يعتقد الكثير من الطلبة (بنين- بنات) أن مفهوم " اتخاذ القرار" مفهوم كبير، وأنهم لا يستطيعون اتخاذ القرار بأنفسهم فلابد من مساعدة وتوجيه الوالدين أو الأساتذة أو على الأقل الأشقاء الكبار، وهذا ممكن، ولكنه بالتأكيد ليس مستحيلا على الطالب أن يفهم معنى اتخاذ القرار، ويكتسب المهارة الضرورية التي تؤهله لاتخاذ قرارات حياته الخاصة بوعي وإدراك أو على الأقل بمشاركة فاعلة في اتخاذ القرار الخاص به.
معنى اتخاذ القرار
اتخاذ القرار هو عملية اختيار خيار محدد من بين الخيارات المتاحة، ومن أجل عملية اتخاذ قرار فعالة يجب أن يكون للمرء عقل منفتح لموازنة كل الخيارات المطروحة أمامه، وتحديد الجوانب الإيجابية والسلبية فيها، والقدرة على تحديد الخيار الأنسب؛ فالخيارات عادة لا تكون واضحة لكن كل خيار يحمل مميزات وعيوب نستطيع أن نفاضل بينها. وتستلزم عملية اتخاذ القرار فهم واستيعاب المشكلة أو القضية التي تحتاج لاتخاذ قرار من أجل حلها، كما يجب توضيح الأهداف التي نسعى لتحقيقها مع تحليل العواقب أو التحديات الممكن حدوثها.
متطلبات اتخاذ القرار
حتى تتمكن من اتخاذ قرارك بقوة ووعي وإدراك يجب أن تدرك التالي: -
1. معرفة أهمية اتخاذ القرار واستيعاب المفهوم العام لاتخاذ القرار.
2. تحديد وتعريف المشكلة أو القضية التي تحتاج إلى اتخاذ القرار.
3. جمع معلومات عن الحلول الممكنة من مصادر صحيحة ودقيقة وعدم الاعتماد على ما يقال.
4. بلورة عدد من المقترحات للحل، مع ترتيبهم وفقا للأفضلية.
5. التقييم والمفاضلة بين هذه المقترحات.
6. اتخاذ القرار؛ وذلك باختيار أحد المقترحات.
7. تحمل المسئولية.
8. تقييم أثر تنفيذ القرار والتمكن من تعديله أو تبديله بآخر خلال فترة زمنية مناسبة؛ لأن التأخير له تأثيراته السلبية.
الآن سنطرح عدة مواضيع شائعة بين الطلبة تستلزم منهم (اتخاذ القرار) بشأنها، ونحن هنا لا نتخذ القرار نيابة عنهم، أو نقرر ما هو الصواب، فهذه بالطبع مسئولية شخصية كما اتفقنا، ولكن نقدم مواضيع هذه القرارات، ومتطلبات اتخاذ القرار بشأنها، مع الأخذ بعين الاعتبار اختلاف الحالات المتماثلة للأمثلة المطروحة في هذه المقالة.
قرارات في حياة الطلبة العملية
أي تخصص ادرس؟
هذا قرار مهم، يُطرح بمجرد تخرجك من المدرسة، يجب أن تتخذ هذا القرار بحرص كبير، سيكون من المفيد أن تشرك والديك أو بعض المطلعين على هذا الشأن، وهم هنا مصدر من مصادر المعلومات يمكن أن يقدموا مقترحات ولكن متخذ القرار يجب أن يكون أنت؛ حتى تتحمل مسؤوليته وتستشعر أنك في طريق حددته بنفسك، وليس غيرك وأنك المسؤول عنه.
كما اتفقنا أن اتخاذ القرار يحتاج إلى معلومات واضحة صحيحة ومن مصدر موثوق فيه، يمكن أن تبحث من خلال الانترنت عن طبيعة التخصص المطلوب (قد يكون أكثر من تخصص وأنت محتار أيهم أفضل) والمقررات الأهم فيه ووظائفه الممكنة في المستقبل. أسال نفسك! هل تجد محتوى هذه المقررات شيّقا؟ هل يلبي ميولك؟ هل الوظائف المتوقعة لهذا التخصص تناسبك؟ هل هي موجودة في سوق العمل في بلدك؟ هل تجد مستقبلك في أحد هذه الوظائف؟ وبالطبع كل تخصص له أكثر من وظيفة محتملة.
إذا كان لديك ميول اتجاه مجال معين، فالأمر سيكون أسهل لك، أو كنت متابع لنجاح شخصية ناجحة شهيرة، ومعجب بطبيعة عمل هذه الشخصية، فيمكن أن تبحث في سيرتها الذاتية، ماذا درس/ت؟ بماذا أهتم/ت؟ وتأخذ بعض العبر لتحدد اختيارك بشكل صحيح، كون فكرة عامة عن هذا التخصص قبل أن تبدأ بالبحث عنه في الجامعات المتاحة لك في بلدك.
دعونا نفترض بعض المجالات؛ لتوضيح كيف يجب أن تبحث عن معلومات عنه بشكل واسع، ولا تكتفي بما تعرفه أو يعرفه أصدقاؤك من حولك :
فلنفترض أنك تميل إلى علوم الحاسوب أو الهندسة، هنا عليك أن تبحث بدقة؛ فهذه المجالات أصبحت واسعة ومتشعبة ومتداخلة مع كثير من التخصصات. مرة أخرى ابحث وتعرف على التخصصات المختلفة وعن الوظائف المتوقعة وحاول ان تتعرف على رغبتك في هذه التخصصات، والأهم يجب أن تعرف أهم المتطلبات للتخصص، مثلا الرياضيات؛ فهل أنت متمكن منه؟ أو لديك الرغبة للاستزادة منه؟ إذا كان اختيارك علوم الحاسوب والتخصصات المقاربة له يمكن أن تتطلع على هاتين المقالتين على هذه المدونة :
هل رغبتك أن تكون طبيبا؟ تعرف على المهنة وإن بدت لك معروفة، تعرف على متطلباتها، أعرف عن الضرورة –مستقبلا- للتخصص الدقيق بها؟ احرص على اختيار جامعة قوية.
فلنفترض أنك تحب الفيزياء أو الكيمياء أو البيولوجي أو غيرها من العلوم الحياتية، دع تفكيرك ينفتح على فرص العمل المستقبلي ولا تربطه بما تجده أمامك فقط. من خلال هذه التخصصات، يمكن أن تكون مدرسا في مدرسة، يمكن أن تكمل بعد البكالوريوس دراسة متقدمة مثل دبلوم أو دورة تدريبية وتعمل في المراكز البحثية المعملية، ويمكن أن تواصل دراسات عليا وتصبح مدرسا في الجامعة أو باحثا أكاديميا في أحد مراكز البحث العلمي إذا كان البحث والاستكشاف شغفك.
إذا كنت تحب المواد الأدبية فالمجال واسع وشيق. مجالات اللغة العربية والعلوم الدينية وغيرها. أبحث عن تخصص يلائم رغبتك؛ فمثلا تخصص التاريخ، الكثير يعتقد أنه تخصص لا مستقبل له سوى في التدريس! دعنا نبحث، ماذا يمكن أن يعطي تخصص التاريخ؟ من الممكن أن يفتح لك مجالا للعمل في الصحافة أو في السياحة أو في العمل الدبلوماسي. وكذلك تتنوع مجالات العمل لتخصص الجغرافيا وعلم النفس وعلم الاجتماع وغيرها. وهكذا هناك كثير من المجالات التي يمكن أن تلبي طموحك، ولكن قد يغيب عنك ماذا يمكن أن تدرس لتحصل عليها.
هل طموحك أن تكون محاميا أو رجل قانون بشكل عام، حاول أن تتعرف على طبيعة المقررات، ما هي المهارات المطلوبة منك في هذا التخصص؟ هل فرص العمل متوفرة؟ هل تجدها مناسبة لك؟
الغرض من هذه الأفكار أن لا تتجنب تخصصا أنت تميل إليه، وكنت دائما في المدرسة من النابغين فيه؛ لمجرد أن صورة الوظيفة النمطية لا تلبي طموحك، فيمكن أن تجد وظائف متقدمة بزيادة خبرتك أو تعليمك، فقط أبحث في الانترنت عن وظائف هذا التخصص فستجد الكثير مما لا يخطر في بالك بسبب خبرتك الصغيرة – حاليا - حتى أن هناك كثيرا من الصفحات على الفيسبوك التي يمكن أن توسع مداركك على التخصص الذي تبحث عنه ؛ فمثلا يمكن أن تنضم لصفحات على الفيسبوك خاصة بمتخصصي الفيزياء أو الحاسوب أو العلوم الدينية وغيرها؛ مما قد يضيف لك كثيرا من المفاهيم ليس فقط عن مقررات التخصص ولكن عن مجال العمل والأنشطة الخاصة في هذا التخصص .
هل أدخل معهدا فنيا؟
سؤال مهم! يحتاج إلى تفكير عميق واتخاذ قرار صحيح ... هل تجد الجانب النظري في الدراسة في الجامعات لا يناسبك؟ هل تفضل وتبدع أكثر في الجانب العملي؟ هل ترغب بدخول سوق العمل بشكل أسرع بدلا من البقاء لسنوات في الجامعة؟ كما قلنا سابقا، القرار قرارك، وباب النجاح والتميز مفتوح على مصراعيه لمن يرغب به، وليس محصورا على خريجي الجامعات. فقط مطلوب منك ان تحدد في هذه الحالة ماذا ترغب أن تتعلم؟ ما هي الموهبة التي يمكن أن تستثمرها وتصقلها بالتدريب؟ ما هي مجالات العمل المستقبلي؟ والأهم أن تكون واثقا من اتخاذ هذا القرار وفخورا بالطريق الذي تنوي السير فيه بإذن الله.
هل أبحث عن منحة للدراسة بالخارج؟
هذا قرار هام في حياتك العملية، الكثير من الطلبة يسعى للحصول على منحة للدراسة بالخارج، ومن أجل هذا القرار يجب أن تحصل على معلومات كثيرة، منها ما هي المنح التي تستطيع التقدم لها؟ هل تخصصك ضمن التخصصات المتوفرة في المنح؟ هل السفر مهم لك ويمكن أن تختار تخصصا متوفرا حتى لو لم يكن رغبتك الأولى!؟ هل شروط المنحة متوفرة لديك؟ هل ستغطي المنحة احتياجاتك للدراسة والمعيشة؟ وغيرها من الأسئلة التي ستساعدك على اتخاذ هذا القرار. تحتاج إلى كثير من المعلومات حتى تتخذ قرار سليم بخصوص الدراسة في الخارج . يمكنك الاطلاع على مقالة بعنوان " تحديات الدراسة في الخارج "على هذه المدونة.
أي جامعة التحق بها؟
أما وقد اتخذت قرارك بالدراسة في بلدك، وحددت التخصص الذي ترغب فيه، فالقرار التالي هو أي جامعة التحق بها؟ هل تستوفي متطلبات الالتحاق بالجامعة الحكومية كخيار أول؟ إذا لم توفق لذلك، فما الجامعة الأخرى الأفضل ضمن الجامعات في منطقتك؟ بالطبع سيكون السؤال المهم إلى أي مدى هذه الجامعة جيدة؟ وتستطيع الحصول على هذه الإجابة من مصادر موثوق فيها واضعا بعين الاعتبار أن الطلبة الدارسين فيها ليسوا – دائما - مصدرا جيدا لتقييمها ويمكن أن تعتمد عليه وتثق به، لأنهم بالغالب ينتقدون جامعتهم لأي انزعاج يشعرون فيه؛ ومرة أخرى يمكن أن تحصل على المعلومات من مواقع الجامعات على الانترنت؛ حتى تتعرف على الرسوم- نظام الدراسة - مقررات التخصص الذي حددته- شروط القبول- متطلبات التسجيل. وعندما تحدد الجامعة والتخصص يمكن أن تكون الخطوة التالية هي الزيارة الفعلية للجامعة.
كيف أتأقلم مع الحياة الجامعية؟
كثير من الطلبة لا يجدون أنفسهم متأقلمين مع الحياة الجامعية وخاصة في البداية. وبما أنها مرحلة مهمة في حياة الطلبة، فيجب أن يتم اتخاذ قرار لحل هذه المشكلة وخاصة أنها شائعة بين الطلبة الذين تعودوا لسنوات طويلة على الأنظمة السائدة في المدرسة والمحددة بشكل دقيق. ومن هنا يمكن أن تطرح على نفسك عدة أسئلة وتحاول الإجابة عليها بصدق، ولا تؤجل حل هذه المشكلة؛ فقد تكون سببا لمشاكل أخرى ما كانت ستحدث لو كنت قد تداركت حلها من البداية.
لماذا لم أتأقلم مع الحياة الجامعية؟ ضع الأسباب بوضوح، وتذكر أنك فقط من يعرف الأسباب:
1. ما هي الأمور المزعجة في الجامعة؟ لماذا هي مزعجة؟ هل أستطيع التخلص منها؟ وكيف أتخلص منها؟
2. كيف أكون علاقة صداقة جيدة مع الزملاء؟
3. كيف أبني علاقة جيدة مع المدرسين؟ كيف أكسر حاجز الخجل عند طرح سؤال للمدرس؟
4. ما هي الأنشطة الموجودة داخل الجامعة؟ هل تناسب هواياتي وميولي؟
(فالأنشطة ستساعدك على تكوين الصدقات وتنمية مهارات العمل الجماعي وكسر الخجل والتردد إذا كنت تعاني منها). وبكل الأحوال لا تبالغ في ممارسة هذه الأنشطة وحاول أن تدير الوقت بشكل جيد وتوازن بينها وبين الدراسة.
هل استمر بالتخصص أم أحول إلى تخصص أخر؟
يشعر بعض الطلبة أنهم ليسوا في المكان الصحيح، وما يدرسونه لا يلبي ميولهم، وهنا يأتي وقت اتخاذ القرار التالي هل أستمر بالتخصص الذي أنا فيه؟ أم أحول إلى تخصص أخر؟ هل أستمر في هذه الجامعة أم أنتقل إلى جامعة أخرى؟
قد يعتبر البعض أن هذا اعتراف بالفشل!! ولكن يجب أن نعرف أن الفشل هو أحد ثمار التجربة، ولا يعتبر الفشل حقيقيا إلا إذا توقفنا عن المحاولة؛ تصحيح المسار هو النضج الطبيعي لشخصية الطالب، وهو القرار الذي يحول الفشل إلى (تجربة فقط) ويستمر المسار بالطريق الجديد.
هذا القرار بالذات يجب أن يتخذه الطالب دون مساعدة من أحد؛ لأن الطالب هو الوحيد الذي يدرك لماذا لم يناسبه هذا التخصص؟ هل درجاته الضعيفة؟ أم رسوبه في بعض المقررات؟ وهل حدث ذلك نتيجة عدم دراسته بشكل جيد؟ أم لأنه فعلا لا يستوعب المقررات ولا يجدها مناسبة لميوله؟ هذا القرار مهم، ولا يجب أن يتأخر؛ لأنه كلما تأخر دون معالجة كلما ازداد الأمر سوءً ؛ وليس شرطا أن يكون القرار هو التحويل إلى تخصص آخر، بل قد يكون القرار هو البحث عن الخلل ومعالجة وتحسين المستوى الدراسي والاستمرار بالتخصص. أما إذا كان الطالب يميل أكثر للتحويل؛ فنكرر يجب أن يبحث الطالب عن ميوله التي لم يجدها في التخصص الحالي، و الآن وهو في الجامعة، يمكن أن يسأل زملاءه عن التخصصات الأخرى، و يسأل الأساتذة ، يستفسر- يناقش- يقارن وغيره، إلى أن يجد ضالته وعندها يمكن له أن يتخذ القرار؛ وفرصته هنا لاتخاذ قرارا سليما أفضل لأنه –الآن – أصبح مدركا للتخصص غير المرغوب له لذا سيتم استبعاد التخصص الحالي من دائرة الاهتمام لأسباب واضحة ومحددة لديه، ولا شك أن هذه الأسباب ستكون مساعدة له في تحديد التخصص الجديد .
حقيقة
لا يوجد تخصص أفضل من تخصص، هناك تخصص أفضل – لك - من تخصص أخر، أما أبواب النجاح والتميز والابداع فهي مفتوحة لجميع التخصصات، إذا أختار أصحابها طريق التميز ولم يكتفوا بالإنجاز العادي والمعتاد. حتى لو سمعت أن العالم يسير بقوة العلم؛ وأن المجال العلمي هو المطلوب للمستقبل؛ فيجب أن تعلم أن العالم محتاج لكافة التخصصات حتى تستقيم الحياة؛ وبالطبع هناك عباقرة ومبدعون ومتميزون في كافة المجالات، منهم علماء فيزياء أو حاسوب ، أو نوابغ في الأدب وعلماء قانون، وهناك نوابغ في الفن والموسيقى والرسم . هناك نوابغ في كافة التخصصات والمجالات، عليك فقط أن تبحث عما يمكنك الإبداع فيه.
هل أدخل دورة تدريبية؟ تأهيل ذاتي؟
يحتار الطلبة المتميزون الذين يسعون لتطوير أنفسهم بشكل دائم، في توقيت متى يجب أن يهتموا بتأهيل أنفسهم بالمهارات أو التدريبات غير المتوفرة بالجامعة؟ هل أثناء الدراسة أم في فترة الإجازة الصيفية؟ أو هل ينتظر إلى بعد التخرج؟ لا شك بأن التدريب والتأهيل المستمر أصبح مطلوبا وبشدة. لاتخاذ هذا القرار ستكون المعلومات المطلوبة واللازمة هي معرفة ما هي المهارات التي يجب أن أتعلمها؟ لماذا يجب أن أتعلمها؟ أين يمكن أن أتعلمها؟ هل تتوفر هذه التدريبات على الانترنت؟ وتذكر للتدريب مجالان:
التدريب العام كالتثقيف المطلوب لطالب الجامعة أيا كان تخصصه.
والتدريب الذي يقوي ويصقل إمكانياتك بالتخصص ويؤهلك لفرص عمل أفضل مستقبلا، وهذه بالطبع يتم اختيارها وفقا للتخصص.
لا تنسى التأهيل الذاتي، والذي أصبح مطلوبا جدا في عصرنا هذا. أسأل نفسك متى يجب أن أؤهل نفسي؟ وبماذا؟ وأين؟ حتى تستطيع ان تحدد إجابة على هذه الأسئلة يجب ان تحاول الإجابة سؤال مهم وهو: ما هي نقاط ضعفي؟
من خلال التركيز على نقاط ضعفك وادراكها يمكن ان تتضح لك الرؤية لما تحتاج إليه من تأهيل وتنمية ذاتية (وبالطبع الطلبة بشكل عام بحاجة إلى التأهيل بصرف النظر عن التخصص) فمثلا؛
هل تحتاج إلى تقوية لغتك العربية وإتقانها بشكل سليم تماما؟ وذلك لأن بعضا من الطلبة مازال لديهم مشكلة باللغة العربية تلك التي يعرفونها دائما على أنها لغتهم الأم.
هل تحتاج إلى تقوية لغتك الإنجليزية واتقانها بشكل جيد؟ وهذا تأهيل أصبح مطلوبا للجميع.
هل تحتاج إلى تأهيل بتطبيقات الحاسوب واستخدام الانترنت بشكل فعال؟ وأيضا أصبح مطلوب من الجميع.
هل تحتاج إلى تأهيل في مهارة العمل الجماعي؟ ومهارة إدارة الوقت؟
هل ينقصك التفكير الإبداعي؟ وتوليد أفكار ابداعية.
هل تتسم بالخجل وعدم القدرة على عرض أفكارك أمام زملائك؟
يمكنك الاستزادة عن هذا الموضوع بقراءة هذه المقالة " ثقافة الطالب الجامعي"
هل أعمل أثناء الدراسة؟
هل يجب أن تعمل لتوفير التزاماتك الحياتية؟ هذه المسئولية لا تعتبر عائقا إذا أنت أحسنت اتخاذ القرار وحددت العمل المناسب لك، وأيضا أجدت إدارة وقتك؛ فكثير جدا من الطلاب يعملون ويدرسون في نفس الوقت، وينجح – بامتياز- من يستطيع منهم تنظيم وقته، وعدم تعليق إهماله على تلك الالتزامات، وتحديد الأولويات والاستفادة من التجربة بشكل إيجابي، لأن الوقت متوفر بشكل جيد لمن يحسن إدارته والتركيز على مستقبله بدلا من الالتزام بما لا يفيد (وخاصة إذا كان الوقت ضيقا).
هل أبحث عن عمل بعد التخرج أم أواصل الدراسة العليا؟
وأخيرا وأنت على أبواب التخرج! يبدأ مشوار حياتك العملية، فيأتي السؤال هل أبحث عن عمل أم أواصل الدراسات العليا. أيضا هذا قرار مهم، وعليك أن تدرك أيهما أفضل لك وتستفيد من الفرص المتاحة لك. يمكن أن تقرأ هذه المقالة على هذه المدونة بعنوان "أيهما أولا العمل أم الماجستير ".
الخلاصة
بانتهاء مرحلة المدرسة، تنتهي مرحلة الاعتماد على الأخرين وانتظار اتخاذهم لقرارات تمس حياتك. وأنت بهذه الطريقة تساعد نفسك -منذ البداية - على الاعتماد على النفس من ناحية ، وعدم تحميل الآخرين مسؤولية أي تعثر تصادفه من ناحية أخرى. قراراتك قد تقودك إلى طريق سليم، وقد تقودك إلى عثرات أنت المسؤول عنها؛ وأنت المسؤول عن الاستفادة منها وتجاوزها وعدم السماح لها بالسيطرة على حياتك.
دكتورة أروى الأرياني
أستاذ مشارك - تكنولوجيا المعلومات
باحث ومستشار أكاديمي
أضغط هنا "Dr. Arwa Aleryani-Blog " لتسجيل متابعة، حتى يصلك الجديد من المدونة الأكاديمية.
Comments