top of page
Search
Writer's pictureDr. Arwa Aleryani

التعزيز البشري Human augmentation

Updated: Oct 5, 2021


يتساءل البعض هل بدأت التكنولوجيا بالانتقال إلى جسم الإنسان؟! ويتبادر إلى الذهن هنا التفكير في (التعزيز البشري أو أفلام الخيال العلمي أو أفلام التجسس المثيرة) حيث يكون لدى البطل شريحة مزروعة في يده تمكنه من الاتصال في جميع الأوقات. من المحتمل ألا يكون تطوير التعزيز البشري بعيد المدى حتى الآن، لكن غرس التكنولوجيا في جسم الإنسان سيستمر في التقدم في السنوات القادمة. الهدف من التعزيز البشري هو رفع التحسينات المعرفية والجسدية في التجربة البشرية.

يشير التعزيز البشري عمومًا إلى التقنيات التي تعزز إنتاجية أو قدرة الإنسان، أو التي تضيف بطريقة ما إلى جسم الإنسان نوع من أنواع التمكن، وهذه التقنيات هي مجال من مجالات الحوسبة نشير إليها على أنها زيادة في قدرة الإنسان حيث تحسن أو تستعيد قدرات جسم الإنسان أو العقل؛ والتقدم في مثل هذه التقنيات هو تمكين وتحسين صحة الإنسان ونوعية الحياة والأداء الوظيفي .

وقد أدت التطورات الحديثة في العديد من مجالات تكنولوجيا المعلومات إلى تنوع أكبر في الغرسات والتقنيات الأخرى التي يمكن تصنيفها على أنها زيادة للقدرة أو المقدرة البشرية ؛و يتم إطلاق اسم "الإنسان 2.0." -(Human 2.0) أيضا على التعزيز البشري.


يعتبر التعزيز البشري ضمن الفئة الأكبر لتقنيات الدعم البشري، ويمكن إجراء بعض التصنيفات المختلفة له؛ فهناك – على سبيل المثال - أجهزة وغرسات تساهم في الأجهزة الحسية الأكثر تقدمًا، مثل غرسات القوقعة؛ وهناك أجهزة تقويم العظام أو الأطراف أو العضلات التي يمكن أن تعزز القدرة على الحركة - مثال على ذلك - هو استخدام أنظمة التحكم النشطة لإنشاء الأطراف الاصطناعية ذات الخصائص التي يمكن أن تتجاوز أعلى أداء طبيعي للإنسان . وهناك ثلاثة أنواع رئيسية من التعزيز البشري هي :



النوع الأول: محاكاة القدرات البشرية Replicating Human Ability


يشير هذا النوع من التعزيز البشري إلى تقنية (تكرار القدرات) التي يمكن أن يقوم بها الشخص العادي؛ إنه يكرر الوظائف الموجودة مسبقًا ويوفرها لشخص لا يستطيع القيام بها بمفرده، من أمثلته:


الأطراف الصناعية Naked Prosthetics


شركة تصنع الأطراف الاصطناعية المخصصة للأفراد الذين بترت أصابعهم وهي واحدة من أوائل الشركات المصنعة للأطراف الاصطناعية لتزويد مستخدميها بمستويات عالية جدًا من البراعة.








الرؤية الالكترونية eSight


جهاز مشابه للنظارات يمكن ارتداؤه يوفر للمكفوفين القدرة على رؤية بيئتهم. يحتوي الجهاز على كاميرات في المقدمة تلتقط البيئة بجودة قريبة من العين وتعرضها على شاشة تقع مباشرة أمام أعين مرتديها. تأسست eSight في عام 2006م على يد (كونراد لويس) وهو مهندس كهربائي كندي لديه شقيقتين مكفوفتين، كان دافعه هو بناء جهاز يمكن شقيقاته من الرؤية، والقدرة على العمل، وأداء جميع أنشطة الحياة اليومية تقريبًا بشكل مستقل. تم إطلاق الجيل الأول من الجهاز eSight 1، في أكتوبر وتم إصدار الجيل الثاني eSight 2 في مايو 2015م واحتوى على العديد من ترقيات الأجهزة، بما في ذلك شاشات HD OLED ، واللون المحسن، ودقة الشاشة، وعمر البطارية الأطول؛ وتم إصدار eSight 3 في فبراير 2017م وقد أدرجته مجلة Time eSight في قائمتها لـ "أفضل تقنية لعام 2017م حتى الآن"؛ ثم تم إصدار الجيل الحالي eSight 4 في أوائل عام 2020م .




ترجمة لغة الإشارة MotionSavvy


تتم من خلال منصة تترجم لغة الإشارة إلى كلام والكلام إلى لغة إشارة، وتعمل كمترجم شخصي للصم؛ هذه المنتجات موجهة – حاليًا - نحو الشركات التي يعمل بها موظفون صم، إلا أنها يمكن أن تتوسع في النهاية لتشمل تطبيقات على الهواتف الذكية مما يجعل لغة الإشارة قابلة للتواصل لأي شخص .





النوع الثاني: تحسين القدرات البشرية Supplementing Human Ability


تحسين القدرات البشرية (المستوى التالي من تعزيز القدرات البشرية) يهدف هذا النوع من التعزيز إلى تمكيننا من أداء أنشطة يمكننا أداؤها فعليا من الناحية البشرية، ولكنها تجعلنا أفضل أداءً وأسرع وأكثر إنتاجية وأقوى وأكثر متانة، ومن أمثلته :


الهياكل الخارجية exoskeletons


الهيكل الخارجي المزوَّد بالطاقة والتي تنتجها - حاليا - شركة Sarcos Robotics عبارة عن آلة متحركة يمكن ارتداؤها تعمل بنظام من المحركات الكهربائية أو الأنظمة الهوائية أو الرافعات أو المكونات الهيدروليكية أو مجموعة من التقنيات التي تسمح بحركة الأطراف مع زيادة القوة والقدرة على التحمل مما يسمح برفع ما يصل وزنه إلى 90 كجم وإجراء عمليات دقيقة وتكرار الحركات دون إجهاد.




الساعات الذكية Smartwatch


الساعة الذكية هي ساعة يد، مزودة بشاشة تعمل باللمس ويمكن توصيلها بهاتف عبر البلوتوث أو شبكة WiFi وهناك أيضًا نوع لا يتطلب تشغيلها الاتصال بالهاتف. الساعة الذكية تؤدي مهام أكثر من مجرد معرفة الوقت؛ حيث توفر المزيد من الوظائف التي تشبه وظائف الهاتف الذكي . على سبيل المثال (اللياقة والصحة) حيث تعتبر الساعات الذكية أدوات قيّمة لتتبع اللياقة البدنية. المثال الآخر هو (العثور على الهاتف والمفتاح ) باستخدام ميزة "العثور على هاتفك" على الساعات الذكية، وكل ما تحتاجه للعثور على المفتاح باستخدام ساعتك الذكية هو إرفاق مكتشف مفاتيح متخصص بمفتاحك، وتثبيت تطبيق Key finder على ساعتك الذكية والنقر عليها في أي وقت تحتاج فيه إلى تحديد مكان مفتاحك مع توصيل ساعتك الذكية بهاتف، يمكنك أيضا استخدام الساعة الذكية (لإجراء واستقبال المكالمات الواردة من هاتفك الذكي) إذ تحتوي بعض أنواع الساعات الذكية على منفذ بطاقة sim يسمح للمستخدمين بإجراء واستقبال المكالمات باستخدام ساعاتهم الذكية فقط.

الأهم بالنسبة للساعة الذكية هو (اكتشاف السقوط ومكالمات الطوارئ)، فعندما يكتشف مستشعر السقوط سقوطًا فإنه يُطلق على الفور إنذارًا للمستخدم، وإذا فشل المستخدم في الرد على الإنذار في غضون فترة زمنية قصيرة فإن الساعة الذكية تقوم تلقائيًا بإجراء مكالمة طوارئ للحصول على المساعدة. يمكن أن تكون هذه الميزة مفيدة لكبار السن بشكل خاص الذين غالبًا ما يكونون أكثر عرضة للسقوط.






النظارات الذكية HoloLens 2


النظارة الذكية Hololens هو رأي مايكروسوفت في الواقع المعزز والواقع المختلط باستخدام أجهزة استشعار متعددة، وبصريات متقدمة، ومعالجة ثلاثية الأبعاد تمتزج بسلاسة مع بيئتها، يمكن استخدام هذه الصور المجسمة لعرض المعلومات، أو مزجها مع العالم الحقيقي، أو حتى محاكاة عالم افتراضي. بدأ انتاج النظارات الذكية تحت اسم HoloLens V1 ، الذي تم الإعلان عنه لأول مرة في عام 2015 م ولكنها لاحقا تعرضت لبعض أنواع القصور وتم إيقاف التعامل معها. وبعد ذلك تم إنتاج الإصدار الثاني من HoloLens أو HoloLens 2 المتاح للاستخدام التجاري فقط (لا يوجد إصدار للمستهلك حتى الآن).





النوع الثالث: تجاوز القدرات البشرية Exceeding Human Ability


المستوى الثالث من التعزيز البشري وكما يوحي الاسم هو (تجاوز أو تضخيم القدرات البشرية ) يقدم هذا النوع من التعزيز البشري حلولًا لتجاوز القدرات البشرية. ومع كونها الأكثر إثارة فهي أيضًا الأكثر صعوبة في الحصول عليها؛ و هذا هو السبب في أن معظم هذه التقنيات التي تتجاوز قدرة الإنسان لا تزال في طور التطوير.


الخلاصة


تقدُم التكنولوجيا لا يتوقف ولا نستطيع إدراك فوائدها إلا إذا استخدمناها؛ قد يقول البعض أننا عشنا عقود من الزمن دون هذا التدخل الكبير من التكنولوجيا، ولكن خسر الكثير من البشر من عدم توفر هذه التقنيات في زمنهم! وعموما هكذا هي التكنولوجيا فما نجده الآن طبيعيا كالسيارات والطائرات؛ وما تبعه من تطور لاحق كالإنترنت ووسائط التواصل الاجتماعي، والذي لا نستطيع الاستغناء عنه الان، لم يكن موجود سابقا هو فقط صورة من صور تطور التكنولوجيا التي تصاحبنا منذ القدم والتي تقبلناها أيضا وخدمتنا إلى درجة كبيرة. والآن نتجه نحو تكنولوجيا شريكة في حياتنا أكثر! والسؤال الأهم " هل نشارك في هذا التقدم الضخم مشاركة فعلية في معامل بناء المستقبل؟ أم سننتظر الفوائد فقط؟".


المصادر




دكتورة أروى الأرياني

أستاذ مشارك - تكنولوجيا المعلومات

باحث ومستشار أكاديمي مستقل

أضغط هنا " Dr. Arwa Aleryani-Blog " لتسجيل متابعة، حتى يصلك الجديد من المدونة الأكاديمية.














48 views0 comments

Comments


bottom of page