عندما سمعت لأول مرة منذ سنوات كثيرة مضت كلمة "التعلم" كمصطلح حديث وبديل لكلمة التعليم، ارتبط المصطلح بذهني بمجال التعليم الذاتي الذي يتم من دون وجود مدرس. وبالطبع كأي مصطلح حديث يصل للجامعات العربية يبدأ الكل استخدامه بشكل مفرط دون استيعابه أو فهمه بشكل مناسب لخصوصية بيئة الجامعات العربية. ومر المصطلح بكثير من التعريفات والاجتهادات إلى أن تبلور المفهوم بشكل لا باس فيه.
يبدأ التعليم الإلزامي لمدة 12 سنة يسير خلالها الطالب في طريق مرسوم مسبقا ووفق خطة محددة غير مكتوبة ولا يبدأ أي نقاش فيها إلا عند تحديد القسم العلمي أو الأدبي مع اقتراب الطريق من نهاية مرحلة المدرسة. خلال هذه المرحلة الهامة من حياة الطالب يتلقى فيها العلم ربما كما تلقاه أبويه في الماضي وربما نفس المنهج ويكون الهدف واضح عند الأغلبية العظمى من طلاب المدارس وهو دخول الجامعة. ويتلقى أغلب الطلاب تسريبات من أولياء أمورهم بما يجب أن يحلمون بدراسته ويظل لقب دكتور أو مهندس هو طموح الأهل قبل الطالب.
بصرف النظر عن الظروف التي تتحكم بمستقبل بعض من هؤلاء الطلاب، فأن المحددات التي تدفع الأغلب منهم لتخصص ما دون غيره في الجامعات تكون إما لأنها مطلوبة في سوق العمل دون تأكدهم من حاجتهم الذاتية لها، وإما لتحقيق حلم الأب متجاهلين أحلامهم الخاصة، أو أن المعدل في الثانوية هو الذي يحدد في النهاية التخصص ويفرضه. وبالطبع هناك من يلتحق بتخصص ما لرغبة ذاتية. تنتهي مرحلة الجامعة بكل ما تحمله من تنوع بالخبرات، نجاحات، صعوبات، تغيير تخصص وغيرها.هناك من يلتحق بتخصص ما لرغبة ولكن يتجه الأغلب للجامعات ويدخلون تخصصات مختلفة أما لان سوق العمل يحتاج لها، ودون أن يتأكدوا إذا كانوا هم أنفسهم محتاجين لها أو لتحقيق حلم الأب متجاهلين احلامهم الخاصة أو لقيود المعدل في الثانوية وبالطبع يدخل البعض لرغبة خاصة في دراسة تخصص معين. تنتهي مرحلة الجامعة بكل ما تحمله من تنوع بالخبرات، نجاحات، صعوبات، تغيير تخصص وغيرها.
وحتى هذه المرحلة يظل القطاع الأوسع من الطلاب مسير ووفقا لما هو متبع ومعتاد ومألوف ومستحسن و ...الخ. وبعدها يتجه البعض للعمل ويواصل البعض دراسات عليا ويتعثر البعض هنا وهناك في البحث عن عمل.
الذين يواصلون دراسات عليا قد يكون الحافز واضح لدى البعض بينما يعتبر البعض منهم أن هذا سيأهله لفرص أفضل في العمل ويرغب البعض بالدراسات العليا في الخارج كفرصة للخروج من البلد واستكشاف العالم وغيرها من الدوافع.
وإلى هنا نحن نتحدث عن التعليم وهو المسار المحدد بدقة وضمن بيئة واضحة وقوانين وقيود مكانية وزمانية والتزام واضح لا دخل ولا مراعاة فيه لأي من الظروف والإمكانية الخاصة بكل طالب (إلا فيما ندر).
قوالب العلم وفضاء المعرفة
يدور بين الطلاب عادة عند انتهاء الامتحانات عبارات كثير مثل " الامتحان جاء من خارج المقرر المحدد للامتحان" أو "الامتحان بسيط...لقد قضيت الليل ادرس كل المقرر دون فائدة" أو " الأسئلة تعجيزية ... الهدف رسوبنا" أو غيرها وهذا يعكس ما يفكر فيه الطالب من ان المادة العلمية ماهي إلا قالب تتحدد أهميته فقط لتجاوز الامتحان ولا فائدة منه بعد ذلك لدرجة ان البعض يتوقع أنه لا شك سينسي كل ما درسه بمجرد ان يتخرج باعتبار إن الهدف أنتهى وهو التخرج. كما يميل كثير من الطلاب إلى مفهوم غريب " اريد ان أنهي الجامعة واحصل على شهادة ومن ثم سوف ادخل معهد للتدريب وادرس لغة انجليزية واطور نفسي". كأن الجامعة صرح جامد يوزع شهادات فقط وليس صرح شامخ يوجه للعلم والمعرفة ويضم المدرسين والمكتبات والمعامل والجهد والعمل ومن هنا يعمل هذا المفهوم على خلق التعثر لدى بعض الطلاب لأنه يؤجل بناء شخصية طالب العلم ويضيع الفرصة للتعلم والاستكشاف خلال الدراسة الجامعية.
التعلم خارج المسارات المحددة
نأتي الأن للتعلم، يحظى بعض الطلاب خلال مسيرة المسار المحدد بأولياء أمور متفهمين لطبيعة وميول أولادهم وتوجهاتهم العلمية أو بمدرسين متيقظين لتميز بعض الطلاب أو عزوف أخرين عن نوع معين من العلم، هؤلاء الطلاب هم أكثر حظا في إدراك معنى التعلم.
قد يفهم البعض أن التعلم هو كل ما يتم تعلمه دون وجود معلم، أعتقد أنه مفهوم قاصر وظالم لدور المعلم، التعلم هو كل ما يسعى له طالب العلم (أياً كان عمره) من تعلم بدافع الرغبة والاستعداد والمتعة والاستكشاف، وهذا يتم من أي مصدر كان ومن ضمن وأهم هذه المصادر "المعلم". المعلم قد يكون موجود أمام الطالب وقد يكون على شاشة في برنامج تعليمي أو من خلال روابط اليوتيوب أو غيرها من مصادر المعرفة وقد يظهر المعلم بشخصه أمام الطالب أو فقط بالصوت ولوحة الشرح، وقد تظهر فقط الكتابة التي تمت مسبقا بواسطة المعلم.
إذن اتفقنا أن المحرك الرئيسي للتعلم هو حافز ذاتي ينبع من أعماق طالب المعرفة. وهذا يجعلنا نتأكد ان التعلم غير مربوط بثورة المعرفة وإتاحة كل هذه المعلومات بضغطة زر، ولكنه موجود منذ ان تواجد الأنسان على ظهر هذه الأرض. وكم نقرا ونسمع عن علماء في مجالات مختلفة، ماذا كان يميزهم؟ أهم ما كان يميزهم هو القراءة والتي كانت متاحة في ذلك الزمن في معارف مختلفة وبشغف وحب للعلم إلى جانب التجربة والاستكشاف. ليس مجال المقال هنا التحدث عنهم ولكن من الضروري أن نقرأ عنهم ونتعلم من مسيرة حياتهم أي أن كان مجالهم العلمي والذي بالغالب كان متنوع.
وبالطبع عصرنا هذا فتح الأبواب على مصراعيها أو يمكن القول أزالها تماما من أمام طلاب العلم. ونعود للتذكير بأول عبارة في هذا المقال، وهي " ان بعض المصطلحات تصل للجامعات العربية وبالتالي للمجتمع العربي من الخارج ويبدأ بتداولها دون أن يستوعبها ويهيئ الشباب لاستقبالها بطريقة مناسبة ومفيدة لهم.
جاء تطور الانترنت والتطبيقات المتنوعة لصالح العلم وأخذ مكانه واحتل مساحة واسعة على الانترنت على شكل تعليم إلكتروني، تعليم عن بعد، تعليم افتراضي، تعليم مجاني، تعلم ذاتي وغيرها من المصطلحات والتي سنتخطاها هنا ونتحدث عن التعلم الذاتي فقط.
حتى يتم الاستفادة من برامج التعلم الذاتي لا يمكن ان يتم فجاءة ولا يمكن ان نعتبر الوقت الكثير الذي يقضيه الشباب على الانترنت هو تعلم ذاتي. التعلم الذاتي هو وعي وإدراك وثقافة اخلاق ومبادئ واهداف وطموح وتحدي، وأكثر من ذلك ، وهذا ما يجب أن يتنبه له الشباب حاليا وما يفترض ان ينمو عليه النشء الجديد حتى تسهل عملية التعلم في مستقبل العالم العربي.
كيف؟
العام 2020 وسونامي العلم
ظهر علينا عام 2020 بشكل استثنائي ومختلف لم يخبره الناس من قبل، ظهر العام 2020 موحد البشرية لمحاربة وباء جائحة كوفيد-19 أو كما عرف وباء كورونا. لن نتحدث هنا عن هذا الوباء ولكننا سنتحدث فيما له علاقة بالتعلم الذاتي والذي اظهره الوباء بشكل صارخ. حجب الوباء الناس في بيوتهم وأغلقت المدارس والجامعات والمعاهد وكل ما له علاقة بالتعليم. ولكن بالمقابل فتحت الجامعات والمراكز العلمية في الدول التي تمتلك جاهزية عالية أبوابها الافتراضية لاستمرار التعليم لطلابها. وهذا يظل موضوع مهم (سبق مناقشته في منشور سابق) ولكنه خارج موضوعنا الحالي وهو التعلم.
ماذا عن البقية خارج أسوار الجامعات التي فتحت؟
في بادرة فريدة من نوعها وبسبب توحد الظرف في العالم بأكمله فتحت الجامعات مكتباتها الافتراضية أمام الجميع ومجانا كما اتاحت كثير من المعاهد والمراكز العلمية والاجتماعية والفنية دورات برسوم مقبولة وبعضها مجانية وهذه الدورات كان للمدرس حضور قوي في إعطاء المحاضرة والرد على المناقشات من خلال اليوتيوب أو غيرها من التطبيقات المناسبة وهنا اتحدث عن الدورات الحرة التي ينظم لها الطلاب من تلقاء أنفسهم ومن أي مكان وليس ما يتعلم بالمسار التعليمي التي تعتبر الجامعة والمدرس ملتزمون فيه. كما وفرت كثير من اللقاءات والنقاشات المباشرة webinars لمناقشة شؤون كثير هنا وهناك بين مهتمين عاديين وعلماء من بقاع جغرافية متنوعة كما استخدمت كثير من التطبيقات التي كانت مهملة لعمل لقاءات واسعة النطاق طرحت كثير من الأفكار والمقترحات.
لا أستطيع تقدير كم من الطلاب العرب والافراد الموجودين في الدول العربية الذين استفادوا من ذلك السونامي العلمي الضخم الذي لا شك فيه جرف كثير من الجهل ونقص المعرفة ولكن أتمنى أن يكون العدد كبير.
ولكن من يفترض أن يستفيد من هذا العرض الرهيب؟ أعتقد طالب المدرسة، طالب العلم، الموظف، أرباب البيوت، المتقاعدين، أصحاب الأعمال الخاصة، بالمختصر فالجميع لديه في هذا المعرض ما يناسب احتياجاته وميوله.
إذن هل فعلا استفاد الجميع؟
مع الأسف كافة هذه المصادر تستلزم جهاز واتصال بالإنترنت (وبالتالي توفر كهرباء) والكم الأكبر من هذه الموارد تستلزم معرفة باللغة الإنجليزية وهذا يظل غير متاحا لدى شريحة لا يمكن تجاهلها في أغلب الدول العربية وخاصة محدودة الدخل وتلك التي تعيش عالم مختلف يلعب النزاع والحروب أدوار البطولة فيها.
ولكن إذا توفر هذا وذاك يبقى الوعي والإدراك لأهمية هذه الدورات والنقاشات في فتح أفاق فكرية كبيرة قد تؤدي إلى مسارات جديدة في حياة الأشخاص. كثير من الطلاب العرب يقيدوا أنفسهم بما يدرسوه أو بما درسوه، كما يقيد الأشخاص بشكل عام بما يعملون، بمعنى يعتقدون إذا كان الموضوع ليس في نفس مجالهم فلا داعي له، كما يتجنب طلاب الجامعات الدخول في نقاشات داخل الصف الدراسي الطبيعي فكيف يمكن ان يناقش في جو افتراضي شبه عالمي.
ولكن من يفترض أن يستفيد من هذا العرض الرهيب؟ أعتقد طالب المدرس، طالب العلم، الموظف، أرباب البيوت، المتقاعدين، أصحاب الاعمال الخاصة، بالمختصر الكل لديه في هذا المعرض ما يناسب احتياجاته وميوله.
إذن هل فعلا استفاد الجميع؟
مع الأسف كافة هذه المصادر تستلزم جهاز ووصول للأنترنت (وبالتالي توفر كهرباء) والكم الأكبر من هذه الموارد تستلزم معرفة باللغة الإنجليزية وهذا يظل غير متاح لدى شريحة لا يمكن تجاهلها في أغلب الدول العربية وخاصة محدودة الدخل وتلك التي تعيش عالم مختلف يلعب النزاع والحروب أدوار البطولة فيها.
ولكن إذا توفر هذا وذاك يبقى الوعي والإدراك لأهمية هذه الدورات والنقاشات في فتح أفاق فكرية كبيرة قد تؤدي إلى مسارات جديدة في حياة الأشخاص. كثير من الطلاب العرب يقيدوا أنفسهم بما يدرسوه أو بما درسوه، كما يقيد الأشخاص بشكل عام بما يعملون، بمعنى يعتقدون إذا كان الموضوع ليس في نفس مجالهم فلا داعي له، كما يتجنب طلاب الجامعات الدخول في نقاشات داخل الصف الدراسي الطبيعي فكيف يمكن ان يناقش في جو افتراضي شبه عالمي.
نقاط تحفيزية – التجربة خير برهان
هذه الدورات واللقاءات قد تكون نقاط تحفيزية تحفز شيء ما في العقل يدرك حينها هذا الشخص أنه يمكن له أن يغير طريقه أو أن يهتم بمجال أكثر تحببا لنفسه أو قد تتضح عنده الرؤية أن إمكانيته ستكون أكثر في هذا المجال أو ذاك القطاع. وحتى تستطيع هذه الحوافز أن تأخذ طريقها لاهتمام الشخص يجب أن يكون الشخص متحرر من القيود الوهمية ويتقبل التضحية بسنوات دراسة في مجال اكتشف فيما بعد عدم رغبته فيه أو قيود عمل قضى سنوات مملة فيه ولكنه كان يتوقع ان هذا ما يتقنه أو أن الوقت مر على التجديد أو أن الناس سيسخرون من اهتمامه الجديد. إذا تحرر الشخص من هذه القيود يمكن له أن يوازن أموره وإعطاء نفسه مجال للتجريب لفترة معينة على الأقل وتقبل كافة الاحتمالات واعتبارها تجربة تضيف له رصيد من المعرفة حتى لو اتضح عدم صحتها. عندما يهتم الشخص بمحور واحد في حياته فأنه اشبه بمن يبني بيت قوي من الاسمنت يتحمل ضغط السنيين ويمكن له أن يرفع البناء طابق بعد طابق ولكن عندما يريد أن يرتاح سيكتشف أن لا شجر زرعها ولا زهور غرسها ولا منبع ماء بناه وسيكتشف أن لا مهارة له لعمل أي من هذه الأشياء التي تنعكس على نفسيه الشخص وتجدد الطاقة فيه.
دورات تجدد هويات
لذا أعتقد أن تنوع الاهتمامات مهم، قد يضحك الطلاب إذا اكتشفوا أن أستاذهم يهتم بزراعة الحديقة أو يتقن الطبخ وقد نستغرب عندما نجد طبيبة تحب الرسم أو الكتابة أو أن العامل بالمصنع يحب التصوير أو العزف على أله موسيقية، هذه الهويات الجميلة تلطف النفس وتدخل البهجة وتخفف ضغط الحياة والمسئوليات وتشعرنا بإنسانيتنا أكثر لذا يجب أن نشجعها في أنفسنا ونشجع من حولنا على اكتشاف مواطن البهجة في حياتهم ومواهبهم والتي دفنها العمل على مر السنيين إلى جانب أن من هذه الهويات ما قد يكون مسار جديد ممتع للشخص عندما يكتشف أن هذا هو ما يريده. والقصة المعتادة عن عدم توفر الوقت ما هي إلا حجة يعطيها لنا التكاسل أو التخوف من ما هو جديد حتى لا نبتعد عن المألوف، فقليل من إدارة جيدة للوقت ستمكننا من عمل الكثير. وأخذت هذه الدورات طريقها للعالم الافتراضي وتم عرض كثير من الدورات التي يمكن من خلالها تعلم أشياء جديدة.
الحجر الصحي هل هو صحي؟
كثير من الناس أثناء الحجر الصحي دخلوا داخل قواقع الرعب وتوقفت حياتهم عند مؤشر stand by ركزوا فقط على قنوات الأخبار وعدد المصابين وعدد الموتى والبعض قضى وقت أكثر هدوء ولكن ممل ووضع انتظار لحركة الحياة للعودة سريعا للروتين المعتاد. والبعض فقد عمل ودخل داخل دوامة الرعب من الآتي وأغلق الرعب عن عيونه أي فرص أخرى تعرض أمامه على العالم الافتراضي.
ولكن هناك الكثير من الناس استفادوا من هذه الدورات أثناء الحجر الصحي وتوقف الاعمال وعاشوا فترة غنية بالتجربة وتجديد الروح والأفكار دون كلفة تذكر ولا شك فيها لو تابعنا الحالات هذه لوجدنا من بدأ طريق جديد مستفيدا من هذه الدورات والتي ما كان ليلتفت لها أثناء وتيرة الحياة المعتادة السريعة.
فرص العمل الجديدة
كثير من الدراسات والأبحاث تتحدث عن متطلبات سوق العمل وفرص الشباب في الالتحاق بوظائف كما يتوقع الخريج وينتظر بلهفة الوالدين. وتمر سنوات ولا يجد كثير من الخريجين وظائف مناسبة وبعضهم لا يجد وظائف أصلا. يتخرج الالاف كل سنة من نفس التخصص في بلد واحد بينما النمو الوظيفي لا ينمو بنفس هذا الحجم وهنا تظهر المشاكل. يرمي الخريجين وكذلك أولياء الأمور المسئولية على الجامعات بينما المسئولية تقع على هؤلاء الخريجين الذين كانوا متلقيين طوال حياتهم العلمية ويريدون البقاء والمواصلة كمتلقيين للوظيفة أيضا.
أين الحل؟ وما العلاقة هذا بموضوعنا التعلم؟
كلما أبقى الطالب عقله مفتوح لكل جديد وكلما ظل طالب علم ونمي معارفه ليس بما يأخذه من مدرسه فقط ولكن من المصادر المتنوعة وليس بالتخصص فقط ولكن في مجالات متنوعة حتى يجد ما يتميز فيه.عندها سيكون لديه فرصة ان يخلق لنفسه عمل، أن يجد ابتكار يستغل فيه التكنولوجيا التي يكون قد تعرف عليها جيد (لا شرط ان يكون تخصصه تكنولوجيا) لابتكار فرصة عمل ربما له فقط أو له ولمجموعة من زملاءه وكما نعرف ان المجال مفتوح ومجاني أو بأقل التكاليف لتأسيس عمل على المواقع الافتراضية لأي مهارة أو خبرة علمية جيدة وجعلها نقطة انطلاق قد تتحول الى عمل ضخم ويأخذ طريقه إلى الأرض ويصبح له مكتب أو شركة وأن كان النشاط سيظل معتمد على العالم الافتراضي أو يصبح مصدر دخل تساعد للتقدم في خطط مستقبلية تحتاج دعم مالي. كما توفر المجال للعمل عن بعد حيث تعرض بعض الشركات فرص لمهارات مطلوبة للعمل عن بعد وهذا يعتبر مسار جيد لمن لديهم الخبرة والمهارات والتعامل مع التكنولوجيا والتنافس العالمي ولكنها بالأخير فرص من الجيد الخوض فيها والتعرف عليها. ومجالات الأعمال الحرة أو مع شركات على الانترنت يجب أيضا أن يتم بحرص واستعداد وفهم ووعي حتى لا يقع الشخص لضحية نصب أو احتيال بالضبط كما يحدث في العالم الواقعي.
لن اضرب الأمثلة لهذه التجارب الناجحة فهي كثيرة ومتنوعة وعلى أي حال موجودة على النت ويمكن للمهتم والمهتم فقط معرفتها وفقا للاهتمام والمجال والميول التي لديه ولكنها تجارب حية عن كيفية خلق فرص العمل وان كنا متفقين ان بناء الشخصية الطموحة وحب الاستكشاف والقدرة على الخروج من منطقة الأمان والتفكير خارج الصندوق وتقبل مواجهة المخاطر والاستعداد لها والتحدي هي المحركات لهذه الفرص والمؤشرات على نجاحها.
دكتورة أروى الإرياني
أستاذ مشارك - تكنولوجيا المعلومات
باحث مستقل
مواقع مهمة
لمتخصصي مجال تكنولوجيا المعلومات الذين يرغبون بخوض التجربة ويطمحون للمنافسة للحصول على عمل يمكن الاطلاع على المقال التالي
ولكافة المجالات دورات تدريبية على المنصة الشهيرة
Comments