top of page
Search

الذكاء الاجتماعي: مفتاح النجاح في العلاقات الإنسانية

  • Writer: Dr. Arwa Aleryani
    Dr. Arwa Aleryani
  • Feb 18
  • 4 min read

الذكاء البشري هو القدرة على التعلم، والفهم، والتكيف مع المواقف الجديدة، وحل المشكلات، والتفكير المنطقي، والإبداع، والتفاعل الاجتماعي بفعالية.


أنواع الذكاء البشري


أنواع الذكاء البشري متعددة وقد صنّفها عالم النفس هوارد غاردنر في نظريته "الذكاءات المتعددة"، والتي تشير إلى أن الذكاء ليس مجرد قدرة واحدة (مثل الذكاء المنطقي أو الأكاديمي) بل يتكون من عدة أنواع مختلفة، منها:

  1. الذكاء اللغوي: هو القدرة على استخدام اللغة بشكل فعال، مثل الكتابة، التحدث، وحفظ المعلومات ومثال على ذلك الشعراء، الكتّاب، الصحفيون، المتحدثون البارعون.

  2. الذكاء المنطقي-الرياضي: هو القدرة على التفكير المنطقي وحل المشكلات الرياضية والعلمية ومثال على ذلك العلماء، المهندسون، المحاسبون، المبرمجون.

  3. الذكاء البصري-المكاني: هو القدرة على تخيل الأشكال والصور والتعامل مع الأبعاد والفراغ ومثال على ذلك الرسامون، المصممون، المهندسون المعماريون، الطيارون.

  4. الذكاء الجسدي-الحركي: هو القدرة على التحكم في حركة الجسم والتفاعل مع الأشياء بمهارة ومثال على ذلك الرياضيون، الراقصون، الجراحون، الحرفيون.

  5. الذكاء الموسيقي: هو القدرة على إدراك الأصوات والإيقاعات وتأليف الموسيقى. مثال على ذلك الموسيقيون، الملحنون، المغنون.

  6. الذكاء الاجتماعي وهو القدرة على فهم الآخرين والتفاعل معهم بفعالية ومثال على ذلك القادة، المعلمون، المفاوضون، العاملون في العلاقات العامة.

  7. الذكاء الشخصي (الذاتي): هو القدرة على فهم الذات، التحكم في المشاعر، وتحديد الأهداف الشخصية ومثال على  الفلاسفة، المستشارون النفسيون، القادة الروحيون.

  8. الذكاء الطبيعي (البيئي): هو القدرة على التفاعل مع الطبيعة وفهم الأنظمة البيئية والحيوانات ومثال على ذلك علماء الأحياء، المزارعون، عشاق الطبيعة.

  9. الذكاء الوجودي: هو القدرة على التفكير العميق في القضايا الوجودية والمعنى الروحي للحياة ومثال على ذلك الفلاسفة، العلماء الدينيون، القادة الروحانيون.

 

مفهوم الذكاء الاجتماعي


الذكاء الاجتماعي (Social intelligence) هو القدرة على التفاعل بمهارة مع الآخرين، وفهم مشاعرهم ودوافعهم، والاستجابة بطرق مناسبة تعزز العلاقات الإيجابية. يُعرّفه عالم النفس إدوارد ثورندايك بأنه "القدرة على فهم الرجال والنساء، والتصرف بحكمة في العلاقات الإنسانية". ويعد جزءًا أساسيًا من الذكاء العاطفي، الذي يشمل القدرة على إدراك العواطف وإدارتها.


أهمية الذكاء الاجتماعي


يمتلك الذكاء الاجتماعي تأثيرًا كبيرًا على مختلف جوانب الحياة، ومن أبرز فوائده:

  • يساعد في بناء علاقات قوية ومتينة مع العائلة، والأصدقاء، والزملاء.

  • يلعب دورًا أساسيًا في تطوير مهارات القيادة، وحل المشكلات، وإدارة فرق العمل.

  • يساهم في تحسين الحالة النفسية وتقليل التوتر والقلق من خلال التفاعل الإيجابي مع الآخرين.

  • يساعد في التأثير على الآخرين (التفاوض والإقناع) بطريقة إيجابية وتحقيق الأهداف المشتركة.


مهارات الذكاء الاجتماعي


لكي يكون الفرد ذكيًا اجتماعيًا، يحتاج إلى تطوير عدة مهارات أساسية، منها:

  • الاستماع الفعّال والقدرة على الإنصات باهتمام إلى الآخرين دون مقاطعة، وإظهار التفهم لمشاعرهم وأفكارهم.

  • التعاطف والقدرة على وضع النفس في مكان الآخرين وفهم مشاعرهم وظروفهم.

  • التواصل الفعّال ويشمل القدرة على التعبير عن الأفكار بوضوح، واستخدام لغة الجسد بشكل إيجابي.

  • الوعي الاجتماعي وإدراك التغيرات في المشاعر والتفاعل وفقًا للسياق الاجتماعي.

  • القدرة على إدارة النزاعات وحل المشكلات بطريقة ودّية وتحويل الخلافات إلى فرص للتفاهم.


كيفية تطوير الذكاء الاجتماعي


يمكن لأي شخص تحسين ذكائه الاجتماعي من خلال اتباع بعض الخطوات العملية، مثل:

  • تطوير مهارات الاستماع والتركيز على ما يقوله الآخرون دون تسرع في الحكم.

  • ممارسة التعاطف ومحاولة فهم مشاعر الآخرين ومساعدتهم عند الحاجة.

  • تحسين لغة الجسد والانتباه إلى تعابير الوجه وحركات اليدين للحفاظ على تواصل إيجابي.

  • التفاعل في البيئات الاجتماعية والحرص على  المشاركة في الأنشطة الجماعية والتواصل مع مختلف الأشخاص.

  • التعلم من المواقف وتحليل التفاعلات الاجتماعية السابقة والاستفادة منها في تحسين التواصل المستقبلي.

 

تأثير وسائط التواصل الاجتماعي على الذكاء الاجتماعي


وسائط التواصل الاجتماعي أداة قوية يمكن أن تكون داعمة أو معيقة للذكاء الاجتماعي حسب طريقة استخدامها. التوازن هو المفتاح للاستفادة منها دون التأثير سلبًا على مهارات التفاعل الاجتماعي. وسائط التواصل الاجتماعي لها تأثير مزدوج على الذكاء الاجتماعي، إذ يمكن أن تسهم في تطويره أو إضعافه حسب كيفية استخدامها. من التأثيرات الإيجابية والسلبية التالي:

التأثيرات الإيجابية

  • توفر وسائل التواصل فرصة للتفاعل مع أشخاص من ثقافات وخلفيات مختلفة، مما يعزز الوعي الاجتماعي والقدرة على فهم الآخرين.

  • تمنح الأفراد مساحة لمشاركة آرائهم وأفكارهم وتطوير القدرة على التعبير بطريقة واضحة.

  • تساعد في تنمية الذكاء الاجتماعي من خلال المحتوى التعليمي عن مهارات التواصل والتفاعل الإنساني.

  • تتيح الفرصة لدعم الآخرين والتعاطف معهم في الأوقات الصعبة، سواء عبر المنشورات أو المحادثات المباشرة.


التأثيرات السلبية

  • تقليل التواصل الحقيقي حيث يؤدي الاستخدام المفرط لمنصات التواصل إلى تراجع مهارات التفاعل الواقعي، مثل لغة الجسد ونبرة الصوت.

  • يخلق التواصل الرقمي أحيانًا علاقات سطحية تفتقر إلى العمق العاطفي والمصداقية.

  • رغم التواصل الافتراضي، قد يشعر الأفراد بالوحدة والعزلة عند الاعتماد الزائد على الوسائل الرقمية بدل التفاعل الحقيقي.

  • انتشار السلوكيات السلبية مثل التنمر الإلكتروني، مما قد يؤثر على الذكاء الاجتماعي ويقلل من التعاطف والتفهم للآخرين.

 

كيف نحقق التوازن؟

  • استخدام وسائل التواصل بوعي، وتخصيص وقت للتفاعل الواقعي.

  • تعزيز المهارات الاجتماعية الحقيقية من خلال اللقاءات المباشرة.

  • الاستفادة من المحتوى الإيجابي والتعليمي على الإنترنت.

 

 

الشخصيات المشهورة والتي تتمتع بالذكاء الاجتماعي


هناك العديد من الشخصيات التاريخية والحديثة الذين يتمتعون بذكاء اجتماعي استثنائي، وقد استخدموه في القيادة، التأثير، وبناء العلاقات. ومن أشهر الشخصيات العربية والشخصيات الأجنبية التالي:

 

الشخصيات العربية

الرسول محمد بن عبدالله (ﷺ) : كان يتمتع بذكاء اجتماعي عظيم، حيث استطاع توحيد القبائل العربية، وإدارة العلاقات بحكمة، والتواصل بفعالية مع الناس. أسلوبه في الحوار، التسامح، والقدرة على احتواء الآخرين جعله رسولا وقائدًا محبوب ومؤثرًا.

صلاح الدين الأيوبي: اشتهر بحنكته في إدارة العلاقات السياسية والعسكرية، وكان يحظى باحترام حتى أعدائه. كان لديه قدرة فائقة على كسب تأييد الناس، مما ساعده على توحيد المسلمين ضد الصليبيين.

جمال عبد الناصر: القائد السياسي المصري، استخدم ذكاءه الاجتماعي في التأثير على الجماهير وكسب دعم الشعب المصري والعربي. كان خطيبًا بارعًا، واستطاع بناء علاقات قوية على المستويين المحلي والدولي.

نجيب محفوظ: الكاتب المصري العالمي، استخدم ذكاءه الاجتماعي في فهم المجتمع المصري ونقل قضاياه من خلال الرواية. استطاع التأثير على الأجيال من خلال كتاباته العميقة والواقعية.

أحمد الشقيري: الإعلامي السعودي، استخدم ذكاءه الاجتماعي في إيصال رسائل التغيير الإيجابي للشباب العربي. أسلوبه البسيط والمقنع جعله مؤثرًا في الإعلام الحديث.

 

الشخصيات الأجنبية

نيلسون مانديلا (Nelson Mandela):  قائد سياسي واجتماعي بارز، استطاع توحيد شعب جنوب إفريقيا بعد عقود من التفرقة العنصرية. كان يتمتع بقدرة مذهلة على التفاوض، التسامح، وفهم الآخرين، مما ساعده على بناء المصالحة الوطنية.

مهاتما غاندي (Mahatma Gandhi): قائد حركة الاستقلال الهندية، اشتهر بأسلوبه السلمي في المقاومة. استخدم ذكاءه الاجتماعي في التأثير على الجماهير وإلهامهم لتحقيق الحرية من الاستعمار.

أوبرا وينفري (Oprah Winfrey) : إعلامية ومقدمة برامج، استخدمت ذكاءها الاجتماعي في التواصل مع الناس والتأثير على الملايين من خلال قصص ملهمة. قدرتها على فهم مشاعر الآخرين وجعلهم يشعرون بالراحة كانت مفتاح نجاحها.

 

 

الخلاصة


يعد الذكاء الاجتماعي مهارة ضرورية تساهم في بناء علاقات ناجحة وتحقيق التوازن في الحياة. من خلال تطوير مهارات التواصل، والتعاطف، والوعي الاجتماعي، يمكن للفرد تحسين جودة حياته الشخصية والمهنية. لذا، فإن الاستثمار في تنمية الذكاء الاجتماعي يعد خطوة مهمة نحو النجاح في العلاقات الإنسانية.


دكتورة أروى يحيى الأرياني

أستاذ مشارك - تكنولوجيا المعلومات

باحث ومستشار أكاديمي

 

 " لتسجيل متابعة، حتى يصلك الجديد من المدونة الأكاديمية أضغط هنا  Dr. Arwa Aleryani-Blog


لمزيد من المعلومات استمع للفيديو التالي:

 


 






 
 
 

Comments


  • Black Facebook Icon
  • Black LinkedIn Icon
  • Black Twitter Icon

© 2019 by Arwa. Y Aleryani PhD

bottom of page