التمكين الرقمي هو استخدام التكنولوجيا الرقمية لتمكين الأفراد والمجتمعات من الوصول إلى المعرفة والموارد، وتعزيز قدراتهم على المشاركة في المجتمع الحديث. يهدف التمكين الرقمي إلى تسهيل الوصول إلى المعلومات، تحسين التعليم، وزيادة الكفاءة والإنتاجية في مجالات متعددة مثل العمل، الصحة، والخدمات الحكومية. من خلال التمكين الرقمي، يمكن للأفراد تحقيق استفادة أكبر من الأدوات الرقمية لتعزيز مهاراتهم وتوسيع فرصهم الاقتصادية والاجتماعية. يشمل ذلك تعليم المهارات الرقمية، توفير الوصول إلى الإنترنت، وتسهيل استخدام الخدمات الإلكترونية مثل التطبيقات والخدمات عبر الإنترنت. التمكين الرقمي يعتبر أداة فعالة لمساعدة المجتمعات النامية على الاندماج في الاقتصاد الرقمي العالمي وتحقيق التنمية المستدامة.
أساسيات التمكين الرقمي
الوصول الرقمي: تزويد الأفراد بخدمات الإنترنت وأجهزة الحاسوب أو الهواتف الذكية.
المعرفة الرقمية: تعليم الأفراد كيفية استخدام الأدوات التكنولوجية بفعالية.
المشاركة الرقمية: تمكين الأفراد من استخدام التكنولوجيا للمشاركة في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
الأمن الرقمي: التأكد من أن الأفراد يمكنهم استخدام التكنولوجيا بأمان وحماية خصوصيتهم.
من المسئول عن التمكين الرقمي؟
التمكين الرقمي في المجتمع هو عملية تعنى بتعزيز استخدام التكنولوجيا لتحسين الحياة اليومية وتطوير المجتمعات. تتحمل مجموعة من الأطراف المسؤولية عن تحقيق هذا الهدف على مستوى الدولة. إجمالًا، تحقيق التمكين الرقمي يحتاج إلى تعاون بين الحكومة، القطاع الخاص، المؤسسات التعليمية، والمجتمع المدني، لضمان أن الجميع يمكنهم الاستفادة من التكنولوجيا وتحقيق النمو والتطور. من بين هذه الأطراف:
الحكومة: تلعب الحكومة دورًا رئيسيًا من خلال وضع السياسات والاستراتيجيات التي تدعم التحول الرقمي. هذا يشمل إنشاء بنية تحتية قوية للاتصالات، تقديم خدمات حكومية رقمية، وتسهيل الوصول إلى التكنولوجيا للجميع، بما في ذلك الفئات المحرومة.
وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات: تكون هذه الوزارة في العادة المسؤولة عن تطوير السياسات المتعلقة بالبنية التحتية الرقمية، وتنفيذ المبادرات التي تسهم في نشر التقنيات الحديثة وتوفير خدمات الإنترنت بأسعار معقولة.
الهيئات التنظيمية: هناك هيئات تنظيمية متخصصة في مراقبة قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لضمان تقديم خدمات ذات جودة عالية وتحفيز التنافسية في السوق.
القطاع الخاص: الشركات التكنولوجية والبنوك وغيرها من المؤسسات الخاصة تلعب دورًا كبيرًا في تطوير الحلول التكنولوجية التي تعزز من التمكين الرقمي، مثل الخدمات المالية الرقمية والتعليم الإلكتروني.
المؤسسات التعليمية: الجامعات والمدارس تعزز التمكين الرقمي من خلال توفير التعليم التكنولوجي وتدريب الطلاب على المهارات الرقمية.
المجتمع المدني: المنظمات غير الحكومية والمبادرات المحلية تعمل على دعم المجتمعات الأقل حظاً للوصول إلى التكنولوجيا واستخدامها بطريقة مفيدة، مثل تقديم التدريب على المهارات الرقمية.
استراتيجيات التمكين الرقمي
استراتيجيات التمكين الرقمي هي مجموعة من الخطوات والتوجهات التي تتبناها الحكومات، المؤسسات، والمنظمات لتعزيز قدرات الأفراد والمجتمعات على الاستفادة من التكنولوجيا الرقمية. الهدف من هذه الاستراتيجيات هو تحسين الوصول إلى التكنولوجيا وتطوير المهارات الرقمية، وتعزيز المشاركة الرقمية الفعالة. تُعد هذه الاستراتيجيات محورية لتحقيق الفائدة الكاملة من التحول الرقمي، وهي تلعب دوراً حيوياً في تطوير الاقتصادات والمجتمعات في العصر الحديث.
توسيع البنية التحتية الرقمية:
تحسين الوصول إلى الإنترنت، خاصة في المناطق الريفية والمحرومة.
توسيع نطاق شبكات النطاق العريض (broadband) وإنشاء مراكز تكنولوجيا محلية.
الاستثمار في تكنولوجيا الجيل الخامس (5G) والألياف البصرية لزيادة السرعة وجودة الاتصال.
توفير التعليم والتدريب الرقمي:
إدراج المهارات الرقمية في المناهج التعليمية على جميع المستويات.
إطلاق برامج تدريب متخصصة لتعليم الأفراد كيفية استخدام الأدوات والتقنيات الحديثة.
توفير الدورات المجانية أو المدعومة لتعزيز المهارات التكنولوجية للمجتمعات المحرومة.
تعزيز الشمول الرقمي:
التأكد من أن جميع الفئات، بما في ذلك الفئات المهمشة، يمكنها الوصول إلى التكنولوجيا.
تقديم دعم للأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة لتسهيل استخدام الأدوات الرقمية من خلال تكنولوجيا مساعدة.
معالجة الفجوة الرقمية بين الجنسين أو الأعمار المختلفة.
تحسين الخدمات الحكومية الرقمية:
رقمنة الخدمات الحكومية لتسهيل الوصول إلى المعلومات والخدمات العامة.
تعزيز تفاعل المواطنين مع الحكومة من خلال بوابات إلكترونية شاملة وتطبيقات خدماتية.
توفير منصات متكاملة للمواطنين لإتمام المعاملات الحكومية عبر الإنترنت.
دعم الابتكار وريادة الأعمال الرقمية:
تقديم دعم مالي واستثماري للشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا.
إنشاء حاضنات ومسرعات أعمال للشركات الرقمية لتسهيل الابتكار.
تعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص لتطوير تقنيات مبتكرة.
تعزيز الأمان الرقمي وحماية البيانات:
توعية الأفراد حول مخاطر الإنترنت وكيفية الحفاظ على خصوصيتهم وأمنهم الرقمي.
وضع سياسات لحماية البيانات وضمان الأمن السيبراني على المستوى الوطني.
دعم تطوير أدوات وتقنيات الأمان الرقمي للشركات والأفراد.
تعزيز المشاركة الإلكترونية:
تشجيع المواطنين على المشاركة في العملية الديمقراطية عبر الأدوات الرقمية مثل التصويت الإلكتروني والاستبيانات الرقمية.
تمكين الأفراد من استخدام التكنولوجيا للتعبير عن آرائهم والمشاركة في صنع القرار المجتمعي.
دعم مبادرات المواطن الصحفي والمحتوى الذي ينتجه المستخدمون لتعزيز الشفافية والمشاركة العامة.
أمثلة على استراتيجيات التمكين الرقمي
استراتيجية "الأمم المتحدة للتمكين الرقمي": تهدف إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة عبر التكنولوجيا الرقمية.
استراتيجية "الاتحاد الأوروبي للتحول الرقمي": تهدف إلى تحسين البنية التحتية الرقمية في جميع دول الاتحاد، وتعزيز المهارات الرقمية لأفراد المجتمع.
مجالات البحث العلمي في التمكين الرقمي
في البحث العلمي، يمتد التمكين الرقمي إلى مجالات متعددة ومجالات متعددة التخصصات. تساهم كل من هذه المجالات في فهم كيفية الاستفادة من الأدوات والتقنيات الرقمية لتمكين الناس والمجتمعات في جميع أنحاء العالم. إن البحث في مجال التمكين الرقمي متعدد التخصصات إلى حد كبير، حيث يجمع بين مجالات مثل علوم الحاسوب وعلم الاجتماع والاقتصاد والتعليم والسياسة العامة.
ومن المجالات الرئيسية للبحث العلمي في التمكين الرقمي التالي:
الشمول الرقمي والوصول إليه
سد الفجوة الرقمية: يركز البحث على ضمان الوصول العادل إلى التكنولوجيا، ومعالجة التفاوتات بين المجموعات الاجتماعية والاقتصادية المختلفة، والجنسين، والسكان الحضريين مقابل السكان الريفيين، والبلدان النامية مقابل البلدان المتقدمة.
الاتصال بأسعار معقولة: تستكشف الدراسات طرق توفير إمكانية الوصول إلى الإنترنت بأسعار معقولة وأجهزة منخفضة التكلفة للسكان المحرومين.
الحكومة الرقمية والمشاركة المدنية
المشاركة الرقمية: تبحث الأبحاث في هذا المجال في كيفية استخدام الأدوات الرقمية لزيادة المشاركة المدنية والشفافية والتفاعل بين المواطنين والحكومات.
تصميم السياسات وتنفيذها: استكشاف تصميم وتأثير السياسات التي تعزز التمكين الرقمي، بما في ذلك لوائح الخصوصية، وملكية البيانات، والحقوق الرقمية.
التعليم والتعلم الإلكتروني
منصات التعلم عبر الإنترنت: تستكشف الدراسات كيف تعمل المنصات الرقمية على تعزيز نتائج التعلم والوصول إلى التعليم وتجارب التعلم الشخصية.
محو الأمية الرقمية: البحث في تطوير المهارات الرقمية ومحو الأمية، وخاصة في الفئات المهمشة، لتمكينهم في عالم مدفوع بالتكنولوجيا.
الرعاية الصحية والطب عن بعد
الوصول إلى الرعاية الصحية عن بعد: استكشاف كيف تمكن الأدوات الرقمية من الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية في المناطق النائية أو المحرومة.
محو الأمية الصحية وتمكينها: يركز البحث على كيفية تمكين الأدوات الرقمية للمرضى من خلال تحسين محو الأمية الصحية والإدارة الذاتية والوصول إلى المعلومات الصحية.
التمكين الاقتصادي
ريادة الأعمال الرقمية: تستكشف الدراسات كيف تمكن الأدوات الرقمية الأفراد من بدء الأعمال التجارية، والانخراط في التجارة الإلكترونية، والوصول إلى الأسواق العالمية.
الشمول المالي: البحث في الخدمات المصرفية عبر الهاتف المحمول، والمدفوعات الرقمية، وتقنيات البلوك تشين كأدوات للتمكين الاقتصادي، وخاصة في المناطق النامية.
المهارات الرقمية وتنمية القوى العاملة
مستقبل العمل: يبحث البحث في كيفية إعادة تشكيل المهارات الرقمية لسوق العمل وتنمية القوى العاملة، مع التركيز على رفع مهارات العمال وإعادة تأهيلهم للاقتصاد الرقمي.
الأتمتة والذكاء الاصطناعي: كيف يؤثر الذكاء الاصطناعي والأتمتة على الوظائف وكيف يمكن لاستراتيجيات التمكين الرقمي أن تساعد العمال على التكيف.
التمكين الاجتماعي من خلال التكنولوجيا
الشبكات الاجتماعية وبناء المجتمع: استكشاف كيف تعمل المنصات الرقمية على تعزيز الروابط الاجتماعية ومجموعات الدعم وتمكين المجتمع.
التجارب والنشاط الرقمي: كيف تُستخدم الأدوات الرقمية في النشاط، وتضخيم الأصوات المهمشة، وخلق التغيير الاجتماعي.
الاستدامة والتمكين البيئي
المدن الذكية والحلول الرقمية: البحث في كيفية تمكن التقنيات الرقمية (إنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي) من خلق بيئات حضرية أكثر استدامة وتمكين المواطنين من المشاركة في جهود الاستدامة.
التقنيات الخضراء: دور الأدوات الرقمية في تعزيز الوعي البيئي وريادة الأعمال الخضراء والعمل المناخي.
الأمن السيبراني والحقوق الرقمية
خصوصية البيانات وحمايتها: البحث في كيفية تمكين الأفراد من التحكم في بياناتهم الشخصية وحماية خصوصيتهم وتأمين هوياتهم الرقمية.
الحقوق الرقمية والأخلاق: دراسات حول تعزيز الحقوق الرقمية وحرية التعبير والتفاعلات الرقمية الأخلاقية.
الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة من أجل التمكين
الخدمات الشخصية: البحث في المنصات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي والتي توفر حلولاً مخصصة للرعاية الصحية والتعليم والاستشارات المالية.
الذكاء الاصطناعي الشامل: دراسات حول جعل أنظمة الذكاء الاصطناعي أكثر شمولاً، وضمان عدم تسببها في إدامة التحيز أو عدم المساواة.
الخلاصة
التمكين الرقمي هو استخدام التكنولوجيا الرقمية لتعزيز قدرات الأفراد والمجتمعات على الوصول إلى المعرفة والموارد والمشاركة الفعالة في المجتمع الحديث. يتضمن ذلك الوصول إلى الإنترنت، التعليم الرقمي، وتحسين الكفاءة والإنتاجية في مجالات مثل الصحة والعمل. يعتمد التمكين الرقمي على عدة عوامل أساسية، منها توفير بنية تحتية تقنية قوية، تعليم المهارات الرقمية، وضمان الأمان الرقمي. الجهات المسؤولة عن التمكين تشمل الحكومة، القطاع الخاص، والمؤسسات التعليمية. تشمل استراتيجيات التمكين الرقمي تحسين الوصول إلى التكنولوجيا، تعزيز الشمول الرقمي، وتطوير المهارات الرقمية.
دكتورة أروى يحيى الأرياني
أستاذ مشارك - تكنولوجيا المعلومات
باحث ومستشار أكاديمي
" لتسجيل متابعة، حتى يصلك الجديد من المدونة الأكاديمية أضغط هنا Dr. Arwa Aleryani-Blog".
Comments