top of page
Search
  • Writer's pictureDr. Arwa Aleryani

تحديات الدراسة في الخارج


السفر للدراسة في الخارج معروف منذ القدم وتعتبر من أهم رحلات التبادل العلمي والثقافي والاجتماعي. وإذا كان للسفر سبع فوائد فالسفر للدراسة لا شك فيه له فوائد أكثر وهذا الكلام ينطبق على الطالب/الطالبة الذي يسافر وهو يسعى فعلا للاستفادة من هذه الرحلة لبناء شخصيته الجديدة وتلقي العلم والمعرفة. ومن أهم فوائد السفر للدراسة في الخارج هو الاعتماد على النفس والتحرر من الخجل والتردد وتمييز الجيد من غيره وتنمية الفضول الإيجابي للاستكشاف والاستفسار عن عادات وتقاليد المجتمع أثناء رحلة طلب العلم.

يحلم الكثير من خريجي الثانوية العامة بالحصول على فرصة للدراسة في الخارج، وقد يؤجل البعض هذا الحلم إلى دراسة الماجستير أو الدكتوراه. في هذه المقالة سنتطرق لأهم التحديات التي تواجه الطلاب أثناء البحث عن هذه الفرصة أولاً ثم التحديات التي تواجههم بعد حصولهم على هذه الفرص في بلاد الغربة وخصوصا في الفترة الأولى ثانياً. ومما لا شك فيه أن هذه التحديات قد تشكل عائقا كبيراً أمام الطالب خريج الثانوية، و قد تؤدي إلى التعثر الكامل إذا لم يتجاوزها الطالب بسرعة؛ وذلك نتيجة صغر العمر وعدم وجود خبرة لديه من ناحية، وانبهار البعض منهم بمباهج هذه الدول من ناحية أخرى . لذا سنوجه هذا المقال للطالب/الطالبة المقدم على دراسة الجامعة في دولة أجنبية. وبكل الأحوال يمكن لمن يسافر أول مرة لدراسة الماجستير أن يستفيد من هذا المقال لإكمال ما قد يغيب عن استعداده.

قد تكون لغة الدراسة هي نفسها لغة البلد التي تمنح هذه الفرص، كاللغة الإنجليزية في دول مثل أمريكا وكندا وانجلترا وغيرها من الدول التي تتحدث باللغة الإنجليزية وتعتمدها لغة للدراسة فيها أيضا. وكون اللغة الإنجليزية قد أصبحت لغة عالمية وشائعة في معظم الدول العربية، فإن مهمة الطالب إتقانها بشكل ممتاز (إن لم يكن متقناً لها من قبل). أما إذا كانت الفرص الممنوحة من دول أوروبية مثل المانيا، روسيا، رومانيا، فرنسا أو من دول آسيا مثل الصين وماليزيا والتي بالطبع قد تكون لغة الدراسة هي لغة البلد أيضا، فإن على الطالب اجتياز المستوى المتوسط على الأقل قبل السفر (على اعتبار أنه سيبدأ بدراسة اللغة فور وصوله) ، وحتى إن كانت لغة الدراسة هي الإنجليزية فعليه إتقان أساسيات لغة البلد وتطويرها ؛ حتى يتمكن من العيش وسط هذا المجتمع من ناحية ، ومن ناحية أخرى اكتساب لغة جديدة.


تحديات التحضيرللسفر

قبل أن نتحدث عن التحديات؛ يجب العلم أننا نسرد كافة التحديات المعتادة، ولكن ليس من المحتم أن يمر بها الطالب كلها، فهذا يعتمد على أشياء كثيرة مثل الخلفية الثقافية للطالب وخبرته في الحياة، وأيضا بلد الدراسة والجامعة التي قد تسهل هذه التحديات أو العكس.

يواجه الطالب/ الطالبة الكثير من التحديات عند التفكير في الدراسة في الخارج، منها كيفية اختيار المجال العلمي الذي يرغب بدراسته، معرفة امكانياته العلمية الضرورية لمتطلبات بعض البرنامج (مثل مقدرته لفهم الرياضيات والفيزياء وأساسيات الحاسوب) وتطويرها، اختيار الجامعة ومراسلتها لاستيفاء شروط القبول (فبعض المنح تشترط الحصول على قبول من الجامعة) وقد يتطلب ذلك تقديم مخطط بحثي للحصول على القبول، وبعد الحصول عليه يتم البحث عن منحة.


التحديات الثقافية والاجتماعية في البلد الجديد

برغم أن الطالب/ الطالبة قد سعى للحصول على هذه الفرصة، إلا أن وجوده في البلد الجديد بقدر ما يكون مبهجاً بقدر ما يتخلله الكثير من التحديات والتي عادة ما تكون نفسية خاصة في البداية، ومن ثم يبدأ مواجهة تحديات الدراسة.

من التحديات النفسية والاجتماعية: الانغلاق والشعور بالوحدة خاصة في الفترة الأولى عند الوصول، وقد تكون أسبابها كثيرة منها شخصية الطالب نفسه، الشعور بالحنين للوطن وجو الأسرة، عدم القدرة على الاعتماد على النفس في ترتيب الاحتياجات الخاصة مثل الأكل والتنظيف وغيرها، والتي كانت من مسؤوليات الأهل. إضافة إلى ارتفاع تكاليف المعيشة وعدم القدرة على موازنة الأمور المالية، وكذلك جو البلد الجديد الذي قد يكون مختلفا تماماً عن موطن الطالب، فقد يكون جواً باردا جدا مع ثلوج، أو حاراً جدا مع رطوبة شديدة، مما يتطلب التعرف المسبق على البلد الجديد، وتجهيز الثياب الملائمة والاحتياجات الضرورية - على الأقل في الفترة الأولى - من وصول الطالب. وأخيرا وأهمها الصدمة الثقافية وعدم القدرة على الاندماج مع زملائه، نظرًا لاختلاف الثقافات والعادات.

ما يجب عليك عمله قبل السفر

يمكن لك تجاوز التحديات المذكورة أعلاه، من خلال تفريغ نفسك للتأهيل والتجهيز الجيد قبل السفر بفترة طويلة حتى تتغلب على الكثير منها، وأهم هذه التجهيزات:

  • التمكن من اللغة من خلال حضور دورات مكثفة في المراكز الثقافية في بلدك، والتدريب المتواصل من خلال المواقع التعليمية على الانترنت حتى وإن كنت ستبدأ الدراسة هناك في معهد للغة؛ لأنك ستوفر على نفسك صعوبات الفترة الأولى. ويقصد باللغة لغة الدراسة وكذا لغة البلد، فالكثير من الطلبة لا يستشعرون أهمية تعلم لغة البلد؛ ويتوقعون أن لغة الدراسة تكفي، ولكن حتى وإن كانت لغة الدراسة هي اللغة الإنجليزية بينما لغة البلد هي لغة أخرى، فإنه يجب عليك تعلمها، فالعامة لا يحبون تجاهل لغتهم والتحدث معهم بالإنجليزية؛ لذا يتصرفون بغير ود ويتجاهلون الذين يحدثونهم بلغة غير لغتهم، ويعتبرونهم لا يحترمون ولا يقدرون لغة البلد؛ وهذا يضع الطالب في عزلة ، إضافة إلى ظهور مشاكل دائمة في الممارسات اليومية مثل التبضع ودخول المطاعم وإجراء المعاملات الإدارية .

  • القراءة والاطلاع من خلال الانترنت على البلد الجديد والتعرف على العادات والتقاليد، وبالتحديد السلوكيات غير المقبولة أي - ما يجب عليك عدم عمله أو قوله - وكذلك الممارسات المستحبة والتي لا تتعارض مع مبادئك واخلاقياتك الأساسية. وكانت المراكز الثقافية التي تعطي منح لشباب البلد تقوم عند تدريس اللغة بتثقيف الطلبة كثيراً بأمور اجتماعية مفيدة، مما يجنب الطالب الإحراج والتوتر عند عدم فهم ماذا يحدث؟ او لماذا حدث له

  • التعرف مقدما على الإجراءات المطلوبة منك الخاصة بما عليك عمله قبل السفر، وحال وصولك لبلد الدراسة من خلال الاستفسار من سفارة البلد أو المركز الثقافي التابع لها، وكذلك أي زملاء لك سبق لهم الدراسة في ذلك البلد، كما يمكن أن تلتحق بمجموعات على الفيسبوك للطلاب المبعوثين هنالك (سواءً مجموعات خاصة ببلدك أو عامة للطلاب الأجانب) لتتعرف على الإجراءات الضرورية قبل السفر وذلك حتى لا تقع في مخالفات قانونية -عن جهل - قد تزعجك من البداية.

  • التدريب قبل السفر على أساسيات المهارات الحياتية مثل تحضير الوجبات، تنظيف المكان الخاص بك وكذلك غسل الملابس وغيرها، وهو ما يفترض (أن يكون ثقافة وأسلوب حياة لكافة الشباب) مما سيسهل عليك الحياة بالخارج ويوفر عليك مصاريف لا داعي لها. وهذه المهارات تعتبر ضرورية لكل شاب أو شابة؛ حتى يتجنبوا الأكل في المطاعم ليس لكلفتها فقط، ولكن لأن المطاعم في بعض الدول ليست متنوعة، ولذا قد يجد كثير من الطلبة طعام البلد غير مألوف لديهم وغير مستساغ.

  • التجهيز بالملابس الضرورية وخاصة الشتوية إذا كان مناخ البلد شديد البرودة. وعند الوصول يمكن لك التعرف على المحلات المناسبة، والتي تناسب إمكانياتك المالية، لأن المحلات المشهورة قد تكون أسعارها عالية بالنسبة لك كطالب وافد.

  • تطوير مهارتك في إدارة ميزانيتك المالية وكيفية صرفها على الأوجه الصحيحة وهذا قد يتم باستشارة والديك والاستفسار من زملاء سبقوك للدراسة بهذه البلد، وبكل الأحوال عليك التزام -الحرص الشديد- في البداية حتى تستطيع فيما بعد تدبير الأولويات، ومعرفة من أين يتم شراء الاحتياجات بأسعار معقولة، وكذلك شراء الكتب اللازمة وغيرها من متطلبات الدراسة.

  • تطوير مهاراتك في إدارة الوقت ومعرفة متى يجب التركيز على الدراسة، ومتى يمكن لك التعرف على البلد الجديد واستكشافها. وهي من المهارات التي يجب أن تتدرب عليها؛ حتى تصبح ثقافة سلوك وسمة من سماتك.

  • تطوير مهاراتك وثقافتك التكنولوجية والتي ستحتاجها عند التعامل مع نظام الجامعة والتواصل مع المدرسين وزملاء مجموعات العمل ، وأيضا عند التعامل اليومي ، فقد أصبح إجراء الأعمال والتعاملات من خلال الانترنت ضرورياً جدا في اغلب الدول.

أما الثقافة التكنولوجية فيقصد بها مرونة وسرعة التعامل مع تطبيقات الانترنت في الدراسة والحياة بشكل عام، فالتعامل عن طريق التطبيقات صارت السمة الأساسية في هذه الدول، وعن طريقها يتم التسجيل والمتابعة والصرف واستلام المستحقات والتعامل مع البنوك والجهات الأخرى؛ لذا تعتبر من أهم ما يجب على الطالب الحرص على معرفتها، وبالطبع فإن الجيل الذي نشأ بوجود الإنترنت من السهل عليه ذلك، على الرغم من أن الاهتمام كان قاصرا على بعض التطبيقات الترفيهية فقط لدى بعض الشباب.


تجاوز التحديات الثقافية والاجتماعية

عند وصولك إلى بلد الدراسة أبدأ بالتعرف على الأشياء المهمة قبل التعرف على البلد نفسها مثل:

  • أفهم العملة المالية في البلد الجديد جيدا، وحاول أن تلم بالتعامل بها بشكل سريع.

  • تعود على استخدام بطاقات الدفع إذا لم تكن معتاد عليها.

  • استخدام الانترنت في البحث عن الأماكن وكيفية الذهاب لها، ومعرفة الأشياء التي تحتاج لها.

  • استخدام خريطة قوقل (Google map) والتي ستساعدك على معرفة مواقع الأماكن التي تحتاج الذهاب إليها ببساطة، وأن لم يسبق لك التعامل مع قوقل ماب تدرب عليها من خلال البحث عن الأماكن القريبة منك قبل أن تستخدمها في الذهاب إلى الأماكن البعيدة.

  • من البداية تعرف على المواصلات العامة، وكيفية الحصول على كرت المواصلات الخاص بك كطالب وفقا لنظام البلد .

  • تعرف على خط سير الحافلات التي تحتاجها (وبالطبع كانت هذه إحدى صعوبات الطلبة الوافدين في الماضي) ولكنها الآن بوجود الإنترنت على هاتفك أصبحت أسهل بكثير، إذ يمكن أن يحدد لك كافة أنواع المواصلات التي يمكن أن تُأخذ منها إلى الجهة المحددة، وكذا مواعيد تحركها وخط سيرها بالكامل.

  • احرص على استكمال أوراق إقامتك، واحتفظ - دائما - بما يؤكد هويتك معك.

  • استفسر عن المعتاد وغير المعتاد من العادات والتقاليد وتذكر أنك (ضيف في هذا البلد) وأنه يقدم لك فرصة للتعلم والتعرف، فيجب احترام ذلك وتقديره.

  • على أي حال راقب وأسال وافهم قبل أن تبدأ بالتفاعل والاندماج في المجتمع الجديد، ولك في قوقل (Google) خير صديق لأي سؤال او استفسار إذا لم تجد من يرد على استفسارك.

  • لا تكثر من سماع تجارب الآخرين؛ فهذا يمكن أن يربكك أكثر من أن يفيدك؛ لان لكل واحد تجربته الخاصة والتي كان لشخصيته وطباعه تأثير عليها وهذا قد لا يناسبك ، فلا تأخذ كل تجربة على أنها واردة ومسلم بها.

مشاكل العنصرية

تعتبر العنصرية من ضمن المشاكل التي يعاني منها الطلاب في بعض الدول التي تنتشر فيها بعض تصرفات العنصرية. ومنها العنصرية الدينية، خاصة عند ارتداء الطالبة للحجاب أو التمسك بالتعاليم الدينية. وكذلك العنصرية العرقية والتي يجب أن تكون على علم بها، فتتجنب الأماكن أو الأشخاص الذين يظهرون هذه الأنواع من العنصرية. كما يعتبر التحرر المفرط وسط شباب الجامعات في بعض الدول، والعلاقات المتنوعة غير المعتادة في الدول العربية من المشاكل التي يواجهها الطلاب.

وللتغلب على هذه المشكلة يمكن أن تتبع التالي:


  • يجب عليك القراءة عنها واستيعابها بشكل جيد، لان الجهل بها قد يوقعك في مشاكل دون قصد.

  • الحرص على البحث عن السكن ضمن مجموعات طلابية من دول مختلفة وحجزه - قبل السفر- إن أمكن، وان لم يمكنك ذلك يفضل التعرف على أصدقاء من نفس البلد قبل وصولك (عن طريق الأهل أو الأصدقاء) حتى تتأقلم وبعدها تبدأ بتكوين صداقاتك بصرف النظر من أي بلد هم.

  • تجنب مخالطة المجموعات المستهترة بالدراسة والتي تعتمد حياتهم على العلاقات واللهو، وغيرها مما لا يتفق مع مبادئك ولا هدفك الأساسي من الغربة.

  • تجنب تقديم النصح او مناقشة القضايا الخاصة بعادات وتقاليد البلد، أو انتقاد تصرفات البعض فيها - مهما وجدت أنها سيئة جدا - فهذا ليس من مسؤولياتك، وقد يدخلك في مشاكل كبيرة لا داعي لها.

  • تجنب التعصب والعصبية اتجاه المواضيع التي تستفزك، وتذكر أن هناك قنوات رسمية لمعالجة هذه القضايا إن حدثت، ويفضل أن لا تجد نفسك متورطاً فيها على أي حال؛ فليس هذا هو غرضك من السفر.


تحديات الدراسة

من التحديات أيضا تحديات الدراسية (العلمية والثقافية)، مثل عدم معرفة لغة البلد الجديد، وضعف اللغة الإنجليزية إذا كانت (لغة الدراسة ولغة البلد أيضا)، ضعف الثقافة التكنولوجية، وضعف المعرفة الأساسية بمجال الدراسة وأساليب العمل الجماعي والأبحاث والواجبات وطرق تسليمها وغيرها، وهذا ما سنتحدث عنه في هذا المقال.

وقبل أن نسرد التحديات نود التنويه بأن بعض الطلاب وخاصة ذوي الخلفية التعليمية البسيطة يفضلون بدء الدراسة في هذه الدول في الكليات (College) من خلال برامج قد تكون لمدة سنتين أو ثلاث وهذا يؤهلهم إلى درجة كبيرة لإكمال درجة البكالوريوس بعدها بشكل جيد. ولا يعني هذا أن الدراسة في هذه الكليات أسهل، ولكن المدرسين يوجهون طلابهم وخاصة –الوافدين منهم - ويراعون مشاكل اللغة لديهم بشكل أفضل من الجامعة، والتي تفترض الدراسة فيها استقلالية الطالب بشكل كبير. وقد أثبتت هذه الطريقة نجاحها مع كثير من الحالات الوافدة للدراسة.


قبل السفر

· القراءة الموسعة واستكشاف المجال الذي التحقت فيه، حتى لو لم يكن مطلوب منك ارسال مخطط دراسة.

· درب نفسك على العمل الجماعي وأقرأ عن أسسه وقواعده.

· تدرب على العروض التقديمية (إذا لم تمارسه من قبل) بشكل متقدم.

· طور نفسك أكثر بالمهارات العلمية المطلوبة لتخصصك.


تجاوز تحديات الدراسة

تجاوز تحديات الدراسة مهم جداً، وكلما تخلص منها الطالب بأسرع وقت كلما حالفه النجاح والاستقرار، ومن هذه التحديات:


المحاضرات

يُعد عدم فهم الطالب للمحاضرات من أكبر صعوبات الدراسة في الخارج، وبخاصة في العام الدراسي الأول، وقد يكون أحد أسبابها:

1. ضعف اللغة المستخدمة في الدراسة لدى الطالب.

2. توقع المدرس عند شرحه للمادة العلمية معرفة طلابه (خاصة من أهل البلد) للأساسيات وخاصة المصطلحات التي تم دراستها في المدارس، وهنا يجد الطالب الوافد نفسه غير قادر على استيعاب المحاضرة بشكل جيد.

3. عدم وعي الطالب بضرورة الدراسة بجدية أكثر؛ لأنه في مرحلة دراسية جديدة وأيضا بلد جديد، وعليه الدراسة أكثر بكثير مما كان يتبعه في بلده.

4. أسلوب الدراسة غير المعتاد لدى الطالب، مثل أسلوب البحث والمناقشة وإيجاد المعلومات من مصادر متنوعة وعدم الاعتماد كليا على مدرس المقرر.

5. عدم قدرة الطالب أو عدم تعوده على العمل الجماعي.

6. ضعف الثقافة التكنولوجية لدى الطالب والتي صارت مستخدمة كثير في الدراسة.

7. عدم فهم طرق التعامل في حالة وجود محاضرات اونلاين.


ويمكن تفادي هذه التحديات من خلال الاهتمام والتفرغ للدراسة، تطوير مهارات اللغة المطلوبة، مراجعة أساسيات المادة العلمية، تطوير الثقافة التكنولوجية، وكذلك التعرف على طرق البحث عن المعلومة، ومعرفة أسلوب التدريس ومناقشة المدرس والزملاء؛ لأدراك الوسائل المختلفة المستخدمة في الشرح، وكذلك التعرف على آلية العمل الجماعي وأسسه. والأهم عدم الاستسلام للإحباط واليأس؛ لأنه سيعمل على غلق أبواب الحلول أمامك، وتذكر بأن الكثير قد مروا بهذه التجارب وتجاوزوها بالإرادة والتعلم.


الواجبات والتكاليف

أصبحت الواجبات والتكاليف المطلوبة من الطلبة في أغلب الجامعات متنوعة في شكلها وأسلوب تقديمها. ففي المرحلة الأولى قد يجد الطالب أن المطلوب منه تسليم واجب عبارة عن بحث صغير أو متوسط، ولكنه ليس كذلك، فشروط وقيود البحث العلمي يجب أن تكون موجودة فيه من حيث بنية البحث والمراجع والاقتباس وغيرها. كما قد يطلب منه تكاليف عبارة عن تقرير ميداني مناسب لطبيعة الدراسة وهو أيضا له أسسه ومكوناته وتوثيقه، مثل تصوير فيديو لدراسة موضوع محدد ضمن مواضيع الدراسة وغيرها من الأساليب المتنوعة وفقا لنوع وطبيعة التخصص.، وهذه الطرق غير معتادة عند أغلب الطلاب في المدارس في الدول العربية.

يمكن حل هذه الصعوبات في تكوين مجموعة من زملاء مقربين بإمكانهم أن يتعاونوا في كشف ما خفي على أحدهم، فقد يجد كل منهم نفسه يقدم الحلول لزملائه وخاصة الوافدين مثله، ويحصل هو على حلول لصعوباته ومشكلاته وهذا سيرفع الثقة والألفة، وكذلك السؤال والاستفسار، ومعرفة إذا ما كانت الجامعة تحتوي على قسم إرشاد يمكن أن يساعد الطالب في فهم الأمور الجديدة عليه.


تسليم الواجبات والتكاليف المختلفة

عملية تسليم الواجبات - أيضا - مختلفة ومتنوعة، وقد تكون هذه التكاليف فردية أو مجموعة. من طرق تسليم الواجب للمدرس (صفحة الطالب الخاصة بالمقرر ضمن نظام الجامعة)، أو التسليم ورقيا لصندوق بريد الأستاذ في الجامعة. ولمعرفة هذا كله على الطالب الانصات للتعليمات من الأستاذ، وكذلك قراءة وثيقة المقرر التي قد تحتوي على كافة هذه التفاصيل، وأخير استفسار الزملاء أو الأستاذ. وفي كل الحالات يجب الالتزام بدقة بالوقت المحدد للتسليم ، ومن المهم أن يعود الطالب نفسه على الالتزام بالمواعيد في تسليم واجباته أو مواعيد اجتماعات الفريق الذي يعمل معه، وبشكل عام -احترام المواعيد- من الضروريات التي يجب أيضا أن تكون سلوك وسمة من سماتك.


الكتابة العلمية

تحدثنا –سابقا- بأنه سيكون مطلوبا من الطالب عمل أبحاث علمية - حتى وإن لم يتم نشرها - وهي من ضمن طرق التقييم ، فعلى الطالب السؤال والاستفسار من المدرس والزملاء عن ما لم يستوعبه، ويجب أن يحرص الطالب على معرفة أساليب كتابة الأبحاث، والتي من المفترض أن يكون قد أهل نفسه قبل السفر في طرق وأساليب البحث العلمي، وكيفية البحث عن المصادر، والأهم كيفية توثيق ما تم اقتباسه من هذه المصادر ضمن عمله الخاص وخاصة أنها من -المحذورات الكبيرة- أن يتم الاقتباس دون تحديد المصدر والذي قد يقوم به الطالب -عن جهل- بالطبع . وكما سبق القول بأنه كلما أهل الطالب نفسه بمهارات البحث العلمي والمادة العلمية الأساسية لتخصصه كلما وفر على نفسه إضاعة الوقت في الأساسيات التي غالبا ما يكون زملاؤه على دراية مسبقة بها. و تظهر تحديات الأبحاث والكتابة العلمية أكثر عند طلاب الماجستير، والذين قد ينهون البكالوريوس في الغالب دون أن يقوموا بعمل أي بحث علمي، وهم مطالبين أكثر بتأهيل أنفسهم في كيفية الكتابة العلمية وإجراء الأبحاث.


وأخيرا كيفية الاستفادة من التجربة

لا شك بأن الطالب/ الطالبة والأهل والمجتمع في بلدك يترقبون أن تكون رحلتك الدراسية ناجحة ومثمرة. وهذا يتحقق إذا استطعت أن تحدد أهدافك وأولوياتك وتنظم وقتك وأموالك بشكل جيد. لذا يجب أن تجعل أهم أولوياتك هي التحصيل العلمي والمشاركة بالأنشطة الثقافية والمسابقات العلمية، وأن تتحدي مخاوفك، أو عدم الثقة التي تأتي عادة في بداية الغربة.

والأهم أن تحرص على الاستفادة من الجامعة ومواردها العلمية، وتحدد توجهك العلمي، وتكوّن شبكة معارف أكاديمية ذات صلة بتوجهك. كما يجب أن لا تتقوقع على مجموعة الأصدقاء من بلدك، بل يجب أن تنفتح على ثقافة الطلبة من الدول المختلفة حولك وكذا الطلبة من هذه البلد، وتعطي فكرة جيدة عن ثقافتك وبلدك ومجتمعك. وفي الأخير أنت لست مطالباً بتقليد الآخرين إلا بما تراه حضاري ومفيد، ولست مطالبا أيضا بتلقين الآخرين عن عاداتك وتقاليدك إلا بصيغة التعريف وتبادل المعلومات، وبنفس الوقت لا تنس ان تعطي نفسك الحرية للتعرف على البلد والمشاركة بالرحلات الثقافية والترفيهية، وعليك أن تتجنب -دائما وأبدا- استكشاف الأماكن المشبوهة أو غير المعروفة، وكذا تجنب الزملاء الذين لهم أولويات لا تمت لأولوياتك بصلة.


قصص مقتبسة

طالب بكالوريوس - الهند

" عند وصولي للهند، قضيت فترة من الزمن؛ لفهم طبيعة تفكير المجتمع وأساليب حياتهم وطرقهم في التعايش؛ لكي أتمكن من الانخراط والتعايش معهم، والتعرف على الجوانب الايجابية التي كانت تنقصني للتعامل مع الناس من مختلف الأطياف. وكان التحدي الاجتماعي الثاني، هو محاولة التوازن والاعتدال في التعايش مع البيئة الجديدة الأكثر انفتاحاً على الصعيد الاجتماعي من البيئة الأم التي نشأت وأتيت منها. ومن أهم تحديات الدراسية التي واجهتها هو محاولة التكيف مع النظام التعليمي الدقيق جداً، والمختلف تماماً عن نظام التعليم المعتاد في بلدي، ومنها غزارة محتويات المواد الجامعية. فوجدت في البداية صعوبة في الإلمام بالمعلومات الكثيفة والمتنوعة في المحتوى الدراسي. كما كانت محاولة التكيف مع الأساليب المختلفة للكادر التعليمي تحديا آخر؛ حيث لكل دكتور أسلوب معين في شرح المواضيع الدراسية واعطاء الواجبات، لذا كان من الصعب إدراك وفهم كيفية التعامل مع أساليب الكادر التعليمي والوصول للاستفادة العلمية منهم. وكانت الاختبارات وطريقة التصحيح من التحديات أيضا، فالاختبارات في الجامعة لها أسلوبها الخاص حيث يُستلزم الإجابات الطويلة جدا هذا في حالة أن المادة نظرية، أما بالنسبة للمواد العملية التي تحتوي على مسائل وأسئلة مباشرة فلم أجد فيها صعوبة كون الاجابة على الاسئلة العملية تحتاج حل علمي وليس شرح نظري. أما عن تحديات اللغة فقد وجدت تحدياً في بداية الدراسة في فهم المصطلحات العلمية التي لم أكن أعرفها، فكنت أضطر لقضاء وقت مُستقطع من وقت مذاكرتي في ترجمة وحفظ الكلمات الجديدة باستمرار".


طالب بكالوريوس - ماليزيا

" من التحديات الاجتماعية التي واجهتها فهم الثقافة السائدة في البلد فهناك أكثر من ثقافة، وأسلوب التعامل يختلف من فئة إلى فئة (مالايو، صينيين، هنود) والمجتمع بشكل عام منغلق على الغرباء والأجانب، تحديداً في العاصمة كوالالمبور. الماليزيون غير مبادرين ويأخذ التعامل مع الناس وفهم أسلوب معاملاتهم وقتاً لكي تصل لما تريده. أما تحديات الدراسة وأسلوب المحاضرات والواجبات فقد أخذت وقتا لأعي أنني الآن في مرحلة جامعية ولست في المدرسة، فحضور المحاضرات والواجبات تعتمد عليّ شخصيا، وأنا مراقب نفسي، فالمحاضِر لا يهتم بحضور الطالب أو حلّه للواجبات . أغلب الطلبة درسوا سنة تحضيرية أو دبلوم قبل البكالوريوس، وهذا ساعدهم على فهم المحاضرات بشكل أفضل منّي، عانيت في البداية للوصول إلى مستوى فهمهم؛ لأنني انتقلت مباشرة من المدرسة إلى دراسة البكالوريوس، لذا أنصح وبشدة دراسة سنة تحضيرية أو دبلوم قبل البكالوريوس بحسب التخصص أما تحديات اللغة هي أن اللغة السائدة في ماليزيا هي المالاوية والانجليزية، لكن هناك بعض المحاضرين يشرحون بالمالاوية لكي يفهم الطلاب الماليزيون بشكل أفضل، وحين كنت اطلب من المحاضر أن يعيد بالإنجليزية، ألاقي عدم أريحية من الطلاب وبعض المحاضرين، كما أن كفاءة بعض المحاضرين باللغة الانجليزية ليست جيّدة، وهذا كان ينعكس سلباً على مستوانا كطلبة وافدين في الفهم ؛ ولذلك كانت تحدث مواقف سوء فهم بيني وبين بعض الطلبة والمحاضرين ؛ لعدم تمكّنهم من اللغة الانجليزية بشكل جيّد".


طالبة ماجستير - ماليزيا

" شعب ماليزيا مسالم وماليزيا بلد مريح وغير متكلف أبدا ، ولم أتعرض -في البداية- لأي مضايقات أو عنصرية. لكن بعد فترة وبسبب كثرة العرب في ماليزيا وحدوث شغب ومشاكل من قبلهم، أصبحت المعاملة مختلفة عّما قبل. ومن أهم التحديات الاجتماعية صعوبة تكوين صداقات بسهولة معهم، فوجدت أنه من الأسهل التواصل وتكوين صداقات مع الأجانب من جنسيات أخرى. وبالنسبة لتحديات الدراسة وأسلوب المحاضرات والواجبات لم أجد صعوبة في موضوع اللغة؛ لان الدراسة كلها باللغة الانجليزية ولغتي الإنجليزية جيدة من المدرسة. في البداية كنّت اشعر أن الطلاب متقدمون عليّ بمستواهم الدراسي، لكن -في الأخير-كان الوضع جيدا وتقدمت بالدراسة إلى مستوى عالي".


طالبة ماجستير - الهند

"بالنسبة للتحديات الاجتماعية كان أول تحدي هو صعوبة التأقلم مع الحياة والمجتمع الجديد، فكل شي مختلف عن مجتمعي وأخذت وقتا طويلا حتى شعرت بالاستقرار حيث كنت اشعر في الشهور الاولى أني دخيلة على المجتمع وغريبة لا اعرف العادات ولا التقاليد ولا كيفية التعامل مع المجتمع الجديد. ومن ضمن التحديات الاجتماعية هي معاملة الناس لك كعربي سواءً من العامة أو في الدوائر الحكومية، حيث يعتقدون أن العرب كلهم أغنياء، ويتصرفون معهم على هذا الأساس. التحديات الدراسية التي واجهتها هو كمية الواجبات والأبحاث اليومية، فقد يستغرق أداء واجب واحد كتابة أكثر من خمسين صفحة، كما كنت اشعر أنهم يعاملوننا كطلبة مدرسة وليس كطلبة ماجستير من ناحية اللبس الموحد والحضور الإلزامي كل أيام الأسبوع. أما تحديات اللغة فكانت لغة الدراسة هي اللغة الإنجليزية، ولكنني واجهت مشكلة اللهجات وعانيت في التواصل مع الاشخاص وكذلك في فهم المحاضرات -خاصة في الشهور الأولى- فلم أكن افهم من المحاضرة إلا ربعها؛ بسبب اختلاف اللهجة في لغتهم الانجليزية".


طالب بكالوريوس- بريطانيا

"بالنسبة لي، أهل بريطانيا كانوا بغاية اللطف والأدب في التعامل، ولم أتعرض لأي مضايقات أو عنصرية. لكن في المقابل ليسوا ودودين جداً. من أهم التحديات الاجتماعية التي واجهتها هي العزلة الاجتماعية مع اهل البلد بسبب ثقافة الشرب في بريطانيا وخاصة عند طلاب السنة الأولى، فهم يحتفلون بشكل شبه يومي طوال السنة ؛ لأن أول سنة دراسية في الجامعة لا تحتسب في المجموع الكلي عند التخرج ؛ فيقضون هذه السنة باحتفالات شبه يومية ،وعندما كنت أحاول الاندماج مع أهل البلد كانت هذه الثقافة تقع حاجزا بيني وبينهم ، فأكثر الاحتفاليات كانت تقتصر على الشرب، ورغم تفهمهم بأني لا اشرب وعدم إجبارهم أو احراجهم لي اطلاقا، الا أنى كنت اشعر بأني لا أنتمي للجو العام ؛ مما جعلني أشعر بالعزلة الاجتماعية وعدم قدرتي على تكوين علاقات صداقة ناجحة مع أهل البلد. وفي المقابل وجدت أنه من الأسهل التواصل وتكوين صداقات مع الأجانب من جنسيات أخرى؛ لكونهم أكثر وداً ولتقبلهم لتنظيم فعاليات أكثر ملائمة للجميع. أيضاً تمثلت بعض التحديات الاجتماعية في الانظمة وطرق التعامل المختلفة، عن التي كنت استخدمها في بلدي والاعتياد على أنظمة جديدة مغايرة. أمثلة على ذلك، أنظمه المعاملات الورقية، و-احترام الطابور- أحد الثقافات المقدسة في بريطانيا".


طالب ماجستير - المانيا

"التحديات الاجتماعية التي واجهتها كانت العنصرية نحو الأجانب خصوصا من قبل كبار السن، سواءً بالتلفظ أو بالعنف الجسدي من قبل بعض العنصريين. أيضا صعوبة الاختلاط بالألمان بسبب انغلاقهم مع بعضهم البعض، فحتى في الجامعة يفضل الطلاب الألمان أن يكونوا مع بعضهم بعيداً عن الأجانب.

أما بالنسبة لتحديات الدراسة فكان أسلوب المحاضرات جديداً بالنسبة لي -خصوصا- أن البروفسور يتوقع من الطالب قيامه بمعظم المجهود؛ حيث يعطي للطلاب المراجع، والشرائح الباوربوينت وعليهم التبحر والبحث بأنفسهم ، وهو ما لم أتعود عليه في بلادي حيث كان المنهج محدد ا، ويقوم الدكتور بشرح كل محتوى المادة بالتفصيل. أما تحديات اللغة كلغة دراسة لم تكن مشكلة بالنسبة لي؛ لأني كنت أدرس باللغة الإنجليزية، ولكن لغة البلد كانت ومازالت التحدي الأكبر بسبب عدم قدرتنا الاحتكاك المباشر مع الألمان إلا في حدود ضيقة في أمور الحياة اليومية كالبقالة أو المستشفى أو المخبز. أما كصداقات وجلسات مع الطلبة الألمان فغير شائع، لذا لا نتحدث فيها باللغة الألمانية".


طالب بكالوريوس - فرنسا

"أهم التحديات الاجتماعية كانت في اختلاف العادات من حيث تنظيم الحياة اليومية والواجبات، الانفتاح الثقافي، العلاقات مع الاخرين الاكثر تحفظا المبنية على المنفعة أكثر من الصداقة لغرض الصداقة، انكسار الحواجز الاجتماعية مثلا بين الطالب والاستاذ. أما تحديات الدراسة، فتمثل في المستوى العالي للطلاب والذي يعتمد على ثانوية متخصصة. من ناحية المحاضرات شكل التحدي ان اليوم الدراسي كان يبدأ في الثامنة صباحا وينتهي في السابعة مساءا، كثافة في المناهج، الاعتماد الكلي على الذات في البحث عن المراجع وهذا ما لم نتعود عليه في بلادنا. إلى جانب تحديات اللغة حيث ان اللغة الفرنسية غير متداولة في بلادي لذا كان يجب ان تعلمها من الصفر في فترة قصيرة للالتحاق بالمستوى الجامعي وهذا شكل تحدي كبير، خصوصا بالنسبة للغة بقدر تعقيد اللغة الفرنسية".


دكتورة أروى الأرياني

أستاذ مشارك - تكنولوجيا المعلومات

باحث علمي مستقل


أضغط هنا " Dr. Arwa Aleryani-Blog " لتسجيل متابعة، حتى يصلك الجديد من المدونة الأكاديمية.







1,601 views0 comments

Comments


bottom of page