة من المستخدمين النهائيين لضمان التوافق التقني ورضا المستخدم.
إعداد جداول اختبار الأنظمة الكاملة والإشراف عليها وتوثيقها.
الإشراف على تنفيذ نظام جديد بما في ذلك ترحيل البيانات.
التخطيط والعمل بمرونة في المواعيد النهائية.
دعم المستخدمين في التحكم في التغيير وتحديثات النظام.
توفير التدريب وأدلة المستخدم لمستخدمي النظام الجديد.
مواكبة التطورات التقنية والصناعية ذات الصلة.
الأدوات والخبرات التقنية التي يستخدمها محلل النظام
على محلل النظم معرفة وفهم كثير من الأدوات والبرمجيات التي تساعده في عملية تحليل النظام واستنباط المتطلبات ؛ ومن هذه الأدوات مثلا : تقنيات جمع المتطلبات ( Requirements gathering techniques) – تقنيات استنباط المتطلبات (Techniques for eliciting requirements) - لغة النمذجة الموحدة ( Unified Modeling Language) – مخططات تدفق البيانات ( Data Flow Diagrams) – تقنيات التتبع ( - Tracking Technologies) - محاكاة مخططات الشبكة ( Grid Charts Simulation) - مخطط تدفق النظام ( System Flow Chart) - شجرة القرار ( Decision Tree) - جداول القرار ( Decision Tables).
مهام محلل البيانات
يركز محلل البيانات على البيانات بالدرجة الأولى وبالطبع يكون لديه هدف، وهذا الهدف قد يكون محددا على شكل احتياج مقدم من المؤسسة؛ أو استكشاف عن فرص غير ظاهرة لمدراء المؤسسة، ومن مهامه:
جمع البيانات ويشمل ذلك إجراء استطلاعات الرأي، أو تتبع خصائص الزائر على موقع الشركة على الويب، أو شراء مجموعات البيانات من المتخصصين في جمع البيانات.
تنظيف البيانات - من اجل الحفاظ على جودتها - في جدول بيانات، أو من خلال لغة برمجة؛ حتى لا تكون التفسيرات خاطئة أو منحرفة.
إعداد نماذج البيانات من خلال إنشاء وتصميم هياكل قاعدة البيانات.
تفسير البيانات من اجل العثور على أنماط أو اتجاهات في البيانات التي ستساعد في الإجابة على السؤال المطروح.
عرض النتائج وتوصيلها عن طريق تجميع تصورات مثل المخططات والرسوم البيانية وكتابة التقارير وتقديم المعلومات إلى الأطراف المهتمة.
الأدوات والخبرات التقنية التي يستخدمها محلل البيانات
أثناء عملية تحليل البيانات ، غالبًا ما يستخدم المحللون مجموعة متنوعة من الأدوات لجعل عملهم أكثر دقة وكفاءة. بعض الأدوات الأكثر شيوعًا في صناعة تحليلات البيانات تتضمن مثلا ما يلي:
Microsoft Excel - Google Sheets - SQL - Tableau - R or Python - SAS - Microsoft Power BI - Jupyter Notebooks .
المهارات الموحدة لمحللي الأعمال/النظم/البيانات
وطالما نحن نتحدث عن محلل أعمال/ نظم/ بيانات، فهم جميعا يتقاسمون مهارات خاصة بالتحليل بالدرجة الأولى ومهارات التعامل مع البيانات ويهدفون لصالح بيئة الأعمال ومجالات الصناعات المتنوعة. وعليه يتصف كل من محلل الأعمال ومحال النظم ومحلل البيانات بمجموعة مشتركة من الصفات أو المهارات ومنها:
تفكير متسع: المقدرة على العثور على إجابات للأسئلة وعدم الانتظار حتى تأتي الإجابات أليهم، يجدون مسارات بديلة من خلال المؤسسة وإشراك الأشخاص المناسبين في الوقت المناسب.
مهارات متعددة: لا يكتفون بفعل نفس الأشياء بنفس الطريقة في كل مرة. إن اكتساب الثقة لتطبيق مجموعة متنوعة من تقنيات تحليل الأعمال والنظم والبيانات يزيد من قابلية التسويق ويجعلهم أكثر كفاءة.
القدرة على الإقناع: عادة ما يتوصل محللو الأعمال/النظم/ البيانات إلى الجديد والمبتكر من الحلول والمقترحات ؛ وهم بذلك يواجهون التشكك والمقاومة؛ لذا عليهم تطوير مهارة الإقناع من حيث وضوح العرض ودعم المقترح بالدلائل وتغطية كافة أوجه التساؤل الذي قد يثيره أصحاب المصلحة.
الدقة ووضوح العمل: كلما اتصف عملهم بالدقة والوضوح كلما اتضحت الرؤية لهم، ومن ثم ساعد ذلك على الإقناع والحصول على الموافقة. المهارات اللينة ومهارات التحليل ذات الأهمية الحاسمة، هاتان المجموعتان من المهارات تساعد على خلق الوضوح والدقة.
مهارات في إدارة المشروع: عليهم معرفة الجدوى من المشروع والميزانية وتحديد جدولة للمهام، وهذا يساعدهم في السير بخطوات واضحة ومحدد الغرض منها وقابلة للتقييم والتصحيح، لذا تعتبر مهارات إدارة المشاريع من المهارات الضرورية لهم.
مهارات التواصل: التواصل الجيد مهم. هذا يعني أنه يمكنهم تسهيل اجتماعات العمل، وطرح أسئلة جيدة، والاستماع إلى الإجابات (الاستماع اليقظ) ، واستيعاب ما يُقال. في عالم اليوم، التواصل لا يحدث دائمًا وجهاً لوجه، لذا فالقدرة على أن تكون متصلاً قويًا في بيئة افتراضية (عبر المكالمات الجماعية أو اجتماعات الويب) مهمة بنفس القدر.
مهارات حل المشاكل: المشروع بأكمله هو حل لمشكلة على أعلى مستوى؛ وتعتبر مهارة حل المشاكل من أهم المهارات التي على المحللين إتقانها، الفهم المشترك للمشكلة (يقصد بالمشترك ما بين المحلل وأصحاب المشكلة)، والحلول الممكنة، وتحديد نطاق المشروع، وغيرها من المهارات الضرورية.
مهارات التفكير الناقد: أثناء تحديد المشكلة المراد حلها، يجب على المحللين الاستماع إلى احتياجات أصحاب المصلحة ولكن أيضًا النظر بشكل نقدي في تلك الاحتياجات وطرح أسئلة استقصائية حتى تظهر الحاجة الحقيقية وفهمها. التفكير النقدي لا يساعد في نقد متطلبات أصحاب المصلحة فقط ؛ ولكن في نقد وتقييم الحلول التي يتوصل لها محللو الأعمال/النظم/البيانات بغرض التحسين والتطوير، والتخلص من أي شوائب قد تقلل من قيمة الحل النهائي للمشكلة.
مهارات التفكير الإبداعي: مع دخول المزيد والمزيد من التقنيات الجديدة إلى السوق، يتطلب التعامل – في أغلب الأحيان- مع مشكلة العمل بحل غير تقليدي ؛ عليهم أن يفكروا فيما وراء الاحتمالات الحالية عند حل مشكلات الأعمال أو الأنظمة.
مهارات بناء العلاقات: غالبًا ما يتم التعامل مع العديد من أصحاب المصلحة في كل من الموظفين ذات الصلة في الشركة والفرق الفنية والعملاء. تتضمن هذه المهارة بناء الثقة، وغالبًا ما تعني القيام بدور قيادي في فريق المشروع لسد الفجوات. وإذا كانت العلاقات فاترة أو سيئة تخللها مشاكل، فهذا قد يعيق عمل المحللين، لأنهم بالدرجة الأولى يعملون لصالح أصحاب المصلحة فعليهم بناء علاقات جيدة معهم.
الإدارة الذاتية: تحمل مسؤولية المهام المطلوبة وإدارتها بالشكل الجدي من الضروريات خاصة في الشركات الكبيرة التي لا وقت لديها لتدريب المحللين أو تصحيح خطواتهم. يتم توظيف محللي الأعمال/النظم/ البيانات لحل مشاكل وتقديم مقترحات وليس لزيادة عبء الشركة في متابعتهم. وتشمل الإدارة الذاتية التعلم الذاتي وتطوير النفس مهنيا.
علاقة ايجابية مع الغموض: في أعماقهم ، لا يفضل محللو الأعمال/ النظم/ البيانات، الغموض. في كل مرحلة من مراحل المشروع ، دائما ما يكون الغموض صفة لصيقة للمتطلبات أو المشاكل خاصة عندما يكون المطلوب شيء لا يستطيع أصحاب المصلحة تحديده بوضوح ؛ الغموض في مواصفات المتطلبات يؤدي إلى عيوب غير متوقعة، والغموض في المحادثة يؤدي إلى صراع لا داعي له، وعلى محللو الأعمال/النظم/ البيانات العمل على التوضيح وإزالة الغموض من الطلب المقدم أو وصف المشكلة قبل أن يبدؤوا بالعمل.
الصناعة وخبرة المجال: لا يمكن تقديم مقترح أو حل مشكلة أو التوصل لخطة مستقبلية، إلا إذا كان مفهوم بيئة الأعمال واضح ومعروف و متضمن المخاطر والطموح والتنافس بين مؤسسات الصناعة. محللو الأعمال/النظم/البيانات يعملون في مؤسسات مختلفة أما كموظفين دائمين أو استنادا لمشروع محدد، وفي كلتا الحالتين عليهم الدراسة والفهم والتبحر بنوع نشاط المؤسسة ونشاط منافسيها لإدراك واستيعاب المسار الذي تطمح له المؤسسة وفقا لحجمها وطبيعة عملها.
الخلاصة
البيانات هي ثروة العصر الذي نعيشه، لذا تعددت الوظائف التي ترتكز على فهم واستكشاف وتحليل البيانات، وتعددت الأغراض منها البحث عن فرص مستقبلية للمؤسسة أو حل مشكلة ما ؛ أو تلبية متطلبات المستخدمين من نظام المؤسسة وتحقيق رغباتهم من النظام ؛ أو يكون الهدف بحث عميق للبيانات المكدسة والمتدفقة بشكل دائم لمعرفة ما يسمى "الفرص الذهبية" التي تظهر للمؤسسة من تحليل البيانات باستخدام أحدث البرمجيات والتقنيات، وتساعد المؤسسة على الارتقاء والمنافسة.
ولكن علينا أن نكون دقيقين في القول بأن بإمكان الكثير أن يكونوا محللي أعمال/نظم/ بيانات فما عليهم إلا إتقان استخدام تلك الأدوات، ولكن بروز المحلل المتميز أو العالم المتخصص بالتحليل لا يكون إلا ممن أتقن تلك المهارات والصفات المميزة، وأمتلك ذخيرة من التجارب والبحث والاستكشاف، واتصف بما يعرف بــ (الفضول العلمي) والذي لا يتوقف من الاستكشاف، وكل ما وصل لفرصة كبيرة للمؤسسة اعتبرها نقطة بداية جديدة للانطلاق للبحث عن فرصة أخرى وهكذا.
المصادر
دكتورة أروى يحيى الإرياني
أستاذ مشارك - تكنولوجيا المعلومات
باحث ومستشار أكاديمي
أضغط هنا "Dr. Arwa Aleryani-Blog " لتسجيل متابعة، حتى يصلك الجديد من المدونة الأكاديمية.
Comments