تمهيد
البحث العلمي من المهام التي يفترض الانخراط فيها لكافة الطلاب من المدرسة إلى طلاب الدكتوراه وما بعد الدكتوراه. لأن البحث العلمي يعني بالاستكشاف والاطلاع وهذا يفتح مدارك الطلاب ويعلمهم البحث عن المعلومة والتفكير الناقد لها.
وإذا لم يكن من المتوقع من طلاب المدرسة وأحيانا طلاب الجامعة مرحلة ما قبل الماجستير أن ينجزوا بحث أصيل ويضيفوا للمعرفة عمل جديد فأنهم لا شك مطالبين بعمل أبحاث مرجعية والتي تعتمد على البحث ومعرفة إلى ماذا توصل الباحثين في مجال معين. أو عمل دراسة مقارنة بين طريقتين أو تطبيقين أو غيرها بهدف استكشاف الفروق والمميزات والعيوب. كما يمكن لهم عمل استطلاع لموضوع معين بشكل مبسط. وبكل الأحوال تبدأ أول خطواتهم نحو البحث العلمي وعلى المشرفين عليهم توجيههم نحو الكتابة العلمية والأمانة العلمية وتعليمهم معنى الاقتباس والانتحال والحقوق أو الملكية الفكرية للأخرين.
كثير من طلاب المدارس وبعض طلاب الجامعات يعتمدوا في تسليم الأبحاث المقررة عليهم ضمن مقررات معينة على فكرة "نسخ ولصق". وقد ساعدتهم بذلك توفر الانترنت والحصول على مراجع متاح فيها النسخ. ولكن الانترنت قدم الكثير جدا من الأبحاث متاحة الوصول وبنفس الوقت قدم كثير من البرامج التي يمكن ان تكشف السرقات العلمية ببساطة.
من الطبيعي جدا ومن الضروري على الباحثين الاستشهاد من أبحاث سابقة أما لدعم فكرتهم أو لنقاش نقاط القوة أو الضعف أو غيرها من الأسباب. يحاول الباحثين الصعود من ما وصل إليه الأخرين في مجال بحثهم والبناء عليه ولذا فهم يستشهدوا بكثير من الأبحاث وهنا تأتي أهمية الكلمات التالية الاقتباس – الانتحال – السرقة العلمية – الملكية الفكرية.
يجب أولا أن نكون على ثقة أن هناك حقوق ملكية للباحثين وهي الملكية الفكرية، فعندما يصل باحث إلى حقيقة معينة فأنه لا شك يفضل من كل من سيستعين فيها أن يرجعها إلى مصدرها وهو البحث الأول، كما يمكن أن تكون أنت اليوم أو مستقبلا لا تتمنى أن تجد عملك مشاع دون إشارة لجهودك في التوصل إليه. إذا آمنا بحقوق الباحثين الفكرية فأننا سنفضل أدراك الفرق بين الاقتباس والانتحال لتجنب ما يسمى السرقة العلمية.
الاقتباس بتعريف بسيط هو الاستشهاد ببعض الحقائق التي توصل لها باحث أخر في نفس مجال البحث الذي تعمل عليه. والاقتباس ضرورة حتمية في البحث العلمي لأنك قبل أن تبدأ بحثك يجب أن تتعرف على أعمال الباحثين في هذا المجال حتى لا تكرر ما عملوه ولكن تبني على ما قد تم سابقا أو تحقق فيما تم سابقا بوجود حقائق جديدة تؤكده أو تنسفه.
كيف نقتبس من الاخرين مع حفظ حقوقهم العلمية ببساطة نفهم ما كتبوه ونعيده بأسلوبنا الخاص ونضع امامه المصدر الذي أخذنا منه هذه المعلومة. أما إذا كانت تعريف معين أو صيغة محددة فيمكن أخذها كما هي ووضعها بين " "، إلى جانب وضع المصدر بعدها. وهذا تعريف سريع ولكن التوسع في فهم الموضوع ومعرفة الأنواع سوف نشارك بعض المقالات الموجودة على الانترنت.
أما الانتحال هو عندما نأخذ معلومة توصل لها باحث آخر ونضعها في بحثنا دون اشارة لصاحب البحث الأصلي فتظهر كما لو أنها من نتائج عملنا.
الأمانة العلمية بين الاقتباس والانتحال
تقتضي الأمانة العلمية عند الحصول على البيانات أو المعلومات من مصدر معين أن تتم الإشارة الى مؤلف المصدر حفاظا على حقوق الغير. كما تتيح المجال أمام القارئ للرجوع الى مصدر المعلومة من أجل الحصول على قدر كافي في حالة الرغبة في الاستزادة. توثيق مصدر المعلومة يعتبر دليلا قاطعا على حسن اطلاع الباحث العلمي وتتبعه للعديد من الدراسات السابقة. مع كتابة تاريخ المصدر تعرف الباحث العلمي والقراء والمناقشين على مدى حداثة البيانات الواردة في البحث العلمي من خلال كتابة تواريخ النشر الخاصة بالمراجع. أخيرا يعتبر التوثيق مصدر مهم للمعلومات بالنسبة للباحثين الذين ينتمون الى ذات التخصص في حالة الرغبة في الحصول على معلومات في نفس المجال.
لمعرفة الأمانة العلمية يمكن الاطلاع على المقال التالي: الأمانة العلمية في الرسائل الجامعية
الفرق بين الاقتباس والانتحال والسرقة العلمية
الاقتباس Quoting
يعتمد الباحث ـ أيًا كان مجال تخصصه ـ في أثناء العملية الإبداعية على أفكار أنتجها باحثون آخرون، ويرتكز على الموروث الثقافي المتراكم والمتطور الذي تم في مجال بحثه. وتتطلب الأبحاث العلمية الأكاديمية المتخصصة في جزء كبير منها الاعتماد حول التعريف على ما أنجزه السابقون. وقد أثار ذلك في السنوات الأخيرة جدال حول حقوق الملكية الفكرية، وكيفية المحافظة على حق المبدع كمالك أول للأفكار الجديدة، وسنت قوانين لمجابهة السطو العلمي، لكنها ظلت قاصرة أمام تعدد أشكال السطو، وكثرة وسائله. وللحفاظ على حقوق الملكية الفكرية يجب البد ـ وقبل كل شيء ـ تفعيل فضيلة الأمانة، التي تحتم ـ كخلق شدد عليه ديننا الحنيف والأخلاق العلمية المتعارف عليها.
وإذا كان لديك صعوبة في لعادة الصياغة باللغة الانجليزية يمكن ان تستعين بهذا البرنامج والذي يمكن استخدامه مجانا استخداما محدود ويمكن دفع الرسوم إذا رغبت باستخدام كافة مميزاته. وبكل الأحوال يجب عليك ان تعتبر لبرنامج بمثابة مدرب تستفيد منه وتعيد قراءة ما صاغه حتى تتطور لديك إمكانية إعادة الصياغة.
الانتحال Plagiarism
يعتبر الانتحال العلمي أو من أكثر الظواهر انتشارا في الأوساط الأدبية والعلمية، وأكثرها إساءة إلى الأمانة العلمية التي من المفترض توفرها في الباحث العلمي. يجب ان تكون على علم ان بعض الجامعات قد تلغي لك البحث بالكامل إذا تم كشف عملية انتحال في بحثك كما تقوم بعض الجامعات بطردك ووضعك على القائمة السوداء والتي ستعيق التحاقك في جامعة أخرى. ويجب أن تكون على علم أن كشف الانتحال يتم ببساطة أحيانا فقط بوضع جملة من الملخص على محركات البحث فيظهر لك البحث المأخوذ منه بكل سهولة.
السرقة العلمية
أما السرقة العلمية فهي جريمة تنتهي بها حياة الباحث المهنية ويقصد بها عندما تأخذ مقالة معينة وتغيير العنوان وبعض العبارات والتنسيق أو ترجمتها إلى لغة أخرى وتضع اسمك عليها وتقوم بنشرها على موقعك البحثي أو أرسالها لمجلة علمية أو لمشرفك. يتم اكتشاف السرقة ببساطة وعندها تقع عليك العقوبة وفقا لقوانين الجهة التي تعاملت معهم.
كيف تتأكد من نسبة الاقتباس قبل ارسال بحثك للتقييم
كما أشرنا أعلاه ان الانترنت قدمت كثير من البرامج التي تتيح للمراجعين والمشرفين ومسئولي المجلات العلمية كشف الانتحال، فأنها قدمت في نفس الوقت البرامج التي تتيح للباحث فحص بحثه والتأكد أنه في الطريق الصحيح وأن نسبة الاقتباس مقبولة.
كيف تتعامل مع ملاحظات المحكم في ما يخص نسبة الاقتباس
عندما يم ارسال البحث إلى المحكمين لتقييمه فأن نسبة الاقتباس تكون ضمن عملية التحكيم في أغلب المجلات العلمية وعندها يصل للباحث الملاحظات على بحثه ويصله تقرير الاقتباس. وبهذه الحالة يجب على الباحث فهم التقرير جيدا والعمل على تخفيف نسبة الاقتياس عن طريق إعادة صياغة الجمل التي تحتوي على شبه الانتحال.
وكما تعودنا من قبل في كافة منشورات المدونة نقدم بعض المقالات للدارسين باللغة الانجليزية
Opmerkingen